(لأنني أحبك)
نظرت سارة إلي بطنها فتذكرت أمر الحمل المزيف ،مرت بضعة أشهر علي تلك الخطة ، فكانت سارة تضيف المزيد من قطع القماش كل فترة ، حتي يبدو الأمر واقعي ، في تلك الشهور المعدودة الماضية لاقت سارة أفضل أنواع التعامل من كل أفراد العائلة ، فلم يعد أحداً يجرؤ علي التعرض لها بحكم الوريث الذي تحمله في أحشائها ، ولنكن واقعيين ، الوريث الغير حقيقي ، والذي لا وجود له في الأصل ....
حين اقتربت سيارة الأجرة من المنزل ، استخرجت سارة قطع القماش من حقيبتها فدستها أسفل ملابسها فراقبها السائق في حيرة ، بينما مسحت هي وجهها متظاهرة بالقوة حتي وصلت أخيراً....دلفت إلي القصر لتعود لواقعها الأليم فرأت تجمعاً كبيراً عقدته العائلة يتوسطهم سداد الذي لم يزوح نظره عن سارة
_ ماذا تفعلون ؟
قالتها سارة بينما عقدت حاجبيها حيرة
_ لقد جمعتهم لسبب نبيل
_ماذا يحدث هنا؟
_ سأطلقكِ
اتسعت عينا سارة ثم عادت تحاول استيعاب الأمر
_تطلقني ؟
_ ألم ترغبي بهذا طوال الوقت ؟
_ سداد هل جننت ماذا تقول ؟
تدخلت الجدة صارخة
_الموقف لم يكن يستدعي ردة الفعل العنيفة تلك ماذا دهاك؟
قالتها سارة مذهولة لا تعي ما يحصل
_ دعيني لا أتحدث عن هذا الموقف أمام العائلة
_ أعلم أني أخطأت
_ أنا لا أطلقك لخطأك
_ حسناً يا سداد لا تطل الأمر لقد فهمت خطأي، لم يكن الأمر سوي ؟إعجاب عابر لم يستمر ليومين علي أي حال
_ يجب أن تعلمي أنكِ زوجتي ، وإن كان قد تم إجبارك ، فأنت علي ذمتي ، لا يمكنكِ الوقوع في حب شخص آخر
_ما الذي تقولانه ، هل خانتك سارة
قالتها الجدة متدخلة فاندفعت سارة صارخة
_ أقسم أنني لم أخن أحداً
_ جدتي لا تتدخلي في هذا الأمر إنه بيننا
_ أنت تعلم عاقبة فتون إن طلقتها
قالتها الجدة مبتزة إياه فناظر سارة طويلاً وقد اعتراه الصمت
_أنا لا أطلقكِ لأنكِ أحببتِ آخر، ولا أطلقك أيضاً لأنك وقفتي في صفه ضدي ، ولا ألومك لأنك أخطاتي ، رغبت في حمايتك لأنني أعلم فمثل هذه العلاقات فاشلة ربما لم يسبق أن حذرتك أمك ولكنني الآن أحذرك
_ إذا كنت لا تتطلقني لأجل خطأي فلماذا تطلقني ؟ماذا عن فتون
أحني سداد رأسه ثم تنهد بعمق وقد انفعل
_ لأنني تعبت ، لم تعد لدي القدرة للاحتمال، احتمل منذ أشهر ولكن هذا يكفي
_ هل ضايقتك إلي هذا الحد ؟ هل كرهتني إلي هذا الحد ؟
_ ليتني كرهتك يا هذه ، كان الأمر ليكون يسيراً ، ولكن قلبي وقع في ما هو أسوء من الكره ، صار الأمر يخنقني رويداً رويداً ، ولكن من أخدع إنك صغيرة جداً ، من الطبيعي أن يميل قلبك لمن هو في سنك
_ لم أعد أفهم شيئاً!!
_ لا داعي أن تفهمي ، دعينا ننهي هذا الأمر ....
عم الصمت المكان وخيم عليه ، فلم يستطع أحدهم أن ينطق ببنت شفه ، بينما فتح سداد فمه يكاد يطلقها بينما تلعثمت الجدة ببضع كلمات ...ثم استكمل سداد
-هاكِ والدتك هنا أيضاً ..دعينا ننهي الأمر أمامها
-إلهام ما الذي فعلته ابنتك
قالتها الجدة غاضبة بينما نطقت إلهام لا مبالية
-لا شأن لي يا سيدتي بهذا الأمر ،أنا لم أتحدث إايه منذ استلمت مالي
انفجر سداد بها صارخاً وقد دوي صوته في المكان
-أي أم انت يا هذه اتبيعين ابنتك مقابل الشهره
-من انت لتحاسبني هكذا
نطقت إلهام ببرودة
ازداد غضب سداد و اردف قد ازداد صدي صوته
-انظري يا هذه ان كنت امها أو لا فلا يهمني ....من تتخلي عن ابنتها لا تكون اما ومن الآن فصاعداً سيلقي كل جزاء افعاله
-هل هذا تهديد
قالتها الجدة بحزم
سداد:اعتبريه كما تعتبريه
-احذرني
-بل انتي احذريني
ثم علت نبره صوته قليلاً فقال
-احذروني جميعكم فسداد المسالم قد ذهب سداد الخائف من الضرب انتهي ...اقسم واعيد قسمي ان من يمس شعره.... شعره واحده من راس سارة
فسآتيه في كوابيسه ساجعله يرتعد عند ذكر اسمي اتسمعون ..لم أعد أخاف تهديداتكم وسأرحم هذه الفتاة من العذاب
_لا تفعل !!!
فاجئته هذه الكلمة بينما عقد حاجبيه عجباً إذ أن سارة هي من نطقها وقد فاضت عيناها دمعاً ثم استكملت
_ لا تعدني إلي حياتي السابقة .........
قالتها ثم انخرطت في بكاء مؤلم
_هلا حظينا بالخصوصية
قالها سداد متنحنحاً فتفرق الجميع عدا الجدة التي وقفت يتطاير الشرر من عينيها
_ لا تفعل هذا يا سداد ، إياك أن تجرؤ أقسم أني أضع فتون في موقفك هذا ....فكر في طفلك
_ جدتي لا تدعيني أبدء بشتم طفلك وعاداتك ، ابتعدي عن طريقي كي لا أكسر قلبك بطريقة بشعة .
زمت الجدة شفتيها ثم ابتعدت تحوطها هالة من الشرر
_ أنا أسمعك ....
قالها سداد فرفعت سارة بصرها إليه خجلة
_ هناك....في منزل أمي ، كان علاء دائماً ما يوسعني ضرباً ، وعندما زوجوني بك ، ظننت الحياة تنتهي لدي هذا الحد ، ولكن الحقيقة ، أن حياتي بدأت في هذا القصر ، حين تكون متواجداً أبداً لا أشعر بالقلق أو الخوف ، حين تكون موجوداً أثق أن أحداً لا يمسني بضر ، لا أود افتقاد هذا الشعور .....
_ أنا آسف ولكنني حقاً أتألم ، لقد وصلت إلي هنا
قالها مشيراً إلي نحره فاندفعت سارة
_ سالم....أنا أعلم أنه أغضبك ، ولكن ما أدراني لقد تم خداعي ، حين أطال النظر إلي عدة مرات لاحظت صديقاتي ، هن دفعنني للتعرف عليه ، ولكنه لا أعرف اتخذ الأمر بشكل جدي في لحظة ،، مع أني تعرفت عليه منذ يومين إلي أنه تحول إلي مجنون بعد رحيلك اليوم ...
_ سارة افهميني ، أنا لا آبه لصديقك ، أنا لا أطلقك لأجل هذه المشكلة
_ لماذا تطلقني إذاً لماذا تجعل الأمر معقداً إلي هذا الحد؟
_ رجاءاً لا تضغطي علي
_ فيم آذيتك أنا أجبيني ؟
هنا ، وفي تلك اللحظة تماماً اندفعت الكلمات خارج فمه دفعة واحدة فلم يعد يعرف كيف يكبحها
_ أتودين أن تعرفي لماذا؟ لأنني لم أنم منذ عدة أيام ، أراكِ نائمة فلا أنام ليلي كي أراقبكِ فترة أطول ، حين أستيقظ علي صوتك ، أكاد أجن ، حين تبكين ، حين تأكلين ، حين تلعبين ، وحتي عندما تقفين بلا أي تعبير أنا أتعذب ، هل تعلمين لماذا ، بالطبع لا تعلمين ، فحين كنت أجابه هذا كله، كانت صديقاتك يوسوسن لك ، أتعلمين لماذا؟
قالها صارخاً يهز كتفيها بعنف، حتي أجابته صارخة هي الأخري
_سداد أنت تؤلم ذراعي
_أنتِ أردتِ أن تعرفي السبب فهاكي
_ لماذا يا صاح ؟لماذا؟....
_ لأنني أحبك
تردد صدي الكلمة في أذنها عدة مرات فأصدرت صفيراً مؤلماً بيينما اتسع بؤبؤيها تكاد عيناها تقفز منها وقبل أن تنطق بكلمة ، كانت الكارثة
_ سارة ليست حااامل......
أنت تقرأ
زوجتي في الخامسة عشر
Randomالطائر الذي ظن أن حريته سُلبت منه أدرك أن حريته رُدت إليه حين سُجن في قفصك ، حين قيدته غلالك حينِ أصبحتِ أنتِ زوجتي بينما لم تتجاوزي الخامسة عشر بعد