°• Part 1•°

15.5K 729 31
                                    




➖🔱➖

لقد عرفت الآن سبب ألمي و ضيق صدري. عرفت الآن سبب اختناقي و سبب تقلبات مزاجي. المايت خاصتي، أخيرًا، يقف أمامي. ضوء القمر يضيء جانبه المظلم. ذئبه ضخم، من المؤكد أنه آلفا.. لكنني لا أعرف من منهم. اقترب مني ببطء محركًا أذنيه إلى الخلف كأنه يخبرني بأن لا أخاف منه. لمَ سأخاف منه؟ اقترب أكثر ليشتم رائحتي مزمجرًا بخفة. أتمنّى أن تكون رائحتي جيّدة قلت في نفسي. لم يكتفي بشم رائحتي بل قام بتقريب رأسه ليدي، يريدني أن أربّت عليه. كم هذا لطيف، من المؤكد أن ذئبه قد أحبّني. مررت يدي على فروه الناعم ليغمض عينيه كأنه يستمتع بذلك. أنا في الجانب الآخر لم أشعر بشيء، أين هي تلك الشرارات التي يتحدثون عنها؟ أليس من المفترض أن أشعر بها اثر الإحتكاك به ؟ أو... ربّما ليس بعد.. رفع رأسه لينظر في عيناي بخاصته الذهبية ثم استقام فجأة ليُكشر عن أنيابه و يتراجع إلى الخلف. استقمت أنا الأخرى لأقف مقابله بتعابير مشوشة. لماذا يتصرف بهذه الطريقة ؟

"ما بك؟" سألته في خفوت ليُزمجر واضعًا نفسه في وضعية المهاجمة. "هل-". فجأة قفز في الهواء في اتجاهي لأغمض عيناي. هل سيقتلني؟
انتظرت الوقوع على الأرضية الصلبة و التألم لكنني لم أشعر بشيء، في المقابل سمعت صوت زمجرات عديدة من حولي.

جيد، دخلاء.

شعرت بذئب رفيقي يتراجع إلى الخلف ليحاصرني بهدف حمايتي. و أنا اعتقدت أنه كان سيهاجمني...
كان عددهم ما يعادل الأربعة أو الخمسة ذئاب، كيف سيُطيحهم جميعًا الهي، أنا لا أستطيع التحول و مساعدته.. أردت التواصل مع كاي. لكن رابطه مغلق. فتواصلت مع آرثر، بيتا القطيع فأجابني بسرعة، أرجو أن لا يتأخروا.

شرعت الذئاب في التقدم و الإحاطة بنا ثم قفز أحدها في اتجاهنا ليقع على الأرض جثة هامدة، رفيقي حطّم رقبته بين فكّيه. هاجمه اثنان آخران لتتعالا أصوات الزمجرات أكثر. رفيقي لم ينتظر بل هاجمهما معًا. الذئاب الدخيلة ضعيفة، تفقد طاقتها و رتبتها عندما تطرد من القطيع لذا ليس علي الخوف عليه ، فرفيقي قوي، كما أنه آلفا، لن يتمكنوا منه. لكن عليّ الخوف على نفسي، لا أستطيع التحول.
من زاوية عيني أستطيع رؤية واحد منهم يتقدّم ناحيتي بسرعة مغتنمًا فرصة انشغال رفيقي بالآخرين ليدفعني بجمجمته فأصطدم بالشجرة خلفي. وقعت على الأرض أزحف إلى الخلف مع كل خطوة يخطوها الذئب إلى الأمام. لكنه كان سريعًا ليحاصر قدمي بين فكيه الحادتين و يعضني بكل قوة. صدقوني، مؤلمة حد اللعنة. صرخت متألمة ليلتفت لي ذئب رفيقي. أصدر عواءً عاليّا كأنما يطلب الدعم ثم هاجمه و قطعه لأجزاء حرفيا، إربًا إربا.
ساقي ممزقة و رأسي ينزف، من المفترض أن تبدأ عملية الشفاء لكنني لا أستطيع، ليس بدون ذئبتي. أجساد الذئاب النافقة شرعت في العودة إلى شكلها الإنساني، فعندما يموت المستذئب يعود إلى جسده الإنساني أوتوماتيكيّا. شعرت بجسدي يثقل لكنني لم أُرد أن أغلق عيناي، علي أن أكون قوية أمامه.. في الحقيقة، لا أريد أن أغلق عيناي لأنني، خائفة، خائفة من أن يغادر...

جسدي في النهاية خانني اذ ازداد المكان ظلمة أكثر فأكثر إلى أن شعرت بملمس رطب تحتي. ثم الظلمة.

.

.

صوت الآلات المزعج أفاقني من نومي لأفتح عيناي بهدف مغادرة السرير فتأوهت بسبب الألم الذي اجتاح ساقي. آه، أجل، الدّخلاء، العضة، فقدان الوعي... رفيقي !!! أين هو ؟!!

"أخي كاي؟ مون ؟ هل من أحد في الخارج ؟" صرخت علّ أحدًا يسمعني ففُتح الباب فجأة مظهرًا خلفه كاي مذعورًا و مون بأعين باكية.. و شخصًا آخر لا أعرفه.. تقدمت مون لتحتضنني- تصحيح، لتعتصرني يليها كاي. لكن الشخص الآخر ظلّ مُتكئًا على حافة الباب بتعابير باردة... تقابلت عينانا لثوانٍ ثم أشاح بصره.. تلك العينان..

إنه رفيقي.

لا يمكن أن يكون هو.. الهي ليس هو من جميع المستذئبين في الكون. أنا أعرف جميع آلفا القطعان المجاورة لأنني أحضر إجتماعاتهم بسبب كوني ابنة الآلفا. لم يسبق لي أن رأيت وجهه في أي اجتماع سابق و يوجد آلفا وحيد لا يحظر الإجتماعات أبدًا.

إنه الآلفا الهجين، أوه سيهون.

➖🔱➖

HIS  EVA || OSH ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن