(عقاب)
-هذا مستحيل
قالتها سارة مصدومه حين أخبرها سداد بكل شئ ، وحين علمت بما جري من أحداث طوال الشهر السابق
-ولهذا لم تبحث جدتي عنك!!
-لا أعرف يا سارة ، عقلي لازال لا يستوعب هذا الجزء ، إن كذبت أباكِ في أمر إرسالها رجالها لقتلي ، فلماذا لم تبذل جهدها في البحث عني ، لماذا اكتفت بتقارير الشرطة مع أنهم لم يجدوا جثة
- أتعرف !!وددت دائماً لو أني التقيت أبي ، لكني الآن لا أرغب بلقاءه أبداً
-لا تكوني قاسية
-أنا لست قاسية يا سداد ولكنني لا أصدق ما فعله بي ، لا أصدق أنه تزوج من أمي سراً ، لا أصدق أنه لم يخبرني بأمر سجنه طوال تلك الأعوام وحين خرج لم يأتي إلي بابي لم يقل تعالي لأضمك يا ابنتي ، توقع رد فعلي فحسب دون أن يحاول ، واعذرني لكني لا أصدق والدتك لقد كنا قريبتان ولم تخبرني أنها تعرف مكان أبي
-إنني أفهم موقفك جيداً ، ولكن ربما إن استمعتي إليه...
-صدقني يا سداد لا أ ستطيع مسامحته أبداً
-إذاً لماذا تحملين تلك القلادة في عنقك حتي الآن
تنهدت سارة بعمق ثم تحسست القلادة بأصابعها ثم صمتت طويلاً ثم أغمضت عينيها بقوة ثم سحبت القلادة بقوة فنزعتها ثم وضعتها في الزاوية بهدوء
-إنكِ تخطئين
قالها سداد معاتباً بينما هزت سارة رأسها سلباً رافظة الخضوع له
-حسناً لنركز الآن علي موضوع جدتي
-ماذا ستفعل
-لن آخذ حديث عمي أمراً مسلماً بل سأسألها هي الأخري
-أعتقد أنها بالمنزل الآن، لازالت لا تعرف أنك لازلت حياً
-فهمت ، دعيني أذهب إذاً
ما إن ترك سداد الغرفه حتي انخرطت سارة في بكاء مرير فالأب الذي انتظرته لسنوات تخلي عن ضمها إليه واستمر يداوم الخطأ بعد الخطأ ،فلم يحاول إصلاح أخطاءه السابقة بل زاد من الطين بلة ..
أما سداد فانطلق إلي ساحة القصر حيث اعتادت جدته أن تجلس ، كانت تطالع التلفاز متحمسة فسحب سداد القابس مطفئاً إياه ، التفتت الجدة غاضبة فتوقفت عيناها عنده
-سداد؟!!
-نعم سداد هل تفاجئتي ؟
_ ولكن كيف ؟ أنت ....لقد؟
_ للأسف رجلك الذي أرسلته خلفي لم ينجح بمهمته
_عم تتحدث أنت يا صغيري
_ أنت تعرفين جيداً عم أتحدث
_ حقاً أنا لست أفهمك
تنهد سداد محاولاً تمالك أعصابه ثم عاد يتحدث ببرودة أعصاب
_موت أمي ...، و الرجال الذين أرسلتهم خلفنا ، كلها كانت خطة كبيرة أنت أقحمتنا داخلها
_ ما الذي تهذي به
_ جدتي احترمي ذكائي قليلاً ، لا تدعيني أغضب د_ لقد جننت حقاً ، أخبرني أنت كيف عدت، ما الذي حصل معك
هنا انقلب وجه سداد ثم بدأ الدم يتدفق نحو وجهه ، بدأت أنفاسه تتناقص ، حتي كاد يقتلها فالدم يغلي في عروقة ثم بدأ يصرخ
_ أنتِ قتلتها ..
_ من قتلت
_ لا تتظاهري بالبراءة ..أنت تعلمين جيداً عم أتحدث ، أنتِ تفهمينني جيداً
_ لا يا بني ..لقد فهمت بشكل خاطئ غالباًن من سمم عقلك بهذه الترهات
قالتها بينما يشع التوتر من بين شفتيها ...تنهد سداد غاضباً
_ لا شأن لكِ بمن أخبرني بتلك الأمور ، أريد أن أعلم شيئاً واحداً ، ما طينتك أنت؟ هل هناك قلب داخل هذا القفص الصدري بربك ؟
_ بني أياً كان من أخبرك بتلك الأمور فهو كاذب لا تصدقه أنا لا شأن لي
_كفاكِ كذباً لقد فاض الكذب من فمك
قالها صارخاً بأعلي صوت لديه ، يخرج غضبه المكبوت ، بينما اجتمع أهل المنزل يتساءلون عما يحصل
_ اغربوا إلي غرفكم
قالتها الجدة فاركة يديها بينما نهضت من موضعها مستندة علي عصاها متلعثمة
_صدقني أنا لم أفعل إنه علاء
_ ماذا فعل علاء
_كل ما أردته منه هو إخافتها ، وإخافتكما ولكنه....
هنا ظهرت التجاعيد علي وجه سداد معلنة عن أجمة غضبه ، فاقترب منها ممسكاً إياها بتلابيبها بينما كادت تسقط أرضاً وقد ارتعد جسدها ..
_ سداد ، لا تفعل ، لأفدي روحك لا تفعل
قالتها الجدة خائفة بينما بدأ سداد يرتجف غضباً
_ سأدفنكِ هنا ...نعم سأدفنك
_ سداد توقف رجاءاً
قالتها سارة فالتفت إليها تكاد مقلتيه تقفز منه
_ إنها جدتك ، لا تلوث يديك بها ، دعنا نغرب من هنا ولا نعود أبداً .
ترك سداد ياقتها ثم أخذ يستنشق الهواء حوله حتي كاد هواء الغرفة أن ينفذ
_ أخطاءك غير معدودة ...أولاً زواجي من سارة ، ولنتجاوز تلك الخطوة ، بل تعذيبك لسارة وحرقك لها ، وضربي ...وإن تجاوزنا هذا كله ، نأتي لأمر الإرث ، مع أنكِ لا تحبين سارة أو والدتها إلا أنكِ تزوجينني منها ..من جهة للاستيلاء علي مالي ، ومن أخري لتنفيذ العادات ، وعندما تجابهك أمي ..تقتلينها
قالها ثم توقف عن الكلام لوهلة بينما بدأت الجدة بالبكاء
_ وفري دموع التماسيح خاصتك ...هذا الأمر لا يترك بدون عقاب ...رسمياً أنتِ مفلسة الآن
_ماذا ؟
_ يمكنك البكاء بشكل جدي الآن، علكِ تذكرين أمر الدين الذي وقعتِ به
_ من أين تعلم بأمر الدين
_ ولكنه عيبٌ في حقكِ يا جدتي!!لم تخبري العائلة بأمر الدين ، أتعرفين من داينكِ..دعيني أخبركِ إذاً ....إنه السيد آدم
_ ابني!!
_نعم ابنك ، أنتِ مفلسة بفضلة ، ولأنكِ لن تحصلي علي قرش واحد من أموال أبي ، فأنتِ رسمياً بلا مالٍ حالياً ، وبالنسبة لأهل هذا القصر ....فمن شاهد عذاب سارة فزاد منه ..فمصيره كمصيركِ أما من عاونها فمرحبٌ به في قصري
_ كيف تفرط بجدتك
اقترب سداد من وجهها ثم همس
_كما فرطِ أنت بزوجكِ، بأمي ، بأبنائك ، وحتي بأحفادك ...فرطِ بكل شئ لأجل المال ..فتفضلي ها هو مالك ...بالمناسبة لابد أن الشرطة ستجد دليلاً ضدك عاجلاً أم آجلاً ..أنصحكِ بالاختباء لفترة ..
التفت سداد يهم بالمغادرة فاستوقفته تلك المكالمة التي أجابت الجدة عنها
_علاء...هل وجدتم منزله؟
أجاب الطرف المقابل بينما توقف سداد عندما سمع اسم علاء بينما استكملت الجدة رداً علي الطرف المقابل
_ لقد أنهي كل شئ ، لقد دمرني ، ذلك الوغدوانتزع كل شئ من بين يدي ، دمر تخطيط اعوام...اقتلوه...
أنت تقرأ
زوجتي في الخامسة عشر
Randomالطائر الذي ظن أن حريته سُلبت منه أدرك أن حريته رُدت إليه حين سُجن في قفصك ، حين قيدته غلالك حينِ أصبحتِ أنتِ زوجتي بينما لم تتجاوزي الخامسة عشر بعد