تركض!!!

73 3 1
                                    

كانت يداها باردتين جدا كما لو أنها قد فارقت الحياة ..
كان وجهها شاحب و صوتها هزيل ...
و بنظراتها أدمع قد حُبست كي لا يفيضوا فتفتضح ...
كانت بلا روح ... كالدمية ...
ساكنة جدا رغم ما يحدث بداخلها من ضجة ..
لم تنبس ببنت شفة رغم صراخها ..
انها لا ترى شيئا مما تنظر إليه .. رغم تحديقها المستمر ..
لم يتحرك لها ساكنا ... رغم ان سيلا من التيه قد جرفها..
بعيدا جدا عن نفسها ...
تتلاطم أشلائها كالموج على الصخر .. و ترجع خاوية إلا من الخيبة ..
تجر ذيول الخيبة و هى واهنة ..
تلملم البقايا و هى تصارع ...
للحظات تبدو كمالك الحزين !!
هل لأنها تبقى كما يبقى مالك الحزين حين تجف البحيرات !!
أم لأنها منكوسة الرأس مثله ..
تنتفض .. فتركض .. كما لو أنها أبصرت شيئا تهفو إليه ..
تركض و تركض ... تركض كغزال .. وقع فريسة ...
مستباحة دمها فكيف الخلاص ؟!
تركض  و أثناء ركضها تجتاحها أشياء تسلبها ما تبقى منها ..
تركض لتصل إلى ذلك الشئ الذي تهفو إليه ..
و حين تصل ..
تستجمع أنفاسها المتقطعة ..
لتستقر بعينيها التائهتين ... عليه ..

خواطر مبعثرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن