الفصل الخامس

8.9K 254 11
                                    


                     (صائدة الأموال )
وجدت سارة نفسها في منتصف منزل كبير ، في باحة كبيرة بعد انتهاء تلك الساعات القليلة التي رأتها سارة طويلة بما يكفي...
يلتف حولها العديد من النسوة اللاتي كن يناظرنها بنظرات غريبة ، بعضهن تحمل أعينهن قدر من الشفقه ، والأخريات تحمل اعينهن الكثير من الحقد الذي يضمرنه
_هيا كلٌ إلي غرفته
تفرق الجميع إلي غرفهم مستجيبين لأمر الجدة بينما نظرت إلي سارة راسمة ابتسامة واسعة
_ هيا إلي غرفة زوجكِ
تسمرت سارة موضعها دون تعقيب فأعادت الجدة
_ هيا يا ابنتي اذهبي إلي غرفة زوجك 
بدأت عينا سارة تغرق بالدموع  ثم هزت رأسها نفياً
_ هل جننتِ لقد قلت إلي غرفة زوجك ، لا تدعيني أثنيها
_ لن أذهب
اقتربت الجدة من سارة تتكئ علي عكازها ، ثم لوت ذراع سارة خلفها  _ لا أحد يعصي أمري هنا !! هل فهمتِ؟؟
_أنا لن أذهب دعوني وشأني
_ يبدو أنك لا تفهمين سوي لغة خاصة تشبهين أمكِ
رفعت العجوز عكازها ثم ضربت سارة به ضربة طرحتها أرضاً ، نظرت سارة إلي الجدة تعاتبها ﻻ تكاد تصدق أن أحدهم بتلك القسوة ، ثم لمحت ذلك الفتي الذي صار زوجها يراقب جدته من أعلي الدرج ، شعرت سارة بغصة في قلبها ثم عادت تناظر العجوز
_ هيا اصعدي
- أنا......
_ أقسم أني أبرحك ضرباً ، هيا اصعدي
تنهدت سارة خوفاً ثم نهضت تعيد هندامها وكرامتها إلي وضعهما الطبيعي ، ثم نظرت إلي الدرج نظرة طويلة ، وبدأت تصعده درجة خلف الأخري إلي أن وصلت لقمته ، حيث يقف هو ....
نظر إليها يطالع هيئتها ثم تركها مختفياً باحدي الغرف ،بينما عادت سارة تنظر للأسفل وقد أكلها الخوف والتردد ن فوجدت عينا الجدة لها بالمرصاد؛ فسارت بخطيً وئيدة حتي بلغت تلك الغرفة المشؤومة التي تحمل بؤساً في كل زاوية من زواياها ، دفعت الباب فظهر زوجها منكس الراس يضع رأسه بين كفيه ، سحبت سارة نفسها نحو الركن البعيد ، فأتخذت منه ملجأً ، التفت ينظر إليها نظرة غير مفهومة المغزي ، قد تحمل نوايا سيئة  ، أمسك بالكوب القابع قرابته فألقي به إلي عرض الحائط ،فتفتت إلي أجزاء ؛ فانتفض جسد سارة بقوة وقد زاد التصاقها بالحائط التصاقاً
هنا تدخل أحدهم منقذاً ذلك الموقف المحتدم
ظهر وجه امرأة من خلف الباب
_ سِداد اهدأ
، نظر سداد للسيدة ثم زم علي شفتيه فارتمت السيدة إلي أحضانه تبكي
_آسفة يا صغيري لم أستطع منعهم
_أمي لا تبكي
نطقها فعادت السيدة إلي الخلف تتحسس وجهه في حزن
_ كيف سمحت لهم بفعل هذا ؟
عادت المرأة تعتذر وكأنها ارتكبت ذنباً ؛فمسد سداد رأسها ، ثم قبلها، استدارت السيدة تنظر نحو سارة ثم همت بالحديث
_ امي اخرجي الآن
قاطعها سداد فنظرت إليه ثم همست في أذنه وتركت الغرفة ، أما عن سارة فقد ازدادت انطواءاً حول ذاتها  حين بدأ سداد بقنرب منها
_ مالٌ وفيرٌ أليس كذلك
نظرت سارة إليه بطرف عينها تحاول فك شيفرة كلماته
_مقابل كم من المال قبلتِ تدمير مستقبلك معي
لم تجب سارة مع أن رغبة جامحة في الرد اعترمتها ،إلا أن التردد أخرسها بينما اردف هو مكملاً نوبة غضبه
_ صائدة أموال ، حمقاء،أنا سأريكِ جحيم أيامي
ازدادت شهقات سارة المكتومة بينما خرج هو من الغرفة صافعاً الباب خلفه بقوة ، نظرت سارة إلي ثوبها المثير للاشمئزاز ، فأسرعت تنزعه من فوقها  ثم حانت منها التفاتة إلي المرآة فصارت تمسح تلك الطبقة من مستحضرات التجميل بكلتا يديها ، ثم تذكرت كلمات ذاك البغيض ...، صائدة أموال؟ ألم يخبره أحدهم أنها كانت جزءاً من صفقة ، ألم يخبروه أنها بيعت كما يباع الرقيق !! ، هي ليست مضطرة للعيش في جحيمه لأنها ستهرب إلي الأبد...........

زوجتي في الخامسة عشر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن