الفصل الخامس عشر

6.6K 197 0
                                    

                           (قبلة أخوية )
-مبارك يا كنتي الجميلة
تغيرت نبرة الجدة من القسوة إلي اللين بعد أن وضعت قناع الجدة الطيبة ، هذا بعد أن أخبرهم سداد بعد فترة أن سارة حامل ، وبهذا فقد حملتها الجدة فوق كفوف الراحة أما فتون فكانت تعلم أن وراء الأمر سراً كبيراً فانتظرت اجتماع العائلة لتهنئة سداد، واتخذت منها فرصة عظيمة
-أخي سارة كانت تنعتك بأخي منذ يومين كيف حصل وأحبتك فجأة
قالتها فتون فالتفت إليها سداد يتطاير الشرر من عينيه بينما أعارت الجدة الاهتمام لكلمات فتون
-لقد تعقلت
قالها سداد فعادت فتون تتحداه
- اذهبي معهما إلي الطبيب غداً إذاً يا جدتي .
-لا ....نحن نريد عيش هذه اللحظة علي انفراد ، سأجلب لكم صور الجنين
- وكيف نتأكد أنها ليست مجرد خدعة كبيرة
قالتها فتون فأسعلت فتيل سداد فهب صارخاً
-فتون ماذا دهاكِ؟
-سداد عل تخدعنا يا بني
قالتها الجدة فصار يفرك أصابعه توتراً
-لا أخدعك يا جدتي
-إذاً لأرافقكما غداً
عادت الجدة تصر علي الذهاب ، فوجد سداد نفسه في مأزق رسمي
-لا داعي يا جدتي ، يمكنهما الاثبات بطريقة أخري
قالتها فتون تتحدي عيناها عيني سارة التي ظهر التوتر جلياً علي قسمات وجهها
-قبلها
قالتها فتون بينما ترفع كتفيها فخراً وقد امتلأت نفسها ثقة أن لعبتهم ستنكشف الآن
-ويحكِ
قالتها سارة مندفعة بعد ما هذت به فتون
-ولم لا وقد تخليت عن مناداته بأخي ، بل والأعظم ، أنتِ حامل
-فتون الزمي حدك
قالها سداد منتصباً وقد تجعد جبينه كناية عن غضبه ، بينما نطقت الجدة حائرة
-لا بأس يا صغيري ان كنت قد استحييت منا فأنا أرافقكما غداً ، أنا أثق بك علي أي حال ، ولكن لتزيد الثقة
حينها علمت سارة أنهم بمأزق حقيقي وقد تحول لون سداد إلي الأحمر تماماً فهو أول من سيعاقب إن علمت العائلة بهذه الخطة ، إن لم ينقذ أحدهم الموقف ، ستنهال الدنيا علي رأسيهما فتحطم جمجمتيهما .وقفت سارة علي أطراف أصابعها لتطال سداد الذي يفوقها بعدة سنتيمترات ، ثم قبضت علي  تلابيبه وقربت شفتيها لتلامس شفتيه ببطء ، حينها فقط شعر كلا الطرفان بالكهرباء تسري عبر تلك القبلة الأخوية، أحدهما تضرر من تلك الطاقة ، والآخر سلبت الطاقة عقله ، وقف سداد مذهولاً من شدة الموقف ، تلك القبلة تعرض بالتصوير البطئ ، وكأن أحدهم أوقف الزمن ، تلك القبلة التي جعلت أطرافه تهتز ، تلك التي تمني لو أنها لا تنتهي أبداً، لو أن تلك الثوان المعدودة تستمر إلي الأبد ، فليسحب أحدهم قابس الوقت ليبقي الحال علي هو عليه أبد الدهر ، يبدو أن صديقنا أعياه الحب ، ومع أنها بالرابعة عشر إلا أن الحب قادرٌ علي إيقاعك في شباك طفلة ,أما أفراد العائلة فبعضهم اشمئز والآخر ابتسم ومنهم من سخر ، أما فتون فقد ابتلع القط لسانها فلم تعد تقوي علي النطق ثم ذهبت طارقة الأرض بقدمها بينما تبعتها نيرمين في صمت ....
-لا يمكنه فعل هذا يا أمي ، إنه يعتبرها أخته
قالتها فتون يجتحمها الغضب بينما أجابت نيرمين ببرودة أعصاب
-لم أعد أفهمك يا فتون ، لماذا تتحدين أخاكِ؟
-إنهما يكذبان
-وإن يكن، ما شأنك بكذبهما ، إنهما يتفاديان بطش جدتك لكي ينقذوا مستقبلك
-لا يمكنها أخذ أخي مني
عندها وقفت نيرمين وقد كشرت عن أنيابها
-لا تدعي الغيرة تعمي عينيك ، أنا لم أربي ابنتي علي هذا الحقد .
-ولكن يا أمي أرأيت كيف قبلته ؟ لقد كانت تدعوه اخي بالأمس
-ما شأنكِ بهما ، إن كانت تحبه أو لا ما شأنك
-لا شأن لي بها أنا أهتم لأمر أخي لقد ناظرها بنظرات غريبة
-فتون لقد أغضبتني حقاً ، إن لم ترجعي عن هذا الأمر أقسم أنني أخاصمك
-حسناً يا إمي لا تطيلي هذا الأمر ، فليغرقا ما شأني ...
-أعتقد أن أخاكي وقع في الحب ، وأخشي أن تنكسر أواصله أثناء تلك المغامرة.....





زوجتي في الخامسة عشر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن