الفصل الحادي والعشرون

6.6K 185 8
                                    

(لقد اقتلع الوغد قلبي)
أعطاها قبلتها الصباحية المعتادة ثم قبل بطنها مرسلاً قبلته إلي طفلهما ثم ذهب إلي عمله ، دعوني أغدقكم بالمزيد من التفاصيل.....
، قبل ما يقارب العام حين تم طردهما ، طالب سداد بحقوقه في ورث أبيه ، فاشتري لذاته منزلاً شاركته سارة فيه... وكانت الأيام كفيلة بإيقاعها في حبه تدريجياً , لم لا وقد كان حبه مخفياً داخل قلبه حتي باحت به أخيراً  ولازالت تذكر إلي الآن أول نظرة ، أول بسمة ، وأول قبلة ...، أما عنه فلا داعي للشرح ، فهو غارق كلياً في حبها ، حملت بطفله بعد أول شهورها معه، وبهذا اعتقدت أنها قد تتخلص من مشاكلها ، ولكن سالم استمر في إرسال الرسائل إليها يومياً وكأن لديه مشكلة نفسية عميقة ، حتي انها طلبت من سداد نقلها من مدرستها تجنباً له إلا أنها تجنبت دائماً الاعتراف بسبب خوفها ، فأصبح الأمر لغزاً بالنسبة لسداد ، أما هي فدائماً ما كانت تمزق رسائل سالم دون أن تقرئها حتي توقف عن إرسال الرسائل إليها بعد فترة من الزمن فنعمت سارة ببعض السكون والطمانينة والحب في ظل زوجها ، واستمرت الأمور علي حال مستقرِ ملحوظ حتي تخرجت أنهت عامها الأخير بالثانوية ، وبمساعدة كبيرة من سداد دلفت إلي الجامعة التي ترغب ، ورغم حملها الصعب إلا أنها واظبت الذهاب إلي الجامعة ، ورغم محاولات سداد لمنعها إلا أنها اصرت علي رأيها ، حتي وافق علي مضدد ....
، فودعته عند مدخل الجامعة كالعادة فصعدت إلي المدرج فجلست في منتهاه كعادتها ثم تنهدت بعمق ، متحسسة بطنها وكأنها تداعب جنينها مانعة إياه من  رفسها ، وقد آلمها ، وقفت سارة ، تساعد ظهرها علي الاسترخاء ففاجتها تلك اليد التي أحكمت القبض علي يداها ....أحاطت الحيرة والخوف عقل سارة حين رأت سالم قد ظهر امامها يعترف أنه لازال يحبها
_ سالم عليك أن تفهمني ، أنا في الأصل لم أعطيك املاً من طرفي لتحبني هكذا ، هل يحب المرء أحداً لم يتعرف عليه جيداً
_ لأنكِ سحرتني ، عيناك تجذبانني
_ سالم لا تتعد حدودك، انا متزوجة ، واحب زوجي ، وعوضاً عن هذا كله أنا أحب زوجي ، لذا فاتركني لأعيش في سلام
لم تدرك المسكينة أن سالم لديه مشاكلٌ نفسية خطيرة ،  وان حالته معقدة ، بل وأنه قد يصبح خطراً علي حياتها ، فهاج سالم كلياً
_ لماذا لا تحبينني؟ أجيبي سؤالي لماذا ؟
بدأت سارة تنسحب إلي الخلف ذعراً ، حتي قبض سالم علي ذراعيها
_ سالم ، ما الذي تفعله لا تكن مجنوناً
_لقد قلت لكِ أنني لست مجنوناً ، حذرتك كي لا تصدقيهم ، ولكنك صدقتهم !!
_ من صدقت؟سالم أنت تخيفني اتركني
_ نعم ، عليكِ أن تخافيني ،فأنا هنا لأخبركِ سراً
قالها ثم انحني إلي أذنها يهمس بطريقة مرعبة
_ إن كان حملك لسداد، فلتذهبي إلي الجحيم أنتِ وحملك
قالها ثم دفعها بقوة فتطايرت خصلاتها، ثم انزلقت قدمها معلنة النهاية ......
                    ********
علي الطرف الآخر كان السواد قاحلاً يعمي المبصرين، المكان مرعب ، الأصوات من حوله تتخافت ، وكأن أحدهم سيسلبه حياته في أي لحظة ، صوت الصمت مرعب أكثر من تلك الأصوات المتخافته، هناك وقع لخطوات قادمة من بعيد، ونعيق لغربان تجمعت حول المكان، ونسران يقفان علي علبية القصر ينظران ، ثم تظهر تلك المرأة فجأة ،بدأت أواصله ترتجف ، وبدأت شفتاه تهتز ذعراً، لا يمكن أن تكون هي ...لا لابد أنها ليست هي ، وقعت السيدة أرضاً فجأة ثم حط النسران علي جثتها فصارا ينهشانها .....ثم انتهي الأمر بصرخة سداد باسمها (أمي..)
_ استيقظ يا صديقي إنه كابوس ...
قالها صديقه في العمل عندما وجد سداد يتعرق بشدة أثناء غفوته ، فرك سداد رأسه ثم مسح وجهه وعاد يفيق ذاته
_نعم إنه كابوس سئ
_هاتفك يصرخ منذ زمن ، هلا أسكته
نظر سداد إلي شاشة الهاتف بينما لازالت آثار الكابوس جلية عليه
_سارة
قالها حال أن فتح الخط مجيباً إياها ولكن صوتها لم يأتيه في الواقع....صوت شرطي جاءه بالكارثة...

زوجتي في الخامسة عشر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن