الفصل الخامس والعشرون

5.2K 169 4
                                    

(عمرٌ جديد) 
في المرة التالية التي استيقظت سارة فيها كانت فتون هي أول من رأت
-ضع يدك أسفل رأسها كي لا تسقط
كانت فتون تحادث أحداً بالغرفة، التفتت سارة نحو الصوت المألوف الآخر ، إنه سداد مرة أخري
-فتون!
التفتت فتون إليها تملأ وجهها الابتسامة فاستكملت سارة حائرة
-من تحادثين
عقدت فتون حاجبيها عجباً ثم ناظرت سداد متعجبة
-لا بأس يا فتون يمكنك الخروج
قالها سداد فابتعدت فتون تاركة الغرفة ، بينما جلس سداد علي طرف الفراش يحمل نيرمين
-إنها جميلة
- أكاد أجن ...
تنهد سداد بعمق ثم قبض علي يداها بقوة وأردف
-لم أمت....عليكِ تصديق الأمر ببساطة، لم أمت فحسب ، منحني الله عمراً جديداً ربما لأجل هذه الطفلة ولأجلك
-أنا لا أصدق...لابد أنه حلم جميل آخر سينتهي في الصباح
-إنه بالفعل حلم جميل ولكن أعدك أنكِ سترين وجهي حين تستيقظين غداً إنني هنا
-ولكن....
-صدقيني سأشرح لك الأمر كله بحذافيره ، ولكن دعيني أشبع منكما أولاً
عادت سارة تمد يداها إلي وجهه تتحسسه ثم اقتربت من ملابسه تشتمها ثم عادت تنظر داخل عينيه
-إنه أنت بالفعل
قالتها ثم ارتمت إليه جاهشة بالبكاء تقبل وجهه بهستيرية كالأم التي لاقت طفلها أخيراً بعد طيلة غياب ، صارت استنشق رائحته فتملأ رئتيها بها علها تشبع منه ، بينما لازال قلبها مغيباً عن الأمر الواقع ، و عقلها لازال يؤكد لها أنه مجرد حلم قصير المدي ، ولكنها ستستمتع بلحظات ذلك الحلم حتي تشبع منه ، صارت تتحسس وجهه ثم تعود لتقبيله دون توقف ، فبعد أن ظنت أن تلك القبلة التي قبلها إياها يوم فارقها كانت الأخيرة اكتشفت أنها ليست كذلك ، ظلت سارة تبكي بينما لف سداد ذراعه حولها بقوة يكاد يعتصرها ، يود لو أنه يغرق داخلها ، بينما تجمعت الدموع داخل عينيه بدوره ، ثم تمالك نفسه أخيراً وعاد ينظر إلي عيني نيرمين
-ويلي!
-ماذا؟
-عيناها تشبهان عيناكِ إن كانت عينيكِ تنومني مغناطسياً فما بالك بأربعة عيون تطالعني، أنا هالك لا محالة..
ابتسمت سارة ابتسامة ظهرت علي فمها لأول مرة منذ شهر كامل
-نعم هكذا، لا تتوقفي عن الابتسام ..
قالها ثم قبل رأسها وعاد يداعب الصغيرة ، بينما جاور سارة الفراش فحاصرت سارة احدي ذراعيه بينما احتلت نيرمين الآخر فلف ذراعيه حولهما بينما شعر بالطمئنان لأول مرة منذ زمن بعيد....

زوجتي في الخامسة عشر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن