(قد تحيركِ الأحداث)
سداد:
والي هذا الحد فقد عاشت سارة علي ذكراي و علي الرائحه التي ظلت عالقه علي قميصي منذ ذلك اليوم وعلي تلك الصوره خاصتي والتي اعتلتها شريطه سوداء رفيعه معلنه عن الحداد فقد تركتها وقد علقت ذكرياتي في انحاء المنزل بل والاهم انني تركت في احشاءها طفلٌ يحمل رائحه دمي و اسمي.. اسمي الذي حولته الأيام الي غبار بعد ان اخترقت تلك الرصاصه انسجه جلدي و فتكت باجهزتي الداخليه ثم استقرت بين احشائي معلنه عن قوتها...وعن مدي ايلامها الجسدي والنفسي.. كانت قطعه ضئيله جداً من الحديد كفيله بالقضاء علي حياتي و علي قلب حياه سارة و علي جعل ذلك الجنين الذي لازالت اطوار نموه قيد الاكتمال يتيماً... حين اصابتني تلك الرصاصه احسست برعشه ارتجت لها اوصالي ولم اجد الوقت لاندهش.. لم يسعفني ايضاً لاصرخ سقطت صريعاً فحسب.........
********
قبل بضع ساعات:
-إلي أين نذهب .سؤال بديهي طرحته سارة بعد أن أمرها سداد بالرحيل
-سنتنزه
-سداد إنني متعبة للغاية هذا ليس الوقت الناسب للمزاح
اندفع سداد نحوها ثم أمسك ذراعيها
-هيا...أحدهم هنا !!
-إنني لا أفهمك
-رجاءاً دعينا نذهب فحسب .
سحب سداد ذراعها ثم قصد الباب الجانبي فدفعه وانطلقا مسرعين بينما لم تتوقف سارة عن طرح الأسئلة
-لا...لا إنهم كثر ، ليسوا شخصاً واحداً
-من هم يا سداد
عاد سداد يلتفت خلفه فلمح شخصاً يلاحقهم ، ولكن خطوات سارة كانت وئيدة ، كانت تمشي بتثاقل إذ أنها لم تكد تترك المشفي ، حملها سداد أخيراً ثم أكمل مسيرته نحو المجهول فبدأ يدخل بين المباني عله يضلل الرجل خلفه ولكن ثقل سارة كان كفيلاً بمنعه ، توقف سداد عند أحد المنازل المهجوره فترك سارة داخل حديقته الخلفية ثم أسند رأسه إلي رأسها وشاطرها ذرات الهواء واستمد حرارتها الحارقة ثم نطق ..‘
-أحبك
-سداد ما الذي يحصل ؟
قالتها فزعة وقد بدأت دموعها تسيل بينما لم بترك سداد رأسها ثم انحني فقبل طفله من خلف ذلك الجدار الذي يحول بينهما وهو رحم أمه وقد همس إليه بشئ لم تفهمه سارة كثيراً ثم عاد ينظر إليها في هلع ...
-إنه قادم!!
-سداد..من القادم يا صاح ، انني خائفة
-حسناً ، لا بأس ستكونان بخير، اعتني بطفلنا جيداً يا سارة ..
- ماذا تعنيه باعتني بطفلنا جيدا ،الي اين ستذهب!!
قالتها سارة وقد بدأ الهلع يسيطر علي قسمات وجهها فوضع سداد وجهها بين كفيه ثم اختطف من شفتيها قبلة سريعة ربما كانت الأخيرة..وتركها وهرع مسرعاً ، إلي حيث لا تدري سارة..
*********سداد :
.ازدادت دقات قلبي حدة بينما احتارت سارة ولم تعي ما يحصل فجذبت ذراعها وهرعت نحو اللامكان تاركاً قدماي للريح حتي وصلنا الي النقطه التي تعبت فيها سارة فوجدت ان الخطر يحوطنا بطوق من الفولاذ حملتها ولكن حملي لها زاد من صعوبة الأمر،فتركتها في أحد المباني وقد خطفت قبله منها ثم نظرت اليها بينما أمسك كتفيها بقوه ثم عدت أضلل الرجل خلفي بينما لم استطع ان اكف عن النظر خلفي ولازالت عينا سارة الحائره عالقه في ذهني وصورتها منطبعة علي صفحة السماء قبالتي حتي وصلت إلي مكان أصبحت فيه محاصراً من ثلاث جهات ، التفت خلفي علي اسلك الجهة الرابعة ولكن الرجل خلفي كان قد وصل منذ مده رافعاً سلاحه نحوي !!حينها ادركت أنه لم يعد هنالك مفر فانتصبت وقد اتسعت حدقتا عيني وطنت أذني بعد تلك الطلقه العاليه التي صرخت الطيور علي اثرها وكانها اصابتها هي لم اشعر بقدماي إلا وقد هوتا ثم وجدت الدم يقطر من عروقي شيئاً فشيئاً فاصبح الدم يهرب من اواصلي كما يهرب الرمل من فتحه الساعه الرمليه ولم أجد قبالتي سوي صورة وهمية لطفلي الذي لم يخرج إلي الدنيا بعد يرفع يداه الصغيرتان نحوي وكأنه يناديني ، ولكن يا صغيري أباك قد لا يستطيع العودة أبداً...
أنت تقرأ
زوجتي في الخامسة عشر
Randomالطائر الذي ظن أن حريته سُلبت منه أدرك أن حريته رُدت إليه حين سُجن في قفصك ، حين قيدته غلالك حينِ أصبحتِ أنتِ زوجتي بينما لم تتجاوزي الخامسة عشر بعد