(الأمل يتلاشي)
المنزل خاوٍ تقريباً ، إنها الثانية عشر منتصف الليل ، الهدوء قاتل في المنزل والظلام دامس ، شمعة صغيرة سارت سارة علي هداها ، وتسللت علي ضوءها الخافت ، تتلفت حولها بحذر ، سارت علي أطراف أصابعها حتي بلغت ذاك الباب الضخم ، الذي قد يصدر ضجيجاً مسموعاً حال فتحه ، حولت مسارها نحو الباب الخلفي ؛ ففتحت الباب برفق ثم خطت أولي خطواتها نحو الحرية ، تلتها خطوات سريعة نحو اللامكان ، أطلقت قدماها للريح ، ركضت وركضت نحو الشجيرات القريبة ، حتي شعرت بأقدام تتبعها ، الشجيرات تهتز هناك وكأن أحدهم يراقبها ، أحدهم هناك بالفعل ، لم تتوقف سارة عن الركض متمسكة ببارقة الأمل اللأخيرة
_ساارة
صرخة صرخها صوت غليظ أتي من خلفها ؛ فالتفتت نحو مصدر الصوت فزعة ، إنه عمها الأكبر يأتي نحوها مسرعاً ، زاد توترها كما زادت سرعتها ، ولكن إلي أين ؟؟وإلي متي ؟، إلي متي ستتحمل رئتيها تلك المشقة ، شعرت بالاجهاد أخيراً حين تعثرت قدمها منهية الأمر برمته ، بدأت تلتهم الهواء حولها التهاماً ثم زحفت رافضة الاستسلام ، معلنة الحرب ضد تلك العائلة ، ولكنهم سيمسكونها لامحالة ، أحد الرجال وصل إليها أإخيراً فأمسك خصلات شعرها في غلظة
_ أيتها النكرة البائسة ، إلي أين تظنين انكِ ذاهبة ؟
قالها ثم صفعها صفعة قوية طرحتها أرضاً ثم رفع يده يهم بضربها فاستوقفه صوت مألوف
_عمي !!
قالها سداد صارخاً فالتفت إليه عمه مندهشاً
_ لم تعهد عائلتك الكريمة رجال يضربون نساءهن
_ لا شأن لك
_ اترك الفتاة وإلا.....
_ وإلا؟؟
_ أطلقها
_ أن تعلم جزاءك إن طلقتها ، لن ترغب في وضع أختك في ذاك الموقف الصعب
قبض سداد علي يديه أكثر فأكثر ثم أطال النظر إلي عيني سارة
_ اترك أمرها لي
_ هل ستضربها ؟؟
_ نعم،سأعاقبها علي محاولتها للهرب
ابتسم عمه ابتسامة ماكره ثم قذف بسارة إلي قدمي سداد
_ دعوا الزوج يؤدب زوجته
قالها مشيراً للتابعين الذين انتصبوا جانبيه فرحل ثلاثتهم مبتعدين
_ هذا ما يحل بصائدات المال
قالها سداد مكشراً عن أنيابه
_ تباً لمالك يا صاح
أخرجت تلك الجملة من أعماق قلبها، من البقعة المتألمة من قلبها ، فأصدرت صدي موجعاً
_ عودي إلي المنزل ، قالها متجاهلاً جملتها الأخيرة
_ألن تضربني
_ وهل أنتِ شغوفة لضربي لكِ
_ أنا لن أعود إلي ذلك المنزل مرة أخري
_وأنا لا أضحي بأختي لأجلك أبداً
ابتلع الصمت سارة لبضعة دقائق محاولة استيعاب الوضع ، ولكن دون جدوي من هي أخته وما علاقتها بهذا الأمر
_ هل أنت كنت بين الشجيرات ؟
_ ما الفرق؟
_ هذا يعني أنك ترغب برحيلي عن هذا المكان ، لقد تبعتني دون الإمساك بي
_ عودي إلي المنزل
_ ماذا إن لم أعد هل تضربني ؟؟
توقف سداد لثوان ثم فرك رأسه في قلة حيرة
_ إن لم تعودي إلي المنزل ستقع فتاة بمثل عمرك في هذا المأزق
_ هل أختك ؟؟
قبل أن يجيب سداد سؤالها كان صوت الجدة قد اصطدم بأذني سارة
_ ستقتلني
قالتها سارة تتجلي عليها معالم الخوف بينما بدأ ظل الجدة يقترب
- أيتها الناكرة للجميل ، ألبسناها الحرير ، زيناها بالذهب ، وأطعمناها في أطباق من فضة ، لتهرب أخيراً
صرخت الجدة فانتفض جسد سارة بينما اتخذت من سداد ساتراً
_جدتي لا داعي لمحاضراتك الطويلة
قالها سداد مشفقاً علي حال سارة
_اقطع صوتك، أنا اؤدب تلك الفتاة
_ لقد أدبتها ، لا داعي
_ كيف أدبتها
_ حسناًُ لا تطيلي الأمر يا جدتي لقد تعاملت مع زوجتي
_أحسنت يا ولدي الهمام ، هكذا هم أفراد عائلتي
وقفت سارة متسمرة تنظر إليه بتعجب فهو لم يلمس خصلة من خصلاتها !!
_ هيا عودي إلي المنزل
قالتها الجدة صارخة فتحركت سارة بخطيً وئيدة تشيعها نظرات سداد الذي تسمر موضعه ، بينما دارت إشارات الاستفهام حول سارة ، ما باله هذا الفتي ، هل تزوجها مجبراً ؟؟........
أنت تقرأ
زوجتي في الخامسة عشر
Randomالطائر الذي ظن أن حريته سُلبت منه أدرك أن حريته رُدت إليه حين سُجن في قفصك ، حين قيدته غلالك حينِ أصبحتِ أنتِ زوجتي بينما لم تتجاوزي الخامسة عشر بعد