(لقد اقتلع الوغد قلبي)
أعطاها قبلتها الصباحية المعتادة ثم قبل بطنها مرسلاً قبلته إلي طفلهما ثم ذهب إلي عمله ، دعوني أغدقكم بالمزيد من التفاصيل.....
، قبل ما يقارب العام حين تم طردهما ، طالب سداد بحقوقه في ورث أبيه ، فاشتري لذاته منزلاً شاركته سارة فيه... وكانت الأيام كفيلة بإيقاعها في حبه تدريجياً , لم لا وقد كان حبه مخفياً داخل قلبه حتي باحت به أخيراً ولازالت تذكر إلي الآن أول نظرة ، أول بسمة ، وأول قبلة ...، أما عنه فلا داعي للشرح ، فهو غارق كلياً في حبها ، حملت بطفله بعد أول شهورها معه، وبهذا اعتقدت أنها قد تتخلص من مشاكلها ، ولكن سالم استمر في إرسال الرسائل إليها يومياً وكأن لديه مشكلة نفسية عميقة ، حتي انها طلبت من سداد نقلها من مدرستها تجنباً له إلا أنها تجنبت دائماً الاعتراف بسبب خوفها ، فأصبح الأمر لغزاً بالنسبة لسداد ، أما هي فدائماً ما كانت تمزق رسائل سالم دون أن تقرئها حتي توقف عن إرسال الرسائل إليها بعد فترة من الزمن فنعمت سارة ببعض السكون والطمانينة والحب في ظل زوجها ، واستمرت الأمور علي حال مستقرِ ملحوظ حتي تخرجت أنهت عامها الأخير بالثانوية ، وبمساعدة كبيرة من سداد دلفت إلي الجامعة التي ترغب ، ورغم حملها الصعب إلا أنها واظبت الذهاب إلي الجامعة ، ورغم محاولات سداد لمنعها إلا أنها اصرت علي رأيها ، حتي وافق علي مضدد ....
، فودعته عند مدخل الجامعة كالعادة فصعدت إلي المدرج فجلست في منتهاه كعادتها ثم تنهدت بعمق ، متحسسة بطنها وكأنها تداعب جنينها مانعة إياه من رفسها ، وقد آلمها ، وقفت سارة ، تساعد ظهرها علي الاسترخاء ففاجتها تلك اليد التي أحكمت القبض علي يداها ....أحاطت الحيرة والخوف عقل سارة حين رأت سالم قد ظهر امامها يعترف أنه لازال يحبها
_ سالم عليك أن تفهمني ، أنا في الأصل لم أعطيك املاً من طرفي لتحبني هكذا ، هل يحب المرء أحداً لم يتعرف عليه جيداً
_ لأنكِ سحرتني ، عيناك تجذبانني
_ سالم لا تتعد حدودك، انا متزوجة ، واحب زوجي ، وعوضاً عن هذا كله أنا أحب زوجي ، لذا فاتركني لأعيش في سلام
لم تدرك المسكينة أن سالم لديه مشاكلٌ نفسية خطيرة ، وان حالته معقدة ، بل وأنه قد يصبح خطراً علي حياتها ، فهاج سالم كلياً
_ لماذا لا تحبينني؟ أجيبي سؤالي لماذا ؟
بدأت سارة تنسحب إلي الخلف ذعراً ، حتي قبض سالم علي ذراعيها
_ سالم ، ما الذي تفعله لا تكن مجنوناً
_لقد قلت لكِ أنني لست مجنوناً ، حذرتك كي لا تصدقيهم ، ولكنك صدقتهم !!
_ من صدقت؟سالم أنت تخيفني اتركني
_ نعم ، عليكِ أن تخافيني ،فأنا هنا لأخبركِ سراً
قالها ثم انحني إلي أذنها يهمس بطريقة مرعبة
_ إن كان حملك لسداد، فلتذهبي إلي الجحيم أنتِ وحملك
قالها ثم دفعها بقوة فتطايرت خصلاتها، ثم انزلقت قدمها معلنة النهاية ......
********
علي الطرف الآخر كان السواد قاحلاً يعمي المبصرين، المكان مرعب ، الأصوات من حوله تتخافت ، وكأن أحدهم سيسلبه حياته في أي لحظة ، صوت الصمت مرعب أكثر من تلك الأصوات المتخافته، هناك وقع لخطوات قادمة من بعيد، ونعيق لغربان تجمعت حول المكان، ونسران يقفان علي علبية القصر ينظران ، ثم تظهر تلك المرأة فجأة ،بدأت أواصله ترتجف ، وبدأت شفتاه تهتز ذعراً، لا يمكن أن تكون هي ...لا لابد أنها ليست هي ، وقعت السيدة أرضاً فجأة ثم حط النسران علي جثتها فصارا ينهشانها .....ثم انتهي الأمر بصرخة سداد باسمها (أمي..)
_ استيقظ يا صديقي إنه كابوس ...
قالها صديقه في العمل عندما وجد سداد يتعرق بشدة أثناء غفوته ، فرك سداد رأسه ثم مسح وجهه وعاد يفيق ذاته
_نعم إنه كابوس سئ
_هاتفك يصرخ منذ زمن ، هلا أسكته
نظر سداد إلي شاشة الهاتف بينما لازالت آثار الكابوس جلية عليه
_سارة
قالها حال أن فتح الخط مجيباً إياها ولكن صوتها لم يأتيه في الواقع....صوت شرطي جاءه بالكارثة...
أنت تقرأ
زوجتي في الخامسة عشر
Randomالطائر الذي ظن أن حريته سُلبت منه أدرك أن حريته رُدت إليه حين سُجن في قفصك ، حين قيدته غلالك حينِ أصبحتِ أنتِ زوجتي بينما لم تتجاوزي الخامسة عشر بعد