(صائدة الأموال )
وجدت سارة نفسها في منتصف منزل كبير ، في باحة كبيرة بعد انتهاء تلك الساعات القليلة التي رأتها سارة طويلة بما يكفي...
يلتف حولها العديد من النسوة اللاتي كن يناظرنها بنظرات غريبة ، بعضهن تحمل أعينهن قدر من الشفقه ، والأخريات تحمل اعينهن الكثير من الحقد الذي يضمرنه
_هيا كلٌ إلي غرفته
تفرق الجميع إلي غرفهم مستجيبين لأمر الجدة بينما نظرت إلي سارة راسمة ابتسامة واسعة
_ هيا إلي غرفة زوجكِ
تسمرت سارة موضعها دون تعقيب فأعادت الجدة
_ هيا يا ابنتي اذهبي إلي غرفة زوجك
بدأت عينا سارة تغرق بالدموع ثم هزت رأسها نفياً
_ هل جننتِ لقد قلت إلي غرفة زوجك ، لا تدعيني أثنيها
_ لن أذهب
اقتربت الجدة من سارة تتكئ علي عكازها ، ثم لوت ذراع سارة خلفها _ لا أحد يعصي أمري هنا !! هل فهمتِ؟؟
_أنا لن أذهب دعوني وشأني
_ يبدو أنك لا تفهمين سوي لغة خاصة تشبهين أمكِ
رفعت العجوز عكازها ثم ضربت سارة به ضربة طرحتها أرضاً ، نظرت سارة إلي الجدة تعاتبها ﻻ تكاد تصدق أن أحدهم بتلك القسوة ، ثم لمحت ذلك الفتي الذي صار زوجها يراقب جدته من أعلي الدرج ، شعرت سارة بغصة في قلبها ثم عادت تناظر العجوز
_ هيا اصعدي
- أنا......
_ أقسم أني أبرحك ضرباً ، هيا اصعدي
تنهدت سارة خوفاً ثم نهضت تعيد هندامها وكرامتها إلي وضعهما الطبيعي ، ثم نظرت إلي الدرج نظرة طويلة ، وبدأت تصعده درجة خلف الأخري إلي أن وصلت لقمته ، حيث يقف هو ....
نظر إليها يطالع هيئتها ثم تركها مختفياً باحدي الغرف ،بينما عادت سارة تنظر للأسفل وقد أكلها الخوف والتردد ن فوجدت عينا الجدة لها بالمرصاد؛ فسارت بخطيً وئيدة حتي بلغت تلك الغرفة المشؤومة التي تحمل بؤساً في كل زاوية من زواياها ، دفعت الباب فظهر زوجها منكس الراس يضع رأسه بين كفيه ، سحبت سارة نفسها نحو الركن البعيد ، فأتخذت منه ملجأً ، التفت ينظر إليها نظرة غير مفهومة المغزي ، قد تحمل نوايا سيئة ، أمسك بالكوب القابع قرابته فألقي به إلي عرض الحائط ،فتفتت إلي أجزاء ؛ فانتفض جسد سارة بقوة وقد زاد التصاقها بالحائط التصاقاً
هنا تدخل أحدهم منقذاً ذلك الموقف المحتدم
ظهر وجه امرأة من خلف الباب
_ سِداد اهدأ
، نظر سداد للسيدة ثم زم علي شفتيه فارتمت السيدة إلي أحضانه تبكي
_آسفة يا صغيري لم أستطع منعهم
_أمي لا تبكي
نطقها فعادت السيدة إلي الخلف تتحسس وجهه في حزن
_ كيف سمحت لهم بفعل هذا ؟
عادت المرأة تعتذر وكأنها ارتكبت ذنباً ؛فمسد سداد رأسها ، ثم قبلها، استدارت السيدة تنظر نحو سارة ثم همت بالحديث
_ امي اخرجي الآن
قاطعها سداد فنظرت إليه ثم همست في أذنه وتركت الغرفة ، أما عن سارة فقد ازدادت انطواءاً حول ذاتها حين بدأ سداد بقنرب منها
_ مالٌ وفيرٌ أليس كذلك
نظرت سارة إليه بطرف عينها تحاول فك شيفرة كلماته
_مقابل كم من المال قبلتِ تدمير مستقبلك معي
لم تجب سارة مع أن رغبة جامحة في الرد اعترمتها ،إلا أن التردد أخرسها بينما اردف هو مكملاً نوبة غضبه
_ صائدة أموال ، حمقاء،أنا سأريكِ جحيم أيامي
ازدادت شهقات سارة المكتومة بينما خرج هو من الغرفة صافعاً الباب خلفه بقوة ، نظرت سارة إلي ثوبها المثير للاشمئزاز ، فأسرعت تنزعه من فوقها ثم حانت منها التفاتة إلي المرآة فصارت تمسح تلك الطبقة من مستحضرات التجميل بكلتا يديها ، ثم تذكرت كلمات ذاك البغيض ...، صائدة أموال؟ ألم يخبره أحدهم أنها كانت جزءاً من صفقة ، ألم يخبروه أنها بيعت كما يباع الرقيق !! ، هي ليست مضطرة للعيش في جحيمه لأنها ستهرب إلي الأبد...........
أنت تقرأ
زوجتي في الخامسة عشر
Randomالطائر الذي ظن أن حريته سُلبت منه أدرك أن حريته رُدت إليه حين سُجن في قفصك ، حين قيدته غلالك حينِ أصبحتِ أنتِ زوجتي بينما لم تتجاوزي الخامسة عشر بعد