طفل صغير أتاني من الخلف .. مناديا بإسمي ..
إلتفت إليه .. قال لي انحني قليلا لأخبرك سرا ..
فانحنيت ... و قلت له "كلي آذان صاغية يا فتى .. "
فهمس قائلا "هناك .. على الضفة الأخرى ..في مكان ما .. صندوق مخبأ لكِ..!! ما من أحد يستطيع فتحه سواكِ.. ماكث منذ الأزل في إنتظار مجيئك !!
في إنتظارك أنتِ .. و قد لبثت بعيدة عنه أمد الدهر !! أفلم يأن أن تجديه بعد ما طال فراقكما ؟!!
فقلت "و كيف سأصل إلى الضفة الأخرى ؟ قارب ؟ "
فأخبرني أن القوارب قد نفدت .. و علىّ أن أجد طريقة أخرى ..
فنظرت مليا حيث الضفة البعيدة و بيني و بينها صخور و مياه و طرق وعرة .. و لكنها تبدو أجمل كثيرا و أكثر إخضرارا و أكثف شجرا ...
"و لكن أين تحديدا ذلك الصندوق ؟؟ فالمكان متسع جدا ! " سألته ..
فأجاب " عليكِ أن تعرفي وحدك !"
لم أرفع نظري عن تلك الغابة الكثيفة التي تكسو ذلك الجبل الشاهق .. و كاد قلبي أن يسبقني إليها !!!
عدت بنظري إلى ذلك الفتى الصغير .. فوجدته قد همّ بالرحيل فناديته .. لم أعرف له إسما ..
فقلت "يا ....." فالتفت إلىّ و لم ينبس بكلمة ..
فقلت " لم تخبرني .. ماذا يوجد بداخل الصندوق ؟"
فقال " ما ظللت تبحثين عنه زمانا طويلا و دهرا...!!! "
و من فرط دهشتي لم أستطع له ردا .. فلم أنطق حرفا ..
فابتسم لي و قال " الحياة "
ثم أدار لي ظهره و رحل .. بلا عودة ..الحياة ♥️
أنت تقرأ
خواطر مبعثرة
عاطفيةخواطري،، هذياني ،، أفكاري.. روحي وعقلي ،، ابثها من خلال خواطري المبعثرة ،، فوضي تجتاحني ،، امل . اشتياق.. حنين .. خوف .. عشق ..حب توليفة ممتلئة بالمشاعر المتناقضة تعبر عني وعن التناقض الذي اعيشه من خلال بقع الحبر في خواطري المبعثرة