(فتون !!)
- اخي هيا استيقظ لا تكن كسولاً
قالتها سارة موقظة سداد من غفوته الطويلة
-اخي هيا لديك ضيوف كفاك نوماً
فتح سداد عينيه أخيراً ثم طالع سارة بعينين شبه مفتوحتين
_ من جاء
_ لا أعرف لقد أمرتني جدتي بايقاظك
_ حسناً أنا قادم
_ انهض الآن لا تدعها تعاتبني
_ أنا مرهق ...
_ لأجل خاطري يا أخي هيا....
لم يستطع سداد مقاومتها كما العادة فنهض متاففاً
_ لدي مفاجأة بالمناسبة
قالها سداد واضعاً ابتسامة عريضة علي فمه
_ أنا أيضاً لدي مفاجأة ، ولكن أخبرني اولاً ما هي مفاجأتك
_ احزري من سيتعلم
_ أنت تمزح أليس كذلك
_ أنا جاد للغاية ، سجلتك في مدرسة قريبة من جامعتي
فغرت سارة فاها عجباً ثم بدأت تتقافز فرحة بينما اتسعت ابتسامة سداد
_ متي ابدأ
_ حال تكونين جاهزة
_ غداً إذا ً
_ كما تشائين ، ملابسك في خزانتي
صارت سارة تضحك غير مصدقة ثم صرخت صرخة مجنونة أخري
_ أحبك يا أخي أحبك
_ حسناً ما هي مفاجئتك
_ أنا أعلم من هو الضيف
_ من هو ؟؟
_ إنه ينتظرك بالأسفل لم لا نذهب ؟
_ إنني قادم
قالها سداد فسارت سارة في محاذاته نحو الأسفل
_ فتون!!
صرخ سداد غير مصدق لما تراه عينيه ثم اندفع يضم أخته في هيستيرية
_ اشتقت إليك كثيراً
قالتها فتون بينما تعانقه في شوق
_ سارة تعالي ، تعرفي علي فتون
قالها سداد فاقتربت سارة راسمة ابتسامة عفوية
_ هل هذه زوجتك ؟
توقف سداد عن الكلام فاركاً رأسه بينما مدت سارة يدها لتصافح فتون ثم التفت نحو سداد تخاطبه
_ أخي هل أعد الفطور ؟ ستذهب للجامعة اليوم أليس كذلك
_ أخي ؟؟
قالتها فتون باشمئزاز فالتفت سداد إليها تطالعه أعين الجدة
_ نعم سارة أختي ، أختنا الجديدة
_ ما الذي تهذي به، ألم تتزوج من هذه الفتاة
_ إنها في مثل عمرك فتون
_ أياً كان ، لازالت زوجتك
هربت بعض الدموع من عيني سارة فلاحظها سداد
_ فتون دعينا نتحدث في هذا الشأن فيما بعد
_ سارة ، أغراضك جاهزة ، إن أردتِ الذهاب اليوم فلا بأس
_ بالطبع ، سأجهز نفسي حالاً
قالتها بينما عادت الابتسامة إلي فمها ثم هرعت إلي غرفتها مسرعة
_ إذاً فتون ..هل ستقيمين هنا دائماً
_ لقد سئمت المدرسة الداخلية ، سأسجل في مدرسة قريبة
_ لنسجلك مع سارة إذاً
_ مع سارة ؟ _ نعم لقد سجلتها في مدرسة قريبة
_ ماذا فعلت؟
صرخت الجدة ضاربة الأرض بعكازها فأردف سداد في تحد
_ لا شأن لأحدكم بامورها أنا ولي أمرها هنا ، ليس من حق أحدكم أن يتدخل
_ بدل أن تنجبا لي طفلاً قبل أن أموت ، تسجلها في المدرسة
_ جدتي نحن لن ننجب أبداً ، يؤسفني أنكِ لن تحظي بأحفاد مني
_ لا تختبر صبري يا هذا
قاطع صوت ضحكات سارة حوارهما القاسي ، هبطت الدرج تطير كما الفراشات برداءها المدرسي المبهج
_ انتظريني في الخارج سأكون جاهزاً خلال دقائق
_ ولكن .. الفطور ؟
_ سنتناول الطعام علي الطريق
قالها مشمئزا ً من عائلته ، بينما همت سارة بالخروج
_ أخي أنا علي طريقك هل توصلني
سألت فتون تتجلي علي عينيها معالم الخبث
_ إلي أين ؟؟
_ سألتقي بصديقات قدامي
_ حسناً سأوصلك يا أميرتي
قالها ثم توجه نحو غرفته .
أما في الحديقة فجلست سارة علي الأرجوحة تنتظر سداد
_أيتها العروس
قالتها فتون تشق طريقها نحو سارة
_ فتون!! تشرفت حقاً بلقاءك
_ لم أتشرف بقدرك
_ عفواً ؟
_ هل ظننتِ أنكِ ستحلين مكاني
_ أنا حقاً لا أفهمك
_ سأشرح لكِ يا حلوتي ، أنا أخت سداد الوحيدة هنا ، أما أنتِ فزوجة بائسة تزوجت وهي قاصر
_ اعرفي حدودك
_ أنا أعرفها جيداً فها التزمت بكونكِ زوجة هنا
قبل أن تنطق سارة كلمة أخري كان سداد قد وصل
_ سارة قبعتك
قالها سداد مناولاً إياها القبعة بينما تحدثت فتون متظاهرة بالبراءة
_ يا حلوتي ، ماذا حل بشعرك
_ قصة طويلة ، دعينا لا نتأخر الآن
قالها سداد ثم ضرب رأسه متذكراً كتابه الذي نسيه في الداخل ، فناول المفتاح لسارة ثم هرع إلي الداخل مجدداً
تنهدت سارة بعمق محاولة تجنب أخته فربما هي محض غيرة أثارت قلبها ، ولابد أن سداد سيشرح لها الوضع ، فتحت سارة باب السيارة المجاور لمقعد السائق فقد أصبح هذا مكانها في الأيام الماضية ولكن ....ما هي إلا ثوان ولم تفهم سارة ما حدث ، ألم مروع داهم أصابعها ، فأمسكت أنفاسها تناظر فتون ، لقد أغلقت فتون باب السيارة علي يدها فطارت أظافرها و انطلقت الدماء تتدفق من أصابعها ، سقطت سارة أرضاً ثم أمسكت أصابعها بقوة ، كانت تتلوي في صمت تناظر فتون في تعجب ، بينما اصفر وجهها ، وبدأ صوت أنفاسها يتعالي شيئاً فشيئاً ، أخرجت سارة أخيراً صرخة عالية التردد حاولت كبحها لعدة دقائق لكنها لم تنجح، جاء سداد هرعاً يتبعه بعض أفراد العائلة
_ ماذا حصل
_ سداد ...
قالتها سارة بصوت متهدج تتخل كلمتها مزيج من البكاء والألم ، اندفع سداد إليها هرعاً
_ أريني إياها
_ لا أستطيع إنها تؤلمني
كانت سارة تبكي كالطفلة ، ولم لا وهي في الأصل طفلة
_ حسناً سأراها فحسب علي أن أراها ثقِي بي
تركت سارة يداها له فاقشعر بدنه من جرحها ثم ضم يديها في شفقه
_سيكون كل شئ بخير
قالها يحاول مدها بالقوة فنظرؤت إليه مشككة
_لقد تعبت يا سداد ، تعبت ، دعني أذهب من هنا ، دعني أذهب إلي الجنة فهنا ليس مكاني
اتسعت عينا سداد بينما زادته كلماتها توتراً ؛ فوضع وجهها بين كفيه فصار يمسح دموعها الجارية
_ أعدك سيمضي ، سيمضي كل ما عشناه يوماً صدقيني ، هل تستطيعين النهوض
هزت سارة رأسها إيجاباً فعاونها سداد علي النهوض بينما انطلق مسرعاً يقلها إلي المشفي
*********
_ كيف حصل هذا؟
قالها سداد في طريق عودتهما فناظرته سارة طويلاً
_ لقد كان حادثاً ، لقد أغلقت الباب علي يدي بالخطأ
_ هل تألمك
قالها سداد ناظراً إلي يدها المختفية تحت طبقة من القماش الطبي فهزت سارة رأسها نفياً بينما لازالت الدموع عالقة علي جفنيها
_ أخي أخبرني ، هل أنا زوجة بائسة ؟
_ ما الذي أدخل في رأسك هذه الأفكار
_ كنت أتساءل فحسب
_ للمرة الخمسون بعد المائة أخبرك أنك ِ كفتون تماماً
_ ولكني لست مثلها ، اسم والدا كاسم والدك ، بطاقة هويتها تقول أنها اختك ، ولكن بطاقة هويتي تقول أني زوجتك
_ ما هذا الآن ، ما هذه التفاهات
_ انس الأمر فحسب لقد كنت أفكر بصوت عالً ، أوقف سداد السيارة عند مدخل القصر ثم نظر إلي سارة
_ سارة انظري إلي
نظرت سارة إليه في أسيً فاستكمل
_ هل أزعجك أحدهم
هزت سارة رأسها نفياً ثم أسرعت تترجل من السيارة قبل أن تفضحها عيناها ، فاصطدمت عيناها بعينا فتون
_ ما الذي حصل يا أخي
سألت فتون فأجاب سداد حزيناً
_ لقد روت لي ما الذي حصل
_ أقسم أنه عن غير عمد ...
عقد سداد حاجبيه عجباً ثم نظر إليها متعجباً ثم نقل ناظريه إلي سارة في حيرة.........
أنت تقرأ
زوجتي في الخامسة عشر
Randomالطائر الذي ظن أن حريته سُلبت منه أدرك أن حريته رُدت إليه حين سُجن في قفصك ، حين قيدته غلالك حينِ أصبحتِ أنتِ زوجتي بينما لم تتجاوزي الخامسة عشر بعد