الفصل السادس عشر

6.3K 176 2
                                    

                        (ماتت!!)
الموت، وما هو الموت ، دعوني أشرح لكم الموت هو أن يطعن خنجر في قلوب أحبائها ، الموت هو أن تصبح الأيام تعيسة بعدها ، الموت أن تفقد كل معنيً كان للحياة في وجودها ، الموت أن تموت معها رغم أنك حي ترزق ، ولكنن جسدك يصبح مجرد جسد بلا حياة أو روح ، الموت ان تتوقف نبضات قلبها ، الموت أن يتوقف صدي صوتها من المكان ، وأن تتوقف عيناك عن رؤيتها ، الموت هو النهاية ......دعونا نري ما هو الموت في نظر سداد؟
قبل عدة ساعات دلف سداد إلي غرفة أمه بعد أن طرق الباب عدة مرات دون رد ، فوجدها في قيلولتها القصيرة المعتادة ، ولكن المسكين لم يعي للوهلة الأولي أنها ليست مجرد قيلولة عادية تستمر لساعات ، فتلك القيلولة من نوعٍ مختلف ، تلك القيلولة أبدية ، عندما  حاول إيقاظها عدة مرات دون جدوي  بدأ عقله يستصرخ مستنجداً ، فالأفكار متضاربة في رأسه ، عقله يصرخ رافضاً التصديق ، لقد قال الطبيب بالأمس أنها بخير ، قال أن حالتها في تحسن ملحوظ ولكن ما يراه سداد الآن يثبت العكس، فنبضاتها تكاد تكون منعدمة ، يحاول البحث عن نباضتها كالمجنون لكن دون جدوي ، يحاول إقناع نفسه أنه محض تخيل ، ولكنه واقعٌ مؤلم ، أين النبضات ، وأين القلب؟الآن يعلم سداد ما هو الموت ، الآن يٌطعن سداد بخنجر مسلول ، الآن تفني حياته مع حياتها ، فقد كانت كل شئ ، كانت وبلا أي مبالغة كل شئ ، فكيف يصدق أنها ذهبت بتلك البساطة ، كيف يصدق أنه سيستقظ صباح الغد التالي فلا يجد لها أثراً ، كيف يصدق أنه سيدلف إلي مطبخ المنزل فتفتقد أنفه عبق طعامها ، كيف يصدق أنه حين يتذوق الطعام بعد اللحظة سيفتقد ذلك المذاق المميز ، الذي كانت تبهره بها أيديها، كيف يصدق أن تسبقه في الموت مع أنه دعي ربه لسنوات أن يسبقها علي الأقل كي لا يموت مرتين ، لا يريد التصديق فجلس في منتصف غرفتها يصرخ بأعلي صوته ، ليصدر صوته ذلك الصدي المؤلم الحارق ، ليخرج مع تلك الصرخه تلك الأفكار التي شتت تفكيره، ولكن المزيد من الأفكار تتراكم فوق رأسه ، إنها تتكاثر لا إرادياً حتي كادت تقتله، حتي صارت له ثعباناً فتاكاً سيعتصر أحشاءه في تلك الدقيقة فيذهب مع أمه إلي المكان الذي ستذهب إليه ، فلينهي أحدهم هذه الحياة فلم تعد مجدية بعد الآن......



زوجتي في الخامسة عشر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن