الفصل الثالث عشر

7K 219 3
                                    

(فتون !!)
- اخي هيا استيقظ لا تكن كسولاً
قالتها سارة موقظة سداد من غفوته الطويلة
-اخي هيا لديك ضيوف كفاك نوماً
فتح سداد عينيه أخيراً ثم طالع سارة بعينين شبه مفتوحتين
_ من جاء
_ لا أعرف لقد أمرتني جدتي بايقاظك
_ حسناً أنا قادم
_ انهض الآن لا تدعها تعاتبني
_ أنا مرهق ...
_ لأجل خاطري يا أخي هيا....
لم يستطع سداد مقاومتها كما العادة فنهض متاففاً
_ لدي مفاجأة بالمناسبة
قالها سداد واضعاً ابتسامة عريضة علي فمه
_ أنا أيضاً لدي مفاجأة ، ولكن أخبرني اولاً ما هي مفاجأتك
_ احزري من سيتعلم
_ أنت تمزح أليس كذلك
_ أنا جاد للغاية ، سجلتك في مدرسة قريبة من جامعتي
فغرت سارة فاها عجباً ثم بدأت تتقافز فرحة بينما اتسعت ابتسامة سداد
_ متي ابدأ
_ حال تكونين جاهزة
_ غداً إذا ً
_ كما تشائين ، ملابسك في خزانتي
صارت سارة تضحك غير مصدقة ثم صرخت صرخة مجنونة أخري
_ أحبك يا أخي أحبك
_ حسناً ما هي مفاجئتك
_ أنا أعلم من هو الضيف
_ من هو ؟؟
_ إنه ينتظرك بالأسفل لم لا نذهب ؟
_ إنني قادم
قالها سداد فسارت سارة في محاذاته نحو الأسفل
_ فتون!!
صرخ سداد غير مصدق لما تراه عينيه ثم اندفع يضم أخته في هيستيرية
_ اشتقت إليك كثيراً
قالتها فتون بينما تعانقه في شوق
_ سارة تعالي ، تعرفي علي فتون
قالها سداد فاقتربت سارة راسمة ابتسامة عفوية
_ هل هذه زوجتك ؟
توقف سداد عن الكلام فاركاً رأسه بينما مدت سارة يدها لتصافح فتون ثم التفت نحو سداد تخاطبه
_ أخي هل أعد الفطور ؟ ستذهب للجامعة اليوم أليس كذلك
_ أخي ؟؟
قالتها فتون باشمئزاز فالتفت سداد إليها تطالعه أعين الجدة
_ نعم سارة أختي ، أختنا الجديدة
_ ما الذي تهذي به، ألم تتزوج من هذه الفتاة
_ إنها في مثل عمرك فتون
_ أياً كان ، لازالت زوجتك
هربت بعض الدموع من عيني سارة فلاحظها سداد
_ فتون دعينا نتحدث في هذا الشأن فيما بعد
_ سارة ، أغراضك جاهزة ، إن أردتِ الذهاب اليوم فلا بأس
_ بالطبع ، سأجهز نفسي حالاً
قالتها بينما عادت الابتسامة إلي فمها  ثم هرعت إلي غرفتها مسرعة
_ إذاً فتون ..هل ستقيمين هنا دائماً
_ لقد سئمت المدرسة الداخلية ، سأسجل في مدرسة قريبة
_ لنسجلك مع سارة إذاً
_ مع سارة ؟ _ نعم لقد سجلتها في مدرسة قريبة
_ ماذا فعلت؟
صرخت الجدة ضاربة الأرض بعكازها فأردف سداد في تحد
_ لا شأن لأحدكم بامورها أنا ولي أمرها هنا ، ليس من حق أحدكم أن يتدخل
_ بدل أن تنجبا لي طفلاً قبل أن أموت ، تسجلها في المدرسة
_ جدتي نحن لن ننجب أبداً ، يؤسفني أنكِ لن تحظي بأحفاد مني
_ لا تختبر صبري يا هذا
قاطع صوت ضحكات سارة حوارهما  القاسي ، هبطت الدرج تطير كما الفراشات برداءها المدرسي المبهج
_ انتظريني في الخارج سأكون جاهزاً خلال دقائق
_ ولكن .. الفطور ؟
_ سنتناول الطعام علي الطريق
قالها مشمئزا ً من عائلته ، بينما همت سارة بالخروج
_ أخي أنا علي طريقك هل توصلني
سألت فتون تتجلي علي عينيها معالم الخبث
_ إلي أين ؟؟
_ سألتقي بصديقات قدامي
_ حسناً سأوصلك يا أميرتي
قالها ثم توجه نحو غرفته .
أما في الحديقة فجلست سارة علي الأرجوحة تنتظر سداد
_أيتها العروس
قالتها فتون تشق طريقها نحو سارة
_ فتون!! تشرفت حقاً بلقاءك
_ لم أتشرف بقدرك
_ عفواً ؟
_ هل ظننتِ أنكِ ستحلين مكاني
_ أنا حقاً لا أفهمك
_ سأشرح لكِ يا حلوتي ، أنا أخت سداد الوحيدة هنا ، أما أنتِ فزوجة بائسة تزوجت وهي قاصر
_ اعرفي حدودك
_ أنا أعرفها جيداً فها التزمت بكونكِ زوجة هنا
قبل أن تنطق سارة كلمة أخري كان سداد قد وصل
_ سارة قبعتك
قالها سداد مناولاً إياها القبعة بينما تحدثت فتون متظاهرة بالبراءة
_ يا حلوتي ، ماذا حل بشعرك
_ قصة طويلة ، دعينا لا نتأخر الآن
قالها سداد ثم ضرب رأسه متذكراً كتابه الذي نسيه في الداخل ، فناول المفتاح لسارة ثم هرع إلي الداخل مجدداً
تنهدت سارة بعمق محاولة تجنب أخته فربما هي محض غيرة أثارت قلبها ، ولابد أن سداد سيشرح لها الوضع ، فتحت سارة باب السيارة المجاور لمقعد السائق فقد أصبح هذا مكانها في الأيام الماضية ولكن ....ما هي إلا ثوان ولم تفهم سارة ما حدث ، ألم مروع داهم أصابعها ، فأمسكت أنفاسها تناظر فتون ، لقد أغلقت فتون باب السيارة علي يدها فطارت أظافرها و انطلقت الدماء تتدفق من أصابعها ، سقطت سارة أرضاً  ثم أمسكت أصابعها بقوة ، كانت تتلوي في صمت تناظر فتون في تعجب ، بينما اصفر وجهها ، وبدأ صوت أنفاسها يتعالي شيئاً فشيئاً ، أخرجت سارة أخيراً صرخة عالية التردد حاولت كبحها لعدة دقائق لكنها لم تنجح، جاء سداد هرعاً يتبعه بعض أفراد العائلة
_ ماذا حصل
_ سداد ...
قالتها سارة بصوت متهدج تتخل كلمتها مزيج من البكاء والألم ، اندفع سداد إليها هرعاً
_ أريني إياها
_ لا أستطيع إنها تؤلمني
كانت سارة تبكي كالطفلة ، ولم لا وهي في الأصل طفلة
_ حسناً سأراها فحسب علي أن أراها ثقِي بي
تركت سارة يداها له فاقشعر بدنه من جرحها ثم ضم يديها في شفقه
_سيكون كل شئ بخير
قالها يحاول مدها بالقوة فنظرؤت إليه مشككة
_لقد تعبت يا سداد ، تعبت ، دعني أذهب من هنا ، دعني أذهب إلي الجنة فهنا ليس مكاني
اتسعت عينا سداد بينما زادته كلماتها توتراً ؛ فوضع وجهها بين كفيه فصار يمسح دموعها الجارية
_ أعدك سيمضي ، سيمضي كل ما عشناه يوماً صدقيني ، هل تستطيعين النهوض
هزت سارة رأسها إيجاباً فعاونها سداد علي النهوض بينما انطلق مسرعاً يقلها إلي المشفي
                           *********
_ كيف حصل هذا؟
قالها سداد في طريق عودتهما فناظرته سارة طويلاً
_ لقد كان حادثاً ، لقد أغلقت الباب علي يدي بالخطأ
_  هل تألمك
قالها سداد ناظراً إلي يدها المختفية تحت طبقة من القماش الطبي فهزت سارة رأسها نفياً بينما لازالت الدموع عالقة علي جفنيها
_ أخي أخبرني ، هل أنا زوجة بائسة ؟
_ ما الذي أدخل في رأسك هذه الأفكار
_ كنت أتساءل فحسب
_ للمرة الخمسون بعد المائة أخبرك أنك ِ كفتون تماماً
_ ولكني لست مثلها ، اسم والدا كاسم والدك ، بطاقة هويتها تقول أنها اختك ، ولكن بطاقة هويتي تقول أني زوجتك
_ ما هذا الآن ، ما هذه التفاهات
_ انس الأمر فحسب لقد كنت أفكر بصوت عالً ، أوقف سداد السيارة عند مدخل القصر ثم نظر إلي سارة
_ سارة انظري إلي
نظرت سارة إليه في أسيً فاستكمل
_ هل أزعجك أحدهم
هزت سارة رأسها نفياً ثم أسرعت تترجل من السيارة قبل أن  تفضحها عيناها ، فاصطدمت عيناها بعينا فتون
_ ما الذي حصل يا أخي
سألت فتون فأجاب سداد حزيناً
_ لقد روت لي ما الذي حصل
_ أقسم أنه عن غير عمد ...
عقد سداد حاجبيه عجباً ثم نظر إليها متعجباً ثم نقل ناظريه إلي سارة في حيرة.........

زوجتي في الخامسة عشر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن