الفصل الثاني

11.4K 271 13
                                    

                              (العاصفة)
يبدو أن السماء غاضبة اليوم ،إنها تمطر بشدة فتنهال علي رؤوس المارة بقوة، و كأنها تضرب رؤوسهم من غضبها  ، إنها تعاقب سارة اليوم أيضاً ، كانت تتساقط علي ملابسها الرقيقة فتزيد من برودة الجو فتزيد من شعورها بالبرد وتزداد معانتها من الطوي ، لم تجد ما تضعه علي رأسها لتحتمي من تلك الأمطار ، ولم تجد ما تسكت به صراخ معدتها الجائعة ، إما أن السماء تبكي أو أنها في أشد حالتها غضباً ، تأففت سارة ثم سلكت طريقها المختصر متذكرة أوامر علاء ، كانت تسرع من خطاها فتتعثر وتعاود النهوض خائفة من بطشه ، كانت تتحسس حقيبتها بيت الفنية و الأخري ؛فتتحسر علي كتبها التي أبلاها المطر ، وجدت سارة نفسها أمام الباب أخيراً ؛ فاقتربت تهم بطرق الباب فأتاها صوت جدال علاء مع والدتها إلي مسامعها
_ ما الذي تعنينه بأنهم ليسوا قادمين اليوم
صرخ علاء مجلجلاً في أرجاء المنزل فأردفت والدتها صارخة بدورها
_ ألا تري يا هذا السماء تمطر بشدة
_ أم أنهم تراجعوا
_ لا لم ولن يتراجعوا ، لقد أكدوا ذلك
_ ماذا إن زوجنا الفتاة ولم نحصل علي المال ؟
_ علاء تلك العائلة لا مزاح لديها إن قالوا أنهم يأخذون الفتاة ويعطوننا المال ، فسيعطوننا المال
قاطع طرق سارة للباب حديثهما ؛ فأسرع علاء بفتحه
_ من الذي يتزوج
سألت سارة في هدوء فانتفض علاء غاضباً 
_ هل تسترقين السمع ؟
_ لا لقد سمعت صدفة !!
_ لا تصرخ علي الفتاة
قالتها إلهام فالتزم علاء الصمت بينما نطقت إلهام
_ اليوم يوم سعدك
عقدت سارة حاجبيها عجباً فاستكملت إلهام
_ستعيشين في قصر
ابتسمت سارة ساخرة ثم أشاحت  وجهها معلنة استياءها من المزحة ، فأردفت إلهام بعد أن امسكت يديها في رفق
_ ألم ترغبي بكثير من الدمي
_ هل تسخرين مني
_ بل إنني في غاية الجدية
_كيف سأحصل علي الدمي إذاً
_ سنحضر لك ثوباً ناصع البياض
_ لماذا ؟!!
_ سنقيمك لكِ حفلاً كبيراً
_ أمي كفي عن السخرية
تنفس علاء بغضب ثم صرخ موقفاً البعد الزماني
_ ستتزوجين
كلمة سار صداها في في أذنها فأحرقتها بل إنها كوتها بشدة ، كلمة حملت الكثير من الهذيان
_هل تسمع أذناك ما يخرج من فمك ؟؟
نطقتها سارة لا إرادياً رداً علي الهذيان الذي خرج من أفواههم
رفع علاء يده عالياً يهم بضربها فأوقفته يد إلهام
_ لا تضربها أنا اتفاهم معها... إننا نسديكِ معروفاً
_ أمي إنني في الرابعة عشر
_ وما المشكلة تزوجت الكثيرات في مثل عمرك
_ أنتِ تمزحين ألستِ كذلك
_ أوووف ما هذه الفتاة
نطقها علاء متذمراً
_ أنا لن أتزوج
قالتها سارة بعد أن ابتلعت ريقها
_ ليس لديك الخيار
قالتها إلهام زاجرة إياها
_ أنا أعني ما قلته ، لن أتزوج
عادت سارة تتحداها ؛ فنظر علاء إليها شذراً ثم اقترب منها كما تقترب الضباع من الفرائس
_ اترك أمرها لي
قالتها إلهام في حزم فابتعد علاء تاركاً المكان
_ تلك عائلة فاحشة الثراء
_ أنا لا أهتم ، لن أتزوج !!
_ لماذا أيتها الحمقاء لماذا؟؟
_أوتسألين ذاك السؤال ، هلا أنتِ جادة ، لقد خضعت لكِ دائماً لكنني لا أخضع الآن ، إنك تلقين بمستقبلي إلي الجحيم
_ بل ألقي به إلي الجنة، عقلك الساذج الصغير لن يستوعب
_ لقد قلت كلمتي ، لن أتزوج
_ متي كان لكِ كلمة في هذا المنزل أيتها الوقحة
_هل تجبرونني؟
_نعم نجبرك
_أهرب إذاً
_لا تجبريني علي استعمال العنف
_استعمليه إذاً
تحولت إلهام إلي ذئب جائعٍ يبحث عن وجبة غداء  ،بينمت هربت عبرتان من عيني سارة تتسابقان أيهما يهبط أولاً ، حين لطمتها إلهام لطمة قوية أخرست صوتها وأدمت أذنها
وكأنها وجهت إليها رصاصة جعلت منها صماء ، ارتفع  صوت الصفير في أذن سارة فوضعت يدها علي أذنها محاولة صد الألم الذي داهمها ،ثم عادت تطالع أمها بتحدٍ
_ أبداً
تلك كانت إشارة سارة ببدأ المعركة ؛ فدلفت إلهام إلي الغرفة غاضبة ، فرأتها سالرة تستخرج حزام زوجها ثم تخرج إليها رافعة يدها منهالة علي جسدها ضرباً ، لهذا كانت السماء غاضبة اليوم ، إنها مستاءة من تلك القسوة التي اجتاحت قلوب البشر ، إنها تعلن هبوب العاصفة ...

زوجتي في الخامسة عشر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن