رجل في متاهات العشق

182 6 6
                                    

قال لها :
لا أريد وجهك المشرق دائمًا، هذا القناع الذي تحاولين الظهور به أمام الناس،  أريد أن أرى الجانب المظلم منكِ، ذاك الذي تحاولين إخفائه عن الناس، أحتاج أن أكون حقيقتك التي تخافين مواجهتها، أنتِ تهربين وتخافين دائمًا من الناس لذلك أحاول جاهدًا أن أخلق لكِ مكانًا في ظلامي  لتختبئي بداخله بعيدًا عن الناس، عن الأشياء التافهة التي تزعجك، لم أتمنى إلا معرفتها فأنا علي أتم الاستعداد لفهمها، لا يهم إن كنت تخجلين الجهر بها  يكفي جدًا أن تخبرينني إياها، أن تشعرينني أنني مميز في حياتك للحد الذي يجعلك لا تخجلين مني، أحببت فيكِ عشوائيتك، أحببت فيكِ فلسفتك وأسئلتك الوجودية، لم أحب تلك المتزنة العاقلة، ما جعلني أقترب منك هي تلك الأسئلة، الأمنيات الغريبة، والأحلام الطفولية، أردت أن أكون شريكًا لكِ في كآبتك، في عتمة قلبك، رفيق طريق الحزن والسوداوية، كانت طريقتك في الظهور بقناع المتزنة العاقلة تزعجني، تشعرني أنني لا أختلف عن كل الذين مروا على قلبك، أردت مشاركتك أدق تفاصيل يومك، أن أكون سرك الأعظم، تخبرينني بأسرار لا يعرفها أحد، بتفاصيل لا يلاحظها أحد، وتلعنين معي قسوة العالم وقوته في تحطيم الأحلام والأمنيات، أعرف أنك تهربين دائمًا من الواقع بالموسيقى، بالروايات، بالخيال والحديث مع نفسك، أتمنى ان أكون أقرب إليكِ من كل هذه الأشياء، أن أكون متسعك وعالمك الوحيد، أقرب لك حتى من صمتك، لم أطلب منك أن تكوني بخير دائمًا لأنني أعرف أنك لستِ بخير، لم أطلب منك الثبات، أحببت فيك انهيارك وتشتتك وحزنك، أحببت فيك اكتئابك العظيم ..!

خواطر مبعثرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن