(ماتت!!)
الموت، وما هو الموت ، دعوني أشرح لكم الموت هو أن يطعن خنجر في قلوب أحبائها ، الموت هو أن تصبح الأيام تعيسة بعدها ، الموت أن تفقد كل معنيً كان للحياة في وجودها ، الموت أن تموت معها رغم أنك حي ترزق ، ولكنن جسدك يصبح مجرد جسد بلا حياة أو روح ، الموت ان تتوقف نبضات قلبها ، الموت أن يتوقف صدي صوتها من المكان ، وأن تتوقف عيناك عن رؤيتها ، الموت هو النهاية ......دعونا نري ما هو الموت في نظر سداد؟
قبل عدة ساعات دلف سداد إلي غرفة أمه بعد أن طرق الباب عدة مرات دون رد ، فوجدها في قيلولتها القصيرة المعتادة ، ولكن المسكين لم يعي للوهلة الأولي أنها ليست مجرد قيلولة عادية تستمر لساعات ، فتلك القيلولة من نوعٍ مختلف ، تلك القيلولة أبدية ، عندما حاول إيقاظها عدة مرات دون جدوي بدأ عقله يستصرخ مستنجداً ، فالأفكار متضاربة في رأسه ، عقله يصرخ رافضاً التصديق ، لقد قال الطبيب بالأمس أنها بخير ، قال أن حالتها في تحسن ملحوظ ولكن ما يراه سداد الآن يثبت العكس، فنبضاتها تكاد تكون منعدمة ، يحاول البحث عن نباضتها كالمجنون لكن دون جدوي ، يحاول إقناع نفسه أنه محض تخيل ، ولكنه واقعٌ مؤلم ، أين النبضات ، وأين القلب؟الآن يعلم سداد ما هو الموت ، الآن يٌطعن سداد بخنجر مسلول ، الآن تفني حياته مع حياتها ، فقد كانت كل شئ ، كانت وبلا أي مبالغة كل شئ ، فكيف يصدق أنها ذهبت بتلك البساطة ، كيف يصدق أنه سيستقظ صباح الغد التالي فلا يجد لها أثراً ، كيف يصدق أنه سيدلف إلي مطبخ المنزل فتفتقد أنفه عبق طعامها ، كيف يصدق أنه حين يتذوق الطعام بعد اللحظة سيفتقد ذلك المذاق المميز ، الذي كانت تبهره بها أيديها، كيف يصدق أن تسبقه في الموت مع أنه دعي ربه لسنوات أن يسبقها علي الأقل كي لا يموت مرتين ، لا يريد التصديق فجلس في منتصف غرفتها يصرخ بأعلي صوته ، ليصدر صوته ذلك الصدي المؤلم الحارق ، ليخرج مع تلك الصرخه تلك الأفكار التي شتت تفكيره، ولكن المزيد من الأفكار تتراكم فوق رأسه ، إنها تتكاثر لا إرادياً حتي كادت تقتله، حتي صارت له ثعباناً فتاكاً سيعتصر أحشاءه في تلك الدقيقة فيذهب مع أمه إلي المكان الذي ستذهب إليه ، فلينهي أحدهم هذه الحياة فلم تعد مجدية بعد الآن......
أنت تقرأ
زوجتي في الخامسة عشر
Randomالطائر الذي ظن أن حريته سُلبت منه أدرك أن حريته رُدت إليه حين سُجن في قفصك ، حين قيدته غلالك حينِ أصبحتِ أنتِ زوجتي بينما لم تتجاوزي الخامسة عشر بعد