الفصل الثامن عشر

6.4K 190 8
                                    

(أنتِ أسيرتي)
العينين . هما أداتان بالغتا الدقة ، تمكنك من رؤية الأشياء بصورة غاية في الوضوح ، تعكس صورة الشخص أمامك علي مقلتيك فتسر برؤيته أو ترغب بإبراحه ضرباً ، حالياً يتمني سداد لو يوسع هذا الفتي الذي يجاور سارة ضرباً ، فالآن يعرف سداد سبب شرود سارة الشديد ، يعرف الآن من شتت ذهنها ، ولكنه لا يكاد يتقبل الأمر، ففي حين أنهما يدعيان أن سارة حامل ، سارة تذهب وتحب فتيً  آخر ، ولولا الصدف ، ما كان ليعرف أبداً، كان قد ظن أن بعد تلك الليلة التي جاورها فيها الفراش ، قد تشاركه أيضا المشاعر، ولكن يبدو أنه لا يشكل فرقاً ولو بمقدار ذرة ، في هذا اليوم كان سداد قد قرر اصطحابها للعودة من المدرسة ، لتشتعل النيران بعينيه بعد أن رآهما معاً ، قد يذهب الآن ليوسعه ضرباً وقد ينتشل سارة من بين يديه ، ولكنه قرر كبح مشاعره ، وكأنه يخشي رد فعلها، وكأن البساط سينزلق من تحت قدميه إن أخبرها، لا يعرف في الأصل ماذا يخبرهها ؟ فليس متأكداً من مشاعره علي أي حال ، لازال يحارب ذاته ، لازال لا ينام ليله بسببها ، كيف اقتحمت هذه الفتاة حياته بهذا الشكل ؟، كيف سقط بين شباكها هكذا ؟ .......
كشر سداد عن أنيابه ثم انطلق نحوها حتي أصبح علي مسافة قريبة ، ثم ناداها فالتفت إليه
_ سداد؟!، لم يكن هناك داعٍ لمجيئك ، كان سالم سيوصلني
_ من هو سالم ؟
قالها محاولاً ضبط يديه التي تكاد توجه لكمة نحو منتصف وجهه تماماً
_ إنه صديقي
قالتها بينما اتسعت ابتسامتها وقد مد سالم يده ليصافح سداد ، فحدق سداد بيده طويلاً فمد يده هو الآخر ، لا لمصافحته وإنما لاعتصار يده بقوة ، لعله يفهم الرسالة
_ هيا سنذهب
_ دعني أبقي قليلاً
_ لقد قلت سنذهب ، أمامنا يوم طويل في القصر
قالها ضاغطاً علي كل كلمة ثم التفت قاصداً السيارة فاسترعاه صوت سالم الذي همس
_ إنه معقد بالفعل ، حاولي الطلاق منه بسرعة
حينها تماماً انفجر سداد موجهاً تلك اللكمة التي كبحها طويلاً ، فصرخت سارة واقفة بينهما كحائل
_ سداد ما الذي تفعله ؟
_دعيه يضبط فمه ....
_ لم يقل شيئاً خاطئاً، فنحن سنتطلق في نهاية هذا المطاف
اتسعت عينا سداد ثم حدق بها دون تعقيب ثم نطق أخيراً
_ دعي سالم يوصلك ، فأنا معقد بما يكفي
_ ولكني لم أقصده بهذا المعني .....
_ سارة عودي إلي المنزل بسرعة فهناك مفاجأة تنتظرك
قالها ثم استاقل سيارته منطلقاً بأقصي سرعة تصل لها السيارة بينما تسمرت سارة موضعها وقد بدأ عقلها يصرخ .....
_ دعينا نذهب ...
قالها سالم فالتفت سارة إليه غاضبة
_ما الذي قلته ؟
_ لقد قلت الحقيقة ، لا تبالي لهذا الرجل إنه يحبسكِ رسمياًَ
_ إنه لا يحبسني ، وليس معقداً أيضاً
تغير وجهه ثم اقترب منها بطريقة غريبة وقد قبض علي ذراعها
_ لماذا تهتمين لأمره؟
_ ما شأنك ؟ اترك ذراعي ، إنك تؤلمني
_ ألم يسبق أن قلت أنني معجب بك
_ ما شأن هذا بسداد ، هل أنت مجنون ، اترك ذراعي
بدأ الدم يحتقن داخل عينيه بشكل غريب ثم نطق بهيستيرية وقد بدأت كلماته تصبح متقطعة
_ لست مجنوناً هل تفهمين أنا لست مجنوناً أنا فقط أحبك ، أحبك بجنون
_ ما الذي تفعله أنت تخيفني اتركني ، أنا أعرفك فقط منذ يومين، هل أنت أحمق
ترك سالم ذراعها ثم رفع يديه بمحاذاة رأسه
_لا .....لا تخافي مني ، صدقيني إنني مسالم
بدأت سارة تبكي في ذهول تام حاوط طلاب المدرسة بينما هزت سارة رأسها حسرة
_ لابد أنك مريض ما الذي تفعله
_ أنا لست مريضاً ، لا .... لا تصدقيهم ، إنني طبيعي
بدأ الرعب يدب داخل قلبها رويداً رويداً ، ثم قررت الانسحاب بينما ارتمي سالم إلي الأرض يهتز بشدة
_ لا..... لا هذا ليس طبيعياً بالمرة ، في أي مصيبة وقعت أنا
قالتها في قرارة نفسها بينما تسير مسرعة إلي سيارة الأجرة وقد بدأت يداها ترتعدان ، ثم بدأ الحزن يتدفق ليصبح جلياً علي قسمات وجهها ، إنها تود لو أن سداد لم يذهب بهذه السرعة ...........


زوجتي في الخامسة عشر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن