(إلي الهاوية)
تنهدت سارة بضع تنهيدات باكية بهد أن انتهي بها المطاف حبيسة الغرفة ،ثم نظرت إلي الصورة التي توسطت الحائط أمامها ،صورة رجل يشبه سارة شبهاً كبيراً ، ، صارت تتذكر تلك الأيام كذكري عابرة ، محتها الأيام لطولها ، أعاد عقلها ذلك الشريط القاتل الذي يتكرر يومياً، ونفس السؤال الذي لم تجد له إجابه طوال تلك السنوات ،لماذا رحل أبي،تلك الصورة لشخص يدعي بالوالد ،لكنهه لم يكن موجوداً ليستحق ذلك للقب ، ربما ذهب لمنزل آخر وربما لديه ابنة أخري يهتم لأمرها اكثر ، ولكن ما ذنب سارة في انفصاله عن إلهام ، اعتقدت دائماً أنها فتاة مشاغبة ولهذا تركها والدها خلفه ورحل ،إن كان هنا لما سمح بتلك الجريمة في حقها،قاطع صوت المفتاح الذي دار في الباب أفكار سارة ثم ظهر وجه إلهام تحمل ثوبا مبهرجاً وبعض مستحضرات التجميل
هيا قبل أن يصل الضيوف
أي ضيوف
سياتون لطلبك اليوم هيا اسرعي
ولكنني سبق أن أخبرتكِ أنا لن
إياك أن تكمليها أقسم أننى أنادى علاء ، لا تستغرقين دقائق فى يده
عقدت ساره حاجبيها قلقاً ثم أحنت رأسها لا تجد جدوي من هذا الحوار بينما استكملت إلهام بانفعال
لن تنطقى بكلمه حين يأتاون ستكتفين بهز رأسك
قالتها إلهام بينما تضبط ثوب سارة وتضع اللمسات الأخيرة علي وجهها بينما صار عقل سارة وقلبها يطنان بقوة يعجان بالتفكير ثم دق جرس الباب داقاً نواقيس الخطر في عقلها ؛ فهرعت إلهام تفتح الباب متععجلة لبيع ابنتها بينما ظهرت زخات العرق بينة علي جبين سارة فما الحل الآن ؟؟
رحبت إلهام بالضيوف في توتر بينما عاملتها تلك العجوز بجفاء
أين هي؟
قالتها تلك العجوز في برودة أعصاب
سأناديها حالاً
قالتها إلهام متوترة بينما تناديها عدة مرات ولكن دون رد
سأذهب لإحضارها
عادت إلهام تبرر موقفها بينما هرعت إلي الغرفة فطرقت الباب عدة مرات ولكن دون رددفعت إلهام الباب ببطء فوجدت الغرفة خاويةليس لسارة أثر، تركت المكان منقذة نفسها من تلك الصفقة الفاشلة شهقت إلهام بقوة ثم أمسكت قلبها تكاد تصرخ ثم عادت إلي حيث يجلس االضيوف
علاء عزيزي هلا جئت
قالتها تحاول إخفاء توترها وخوفها بينما نظر علاءإليها لامبالياً
هيا يا عزيزي أريدك لدقائق
عادت إلهام تكرر قولها فنهض علاء متمللاً
هل من مشكلة؟
قالتها العجوز فعضت إلهام شفتيها ثم استجمعت نفسها ونطقت
لا أبداً ، سارة لازالت تجهز حالهافالتاة متلهفة للقائكم ، اعذرونا لدقائق
قالتها ثم ابتعدت عن موضع جلوسهم يتبعها علاء
ماذا هناك يا امرأة؟
علاء الفتاة ليست موجودة
ماذا تهذين أنتِ يا هذه
أقول أنها ليست موجودةهذا ليس الوقت المناسب للجدال أبداً لابد أنها لم تبتعد كثيراً الحق بها وأحضرها إلي هنا
تلك الفتاة ستحرق رؤوسنا
قالها بينما هرع تاركاً المنزل ، ينظر في الشوارع والأزقة ،باحثاً عن أثرها ، أما عن سارة فقد تركت قدماها للريح ، لم تعرف إلي أين تلجأ ولكنها استمرت في الركض فحسب ؛ فالموت أهون من تلك الجريمة التي سيرتكبونها في حقها كان من البديهي أن تتعب سارة بعد أن ركضت مسافة ليست بالهينة توقفت سارة لدقائق تلتقط أنفاسها تخرج زفيراً عالٍ ومسموع ، التفت خلفها فلم تري أحداً كان الشارع خاوياً وهذا يريحها قبل أن تقرر سارة متابعة الركض استوقفتها صرخة علاء باسمها؛فاهتز جسدها بقوة
لا لا يمكنه الإمساك بي
قالتها في قرارة نفسها مشجعة ذاتها علي مواظبة الركض علها تنفذ ولكن سرعته تتجاوز سرعتها بمراحل ، رغم أنها تعلم أنها سيمسك بها عاجلاً أم آجلاً إلا أنها واصلت الركض دون توقف ، بدأت سارة تلتهم الهواء حولها التهاماً حتي كادت رئتيها أن تنفجر ، نظرت سارة حولها تحاول إيجاد حل سريع؛ فاصطدمت عيناها بالعم تحسين ، إنه بائع عطور كانت تتردد إليه بين الحين والآخر ، وهي تعرف ابنته حق المعرفة
عمي تحسين
قالتها سارة متلهفة بينما ينبع الخوف من قسمات وجهها
ما المشكلة يا ابنتي
أنهم يلحقون بي
قالتها بشكل متقطع تلتقط أنفاسها التي انقطعت بين الحرف والآخر بينما نظر العم تحسين إلي منتهي الزقاق فرأي علاء قادم كالثور الهائج
ادخلي يا ابنتي ، أسرعي
قالها مفسحاً المجال لها لتتدخل إلي دكانه
ولكنه رآني يا عمي
لا أحد يستطيع إيذائكِ طالما أنتِ في حماية عمكِ تحسين
قالها مطمئنناً بينما هرعت سارة إلي الداخل وبعد ثوانٍ معدودة كان علاء قد وصل إلي دكان العم تحسين
لديكِ شئ يخصني
شئ؟ قالها العم مستهزئا ً بينما ازداد غضب علاء
تحسين انت رجل مسن ، سلمني الفتاة كي لا أضرك
حين تخرج جثتي من هذا الدكان ، حينها تستطيع أخذها
تحول علاء حينها إلي وحش كاسر لا يري أحداً قبالته فانقض علي تحسين يبرحه ضرباً بينما أمسكت سارة فمها خائفة ، خائفة من بطش علاء وخائفة علي العم تحسين ، إن لم تخرج سارة إليه الآن سيقتل العم تحسين بلا شك تنهدت سارة متمالكة نفسها ، ثم أغلقت عينيها بقوة تحاول محو هذا الكابوس المرعب
اتركه
صرخت سارة منتصبة أمام علاء بينما يتأوه العم تحسين من ألمه
لا تذهبي يا ابنتي ، ابقي في الداخل
قالها العم محاولاً الدفاع عنها حتي الرمق الأخير بينما أردفت سارة في اسيً
لا أفرط بك يا عمي، اعذرني قد لا نري بعضنا البعض لفترة طويلة
انسابت دموع سارة علي وجنتيها ساخنة كاوية بينما سحبها علاء إليه، حاولت سحب نفسها ولكنه جرها خلفه جراً
إياكِ أن تنطقي بكلمة في هناك وإلا تبقين في يدي
ابتلعت سارة ريقها بينما دفعها علاء إلي امامه
أنتِ عجيبة يا فتاة ، أتتركين ذلك الغني الفاحش وتهربين
أنا لا أريد مالهم اتركني
٠ لا تتلوي كثيراً يا ورقة اليناصيب خاصتي
حقير
قالتها سارة تواجه علاء بها للمرة الأولي فلا فرق الآن إن ضربها أم لم يضربها
ماذا قلتِ الآن؟ هل نعتني بالحقير؟
قالها بينما اعتصر وجهها بين يديه بقوة
ولكن لا أنا لا أضربك ، دعينا نسلم السلعة بدون عيوب
قالها بينما يدفعها إلي داخل المنزل الذي وصله إليه للتو خرجت سارة من هذا المنزل أملاًفي الحرية فعادت إليه ذليلة كما الأسري
أين كنت يا بلوة رأسي
قالتها إلهام هامسة خشية أن يصل حوارها إلي مسامع الضيوف ،ثم سحبت يدها واضعة إياها في فوهة المدفع ، تحديداً في غرفة الضيوف انتصبت سارة تطالع الحضور في توجس ، سيدة عجوز ذات شعر أشيب وملامح بشعة عجوز شمطاء ترتدي شالاً صوفياً أسود ، وتحمل عصيً غليظة تتكئ عليها ، سارت نحوها بخطيً باردة حين راتها ثم مسدت شعرها
جميلة ما شاء الله
ذاكرتها تعرف هذا الوجه جيداً ومع إن آخر مرة التقتها فيها كانت منذ زمن بعيد إلا أن مثل تلك الوجوه لا تنسي بسهولة ، تلك والدتها من طرف أبيها ، تلك المرأة قاسية الطباع
انظر إلي كنتي يا سليم
حولت سارة نظرها إلي الرجل الذي حدثته الجدة إنه وجه غير مألوف لم تعرفه أو بالأحري لم تذكره ، عقلها مشوش للغاية حالياً إنها تتفقد الجالسين فرداً فرداً بحثاً عن الرجل الذي سيأخذها إلي الهاوية
أين العريس
سألت إلهام فأردفت الجدة بعد صمت قد طال
إنه مريض اليوم ، لم يستطع الحضور
زمت إلهام شفتيها متظاهرة بالحزن ثم أردف علاء
سيكون أفضل إن كان العرس أبكر
هذا رأيي أيضاً ، لننهي الامر بأسرع ما يمكن ، بعد يومين بالأكثر تكون أغراض العروس جاهزة
هل بهذه السرعة
نطقها الجشع علاء الذي استعجل بيع سارة
ماذا تظن ، نحن ننفذ ما نرغب به فوراً
تلفتت سارة حولها هلعة ثم وضعت يدها علي فوها تحاول صد الكلمات التي ستفلت منها ، وتحاول صد الصدمة ، نظرت إليهم مرتعبة ثم انسحبت مسرعة إلي غرفتها
من خجلها
قالتها إلهام مبررة للضيوف ؛ فهزت العجوز رأسها ،أما عن سارة فقد لجأت للبكاء ، ليس مجدٍ ولكنه كالدواء يخفف الألم ، ارتعشت أطرافها حين فكرت بالأمر مرة أخري ، ما الذي يعنيه الزواج ، إنها لا تفقه شيئاً أنهم رسمياً يقذفونها من الهاوية
أنت تقرأ
زوجتي في الخامسة عشر
Randomالطائر الذي ظن أن حريته سُلبت منه أدرك أن حريته رُدت إليه حين سُجن في قفصك ، حين قيدته غلالك حينِ أصبحتِ أنتِ زوجتي بينما لم تتجاوزي الخامسة عشر بعد