(أنتِ أسيرتي)
العينين . هما أداتان بالغتا الدقة ، تمكنك من رؤية الأشياء بصورة غاية في الوضوح ، تعكس صورة الشخص أمامك علي مقلتيك فتسر برؤيته أو ترغب بإبراحه ضرباً ، حالياً يتمني سداد لو يوسع هذا الفتي الذي يجاور سارة ضرباً ، فالآن يعرف سداد سبب شرود سارة الشديد ، يعرف الآن من شتت ذهنها ، ولكنه لا يكاد يتقبل الأمر، ففي حين أنهما يدعيان أن سارة حامل ، سارة تذهب وتحب فتيً آخر ، ولولا الصدف ، ما كان ليعرف أبداً، كان قد ظن أن بعد تلك الليلة التي جاورها فيها الفراش ، قد تشاركه أيضا المشاعر، ولكن يبدو أنه لا يشكل فرقاً ولو بمقدار ذرة ، في هذا اليوم كان سداد قد قرر اصطحابها للعودة من المدرسة ، لتشتعل النيران بعينيه بعد أن رآهما معاً ، قد يذهب الآن ليوسعه ضرباً وقد ينتشل سارة من بين يديه ، ولكنه قرر كبح مشاعره ، وكأنه يخشي رد فعلها، وكأن البساط سينزلق من تحت قدميه إن أخبرها، لا يعرف في الأصل ماذا يخبرهها ؟ فليس متأكداً من مشاعره علي أي حال ، لازال يحارب ذاته ، لازال لا ينام ليله بسببها ، كيف اقتحمت هذه الفتاة حياته بهذا الشكل ؟، كيف سقط بين شباكها هكذا ؟ .......
كشر سداد عن أنيابه ثم انطلق نحوها حتي أصبح علي مسافة قريبة ، ثم ناداها فالتفت إليه
_ سداد؟!، لم يكن هناك داعٍ لمجيئك ، كان سالم سيوصلني
_ من هو سالم ؟
قالها محاولاً ضبط يديه التي تكاد توجه لكمة نحو منتصف وجهه تماماً
_ إنه صديقي
قالتها بينما اتسعت ابتسامتها وقد مد سالم يده ليصافح سداد ، فحدق سداد بيده طويلاً فمد يده هو الآخر ، لا لمصافحته وإنما لاعتصار يده بقوة ، لعله يفهم الرسالة
_ هيا سنذهب
_ دعني أبقي قليلاً
_ لقد قلت سنذهب ، أمامنا يوم طويل في القصر
قالها ضاغطاً علي كل كلمة ثم التفت قاصداً السيارة فاسترعاه صوت سالم الذي همس
_ إنه معقد بالفعل ، حاولي الطلاق منه بسرعة
حينها تماماً انفجر سداد موجهاً تلك اللكمة التي كبحها طويلاً ، فصرخت سارة واقفة بينهما كحائل
_ سداد ما الذي تفعله ؟
_دعيه يضبط فمه ....
_ لم يقل شيئاً خاطئاً، فنحن سنتطلق في نهاية هذا المطاف
اتسعت عينا سداد ثم حدق بها دون تعقيب ثم نطق أخيراً
_ دعي سالم يوصلك ، فأنا معقد بما يكفي
_ ولكني لم أقصده بهذا المعني .....
_ سارة عودي إلي المنزل بسرعة فهناك مفاجأة تنتظرك
قالها ثم استاقل سيارته منطلقاً بأقصي سرعة تصل لها السيارة بينما تسمرت سارة موضعها وقد بدأ عقلها يصرخ .....
_ دعينا نذهب ...
قالها سالم فالتفت سارة إليه غاضبة
_ما الذي قلته ؟
_ لقد قلت الحقيقة ، لا تبالي لهذا الرجل إنه يحبسكِ رسمياًَ
_ إنه لا يحبسني ، وليس معقداً أيضاً
تغير وجهه ثم اقترب منها بطريقة غريبة وقد قبض علي ذراعها
_ لماذا تهتمين لأمره؟
_ ما شأنك ؟ اترك ذراعي ، إنك تؤلمني
_ ألم يسبق أن قلت أنني معجب بك
_ ما شأن هذا بسداد ، هل أنت مجنون ، اترك ذراعي
بدأ الدم يحتقن داخل عينيه بشكل غريب ثم نطق بهيستيرية وقد بدأت كلماته تصبح متقطعة
_ لست مجنوناً هل تفهمين أنا لست مجنوناً أنا فقط أحبك ، أحبك بجنون
_ ما الذي تفعله أنت تخيفني اتركني ، أنا أعرفك فقط منذ يومين، هل أنت أحمق
ترك سالم ذراعها ثم رفع يديه بمحاذاة رأسه
_لا .....لا تخافي مني ، صدقيني إنني مسالم
بدأت سارة تبكي في ذهول تام حاوط طلاب المدرسة بينما هزت سارة رأسها حسرة
_ لابد أنك مريض ما الذي تفعله
_ أنا لست مريضاً ، لا .... لا تصدقيهم ، إنني طبيعي
بدأ الرعب يدب داخل قلبها رويداً رويداً ، ثم قررت الانسحاب بينما ارتمي سالم إلي الأرض يهتز بشدة
_ لا..... لا هذا ليس طبيعياً بالمرة ، في أي مصيبة وقعت أنا
قالتها في قرارة نفسها بينما تسير مسرعة إلي سيارة الأجرة وقد بدأت يداها ترتعدان ، ثم بدأ الحزن يتدفق ليصبح جلياً علي قسمات وجهها ، إنها تود لو أن سداد لم يذهب بهذه السرعة ...........
أنت تقرأ
زوجتي في الخامسة عشر
Randomالطائر الذي ظن أن حريته سُلبت منه أدرك أن حريته رُدت إليه حين سُجن في قفصك ، حين قيدته غلالك حينِ أصبحتِ أنتِ زوجتي بينما لم تتجاوزي الخامسة عشر بعد