(أنتِ أختي)
_ إنها الحمي ، لقد أعطيتها عقاقيرها عليها أن ترتاح ، وأن تبتعد عن أي توتر
قالها الطبيب حين هرع إليه سداد يسأله عن حالتها ثم استكمل
_لدي سؤال مهم في الواقع
_ هل تتعرض السيدة للعنف
_ أيها الطبيب لا أحد هنا يتعرض للعنف ، اعرف حدودك من فضلك
قالتها الجدة في حزم بينما نظر سداد إليها معاتباً .
هز الطبيب رأسه أسفاً بعد كلمات الجدة ، ثم ترك المكان راحلاً ، بينما عاد الكل إلي غرفهم ، أما عن سداد فظل متيقظاً يعبث في أوراقه يخشي أن يغلبه النعاس فتمرض تلك المسكينة مجدداً ، حتي بدأ سلطان النوم يغلب سداد بالفعل
_ ماء
قالتها سارة بصوت مبحوح فوصل صوتها إلي سداد واضحاً فهرع إليها
_ ماذا تريدين ؟
_ ماء
تناول سداد القنينة ثم سقاها فنظرت سارة إليه طويلاً ، نظرة تحمل شيئاً من العتاب والألم
_ لا تنظري إلي هكذا ، لا تعذبي ضميري أكثر
_ هل لديك ضمير بالفعل
قالتها بصوت مرهق فوضع سداد وجهه بين كفيه وقد يأس أخيراً
_ لم أفعل بإرادتي
قالها فاسترعت الجملة انتباه سارة وأعطته آذان صاغية
_ لقد أجبروني إما أن أتزوجك أو أنهم يزوجون أختي من داخل العائلة ، إنها في مثل عمرك، لم أكن لأسمح لهم بفعل هذا بها هي نقطة ضعفي
_ ماذا سيكسبون إن زوجوني بك ؟
_ لن يخرج الميراث خارج العائلة ، وسأنفذ وصية أبي كما العادات
_عائلتك عائلة حقيرة
_ نعم إننا معاً في هذه العائلة الحقيرة
_أي أنك لن تجعلني زوجة حقيقية لك قالتها تلتقط أنفاسها بصعوبة فصمت سداد لبرهة ثم أردف
_ أنت كأختي من الآن وصاعداً
_ هل أخبرك أمراً ، لازلت أكرهك
ابتسم سداد ساخراً ثم نطق
_ لقد تشرفت بكرهك
_ أي أنك ألقيت بي إلي الجحيم لتنعم أختك بالجنة
_ أنا لا أعرفك حتي ، كان من البديهي أن أفضل أختي علي فتاة لا أعرفها
_ ذكرني بحوارنا هذا عندما أشفي فربما تفقدني الحمي ذاكرتي
_ هل أنتِ مهتمة بتذكر هذا الحوار ؟ _ كي لا أتهم من ليس مذنباً علي ذنب لم يرتكبه
_ أسعدني تفهمك ، أنا سأنام في غرفة أمي اليوم
_ أنا...لا أستطيع النوم بمفردي
_ هل أترك الضوء
قالها سداد ساخراً فامتعضت سارة
_ ليس من الظلام وإنما كوابيسي تخيفني ليلاً
_ لأبقي إذن
_ لا...لم أقصد هذا
_ حسنا ...لا بأس أفهم خوفك ، سأرسل أمي
قالها ثم ترك الغرفة متنهداً وكأن هذا الحوار أزال صخرة الهموم من فوق ضميره ، أما سارة فقد تنفست الصعداء أخيراً بعد أن اطمئنت أنه لا يجعلها له زوجاً بينما بقيت بعض الشكوك والمخاوف عالقة علي جدران قلبها ؛ فماذا إن أجبرته جدته !! قاطع طرق الباب أفكار سارة ثم ظهر الوجه البشوش الذي يخص السيدة نيرمين من خلف الباب
_ آخ أيتها الصغيرة الجميلة ماذا فعلوا بكِ
قالتها نيرمين مخففة عن سارة بينما ابتسمت سارة في أسيً
_ هل أنتِ والدة سداد ؟
_ نعم يا عزيزتي انا نيرمين
_ أهلاً بك
_ اعذريني يا جميلتي أنتِ أيضاً فلم أستطع منعهم من تزويجكما
_ أيتها الخالة هل تثقين بابنك ؟ _ ما هذا السؤال الآن؟ _ هل تثقين أنه لا يجعل مني زوجة حقيقية
_ حاشا يا ابنتي ، حاشا ، أنتِ في عمر فتون ابنتي ، إنكِ كاخته تماماً
_ هل أستطيع الوثوق بكِ
_ بالطبع تستطيعين الوثوق
_ إذا لا كنتي ترغبين في البقاء هنا يمكنك العودة لغرفتك
عقدت نيرمين حاجبيها عجباً فاستكملت سارة
_ لن تسايرني الكوابيس بعد الآن طالما تثقين بابنكِ وطالما وثقت أنا بكِ
ابتسمت نيرمين متفهمة الوضع ؛ فكوابيس سارة تدور حول سداد ، ولكنه تستطيع استمداد بعض الثقة من نيرمين ، تستطيع تصديق أنها مجرد أختٍ له !!....
أنت تقرأ
زوجتي في الخامسة عشر
Randomالطائر الذي ظن أن حريته سُلبت منه أدرك أن حريته رُدت إليه حين سُجن في قفصك ، حين قيدته غلالك حينِ أصبحتِ أنتِ زوجتي بينما لم تتجاوزي الخامسة عشر بعد