الفصل الثاني والعشرون

6K 175 6
                                    

     (رسالة من مجهول )
وقف سداد عند باب الغرفة يفرك رأسه بقوة يكاد يجن ، يتمني لو أن هذا كابوس آخر ...خرج الطبيب من الغرفة أخيراً فهرع سداد إليه فزعاً
_ لا تقلق يا سيدي إنها بخير
تنهد سداد طويلاً ثم سمح لدموعه أن تنهمر أخيراً
_الطفل؟
_سيدي لديكما طفل محظوظ بالفعل، إنه بكامل صحته أمسك سداد رأسه غير مصدق لما يجري حوله ثم أسرع إلي الغرفة
_سداد
نطقت باسمه حال أن ظهر وجهه من خلف الباب فهرع إليها يضمها كالأب الذي وجد ابنته الضائعة ، بينما جهشت هي بالبكاء بعد أن وجدت ملاذها أخيراً
_ لقد ارتعبت حقاً
_ أنا هنا لم يعد هناك داعٍ للخوف، أنتِ بخير ، والطفل أيضاً بخير ، إننا جميعاً في أمان
_ ماذا إن عاود المجئ لقد كان يرسل الرسائل إنه يخيفني
وضع سداد كفه علي وجهها يمدها بالأمان ، ثم قبل رأسها وعاد يتحسس بطنها ثم استكمل
_لم يعد هناك ما يدعي بسالم بعد الآن
_ هل اعتقلوه؟
_ لقد ألقي نفسه من حافة الجسر ، لقد نال ما يستحقه ، دعينا نعود إلي منزلنا وننسي الأمر برمته ...
_ ولكنني السبب ، أنا تقربت إليه ..أنا أعطيته أملاً
_لا تحملي ذاتك ذنباً لم تقترفيه ..ارحمي ضميركِ رجاءاً...
                      *******
في المنزل: فتح سداد صندوق البريد قبل أن يدلف إليه مع سارة ، والتي ظهرت عليها معالم الإرهاق بينما تتمسك برقبته في قوة...
_ من أرسله
_ دعيني أري أمره فيما بعد، دعينا ندخل
قالها ثم فتح الباب ، وألقي بالمظروف إلي الطاولة، ثم قصد الغرفة العلوية ، حيث وضع سارة في فراشها وقبلها
_ إنها فتاة
قالتها سارة مرهقة بينما طالعها سداد
_ هل أخبركِ الطبيب
_ نعم إنها فتاة
_ يبدو أن لدينا نسخة مكررة من سارة !!
_قد تشبهك علي أي حال
_هل رغبتي بفتاة  ؟
_أعتقد أني رغبت بفتيً يشبهك .فتيً يضيف أماناً مضاعفاً إلي هذا المنزل
_أنا ربحت إذاً..فقد رغبت بفتاة منذ اللحظة الأولي..لكي لا يخطفكِ الفتي مني
_ماذا ستسميها يا والدها إذاً
_لا أعرف ربما نناديها بالطفلة
_ أنا أعرف ماذا أسميها
قالتها بينما نظر سداد إليها متحمساً
_نيرمين ...
عقد سداد حاجبيه ثم حدق بها طويلاًبينما هزت سارة رأسها مستفهمة
_ لقد أتتني بالحلم مجدداً ..لازال ذاك الحلم يقتلني ...ما أمر هذان النسران ؟لابد أن خلف الأمر سراً
تنهد سداد ثم ترك غرفتها وعاد ينزل إلي الأسفل، جلس سداد ثم مدد قدميه بعد يومٍ مرهق والتقط المظروف ثم فتحه ببطء ، وجد سداد جسماً صلباً داخل المظروف استخرجه سداد ، فظهرت تلك القلادة ، تلك القلادة كالقلادة المعلقة في عنق سارة ، عقد سداد حاجبيه ثم اعتدل في جلسته واستخرج الرسالة ، فتح سداد الرسالة متحيراً فجاءته بما يلي
"ليست مجرد صدف، ما تظنه صدفاً هو ليس بمحض صدفه،صدق أو لا تصدق، والدتك لم يقتلها قلبها الضعيف ، قاتلها هو نفس القاتل الذي استئجر لقتلكما ، أنا أعرفك جيداً ولكنك لا تعرفني ، ستعرفني في الوقت المناسب علي أي حال، والآن اهرب فهم يعرفون مكانكما  "
_ سحقاً ما الذي يعنيه هذا ؟أحدهم يمزح مزحة ليست بالطريفة
قالها بينما يقلب القلادة بين أصابعه ....صمت سداد لوهلة ثم التفت إلي يمينه حيث لاحظ صوتاً عند النافذة
-انهضي سنذهب الآن ..
قالها بعد أن صعد إلي غرفتها مسرعاً وقد دفع الباب في هلع فهو يشعر بخطر قريب....



زوجتي في الخامسة عشر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن