(تاج رأسها)
صرخات متتالية صارت مبحوحة شيئاً فشيئاً ملأت أجزاء القصر ، ورجت جدرانه وآلمت قلوب ساكنيه ، لا يجرؤ أحدهم علي مجابهة الجدة فإن جابهوها لاقوا ما لاقته سارة ...حين انتهت الجدة من قص خصلات سارة عشوائياً تركتها أخيراً وقد أفسدت تاج رأسها، تركت سارة الغرفة مندفعة نحو الخارج وقد جن جنونها تماماً ، توجهت نحو الحديقة تطرق البوابة بكلتا يديها تود الخروج إلي العالم ، تود الطيران بعيداً عن هذا القفص ، فقد طفح الكيل حقاً ، حين يأست من فتح تلك البوابة الضخمة جلست علي الأرض تندب حظها وتتحسس خصلاتها التي ابتلعها المقص خصلة وراء الخصلة ، حتي أصبحت صبياً في نهاية المطاف .
أما عن سداد فقد كان في زاوية الحديقة يهز خديجة عند الأرجوحة المعلقة علي تلك الشجرة القريبة ، حين رأي سارة علي هذا الحال ناداها متعجباً
_أنتِ!!ماذا حل بشعرك ؟؟
كانت هذه الجملة كفيلة بإخراج سارة عن شعورها كلياً ، هبت سارة من موضعها متوجهة نحوه
_ أنت السبب
_ ماذا فعلت أنا
_ لأنك تزوجتني ، أنت ألقيت بي إلي هذا الجحيم تباً لك ولهم
قالت سارة جملتها علي هيئة كلمات متقطعة بصوت متهدج يكاد يكون مفهوماً ، ثم سقطت علي الأرض فاقدة وعيها مستسلمة أخيراً ، آملة ألا تعاود الاستيقاظ أبداً ، متمنية أن يأسرها الموت للأبد
أما عن سداد فقد تحول لونه إلي الأصفر وانقلب حاله رأساً علي عقب ، ثم هرع نحوها يهزها
_ استيقظي أيتها الفتاة
_ أخي سداد ما بها السيدة العروس
قالتها خديجة ببراءة طفولتها فأردف سداد قلقاً
_ لا أعرف ، حقاً لا أعرف ، ولكنها حتماً ستسيقظ
**********
ظن سداد انها ستستيقظ حقاً ولكنها لم تعاود الاستيقاظ لفترة ليست بالقصيرة ، حملها سداد إلي غرفته ، محاولاً إيقاظها لكن دون جدوي ، تجمع أهل المنزل حول رأسها يشاهدون الحادثة ، وكأنه أحد أفلام الإثارة حتي انفجر سداد أخيراً
_ ارحلوا جميعاً عن هنا ، فليطلب أحدكم الطبيب بدلاً من المشاهدة
_ لا أعتقد أن الأمر يستدعي ربما تتدلل قليلاً فحسب
قالتها الجدة فازداد سداد غضباً ثم انفجر بها صارخاً
_ هل تحسست جبين الفتاة ، إنها تحترق رسمياً إنها تموت ، أنتِ تقتلينها
_ ما الذي تهذي به
_ جدتي اغربي عني ، سأكسر قلبك بطريقة بشعة
ابتعدت الجدة متممة بكلمات ساخطة غير مفهومة بينما عاد سداد يتحسس جبين سارة
_ لا تموتي أيتها العنيدة ، لا تحملي ضميري هذا العذاب
_لقد اتصلت بالطبيب يا بني
قالتها نيرمين فنظر إليها سداد خائفاً
_ آمل أن تستيقظ ياأمي ، آمل حقاً أن تستيقظ ........
أنت تقرأ
زوجتي في الخامسة عشر
Randomالطائر الذي ظن أن حريته سُلبت منه أدرك أن حريته رُدت إليه حين سُجن في قفصك ، حين قيدته غلالك حينِ أصبحتِ أنتِ زوجتي بينما لم تتجاوزي الخامسة عشر بعد