(ولنا في القصاص حياة)
يومان كاملين مرا علي اختطافها و لم يأتي خبر ...لا اتصال ، ولا جواب ....ولم تأتي سداد إجابة واضحة من جدته حين هرع إلي السجن يستجوبها...أقرت أنها لم تأمر علاء بأمر كهذا ..حتي اعتقد سداد أن علاء لا يمت للأمر بصلة ..أما سارة فأصبح نهارها كليلها ..لا يغمض لها جفن منذ يومين ولم تضع سوي الماء في حلقها بعد إجبار من سداد...وكانت إذا غفت انتفضت صارخة باسم نيرمين...حتي كاد سداد يفقد هدوءه هو الآخر ..لا يعرف هل ينتظر ذاك الاتصال اللعين أم يكسب الوقت فيبلغ الشرطة؟!
***********
علي الطرف الآخر من المدينة كانت إلهام قد اشترت بيتاً فخماً بعد المال الوفير الذي كسبته من الجدة ولكن بعد أن تم القبض عليها توقف تدفق المال وقد بدأ صاحب المنزل يطالب بالإيجار...
دخل علاء ألي المنزل بحذاءه المتسخ ثم ارتمي إلي الأريكة ناظراً إليها باشمئزاز
-هاتي نقوداً
-انتهي
-ما الذي تقولينه أيتها المرأة
تركت إلهام ما كانت تفعله ثم نظرت إليه تكاد تنقض عليه فتقتله
-لقد قلت أنها انتهت ...أنت أنهيتها علي زجاجات النبيذ خاصتك
-وكأنكِ لم تشاركيني تلك الزجاجات
-افهم يا هذا نحن عالقان في قعر الجحيم الآن
-لا تقلقي ...لم نصل إلي قعر الجحيم بعد
-ماذا فعلت مجدداً هل سرقت بنكاً
-سرقت ما يعادل البنك
-ماذا فعلت يا مصيبة رأسي؟!
-اختطفت حفيدتك
-ماذا فعلت؟
قالتها بينما تصك صدرها شاهقة
-ما بالك اندهشت ..وكأنكِ تهتمين
-أيها الأحمق ، ألا تعرف مع من تعبث ، سداد يقتلك ويقتلني معك ...إن كان قد أرسل جدته إلي السجن دون شفقه فماذا يفعل بنا
-إن كان عاقلاً لا يفعل شيئاً ..وحتي لا يجرؤ علي الاتصال بالشرطة
-منذ متي وهي برفقتك
-منذ يومين
-ويحك يا علاء ألم تتصل علي الأقل لتطلب فدية؟
-لا ...دعيهم ينخروا ذاتهم قليلاً ...
- يا لك من أحمق كيف سنخرج من هذا المأزق الآن
-أنا أتصل بهم الآن لا تصرعي رأسي
-لعنك الله يا هذا ..ستحرقنا جميعاً
تنهد علاء متمللاً ثم أمسك هاتفه واضعاً إياه علي أذنه
- سامحك الله يا صهري ألم تعرفني ..أنا علاء
جاءه صوت سداد من الطرف الآخر بينما انتصبت إلهام تفرك أصابعها ثم استكمل علاء
-ولكن لا تفعل هذا يا صهري ففي النهاية حفيدتي إلي جانبي ..وأنت تعرف جيداً ماذا تفعل...تلتزم بأدبك وتأتي ألي العنوان الذي سأرسله إليك وتملأ حقيبتك بالمبلغ الذي سأطلبه منك
قالها ثم أغلق الخط غير معقب
بينما علق نظر سارة في الهواء بعد تلك المكالمة
-سأذهب إليها
قالها سداد مندفعاً بينما اندفعت سارة بدورها
-سأرافقك
-خطر للغاية...ابقي هنا.
-سداد إنها ابنتي
قالتها صارخة بينما تنهال دموعها
-إنها ابنتي أيضاً ..
نهضت سارة متجاهلة إياه جامعة أغراضها بينما تبعها في صمتٍ لا يعرف بم يعقب ثم استقلا السيارة إلي المكان المنشود في صمت دون أن يعقب أحدهما حتي وصلا إلي ذاك المكان المهجور المتداعي ...ترك سداد السيارة متنهداً فهمت سارة بالنزول
-ابقي في السيارة
-ولكن..
-سارة لا تتعبيني أكثر وابقي في السيارة
-حسناً ...ولكن إن لم تخرج في غضون خمس دقائق سأدخل أيضاً
-لا تكوني عنيدة ولا تتحركي من هنا مهما حصل
قالها ثم هرع تاركاً إياها قبل أن تنطق بجملة أخري ثم دلف إلي المكان في توجس ...مكان متهالك تفوح رائحة نتنة من أركانه بينما يتوسطة مصباح خافت الضوء
-علاء أين أنت أيها الرعديد ..اخرج
تنحنح علاء خارجاً من احدي الزوايا بينما أمسك سداد السلاح علي خصره كردة فعل طبيعية
- ارمي سلاحك يا صهري فهذا لا يجوز
-أنا لست صهرك أو ما شابه أين هي نيرمين
-حفيدتي في أمانتي
-لا تنادها بحفيدتي يا هذا وإلا أدفنك هنا
-دعنا ناحدث عن الأمور الهامة هنا..أين المال
-ها هو...أين الفتاة
طرقع علاء أصابعه فظهرت إلهام تسحب الطفلة
-نيرمين لا تخافي يا ذات عيني النعناع والدك هنا
قالها سداد حين رأي الذعر جلياً علي وجهها ثم استكمل مخاطباً علاء
-هات الفتاة وخذ المال
-لا يا صهري أنا لست أحمقاً ..ارمي سلاحك أولاً
-حسناً حسناً
قالها بينما يلقي سلاحه بعيداً
-هات الفتاة الآن
-إلهام لا تتركي الفتاة
-ولكن المال...
لم تكد إلهام تنهي جملتها حتي ارتمي علاء علي سداد يضربه بعد أن أصبح مجرداً من السلاح ...وبالطبع كان علاء ذو بنية قوية تتغلب علي قوة سداد فكانت نيته أن يرهق سداد ويصحب الفتاة وينطلق ويطالب بالمزيد من المال ...
أمسك علاء برقبة سداد يكاد يخنقه بين صرخات إلهام و نيرمين المتلاحقة حتي أوقفت تلك الطلقة الزمن ...ضغطت سارة علي زناد السلاح الذي التقطته من علي الأرض منذ قليل ...ومع أن يداها ارتجفتا طويلاً إلا أنها أطلقت الرصاصة عليه أخيراً ..بينما انتصبت إلهام وقد اتسعت عيناها وقد تركت ذراع نيرمين لا إرادياً فركضت تختبئ خلف والدتها
-ماذا فعلتِ
قالتها إلهام بينما بدأ سداد يسعل بقوة ملتقطاً أنفاسه أخيراً ...غيرت سارة مسار فوهة السلاح إلي والدتها تنهال دموع الصدمة علي وجنتيها
- قتلته...نعم هذا ما فعلته ، لقد كاد يقتل زوج ابنتك ..حتي أنه لن يمانع في قتلي وقتل ابنتي ..أتعلمين لماذا قتلته!!..لأن أمي لم تنهر زوجها حين غازلني ، لأن أمي لم تعاتب زوجها حين ضربني ، لأن أمي لم تلاحظ أن لها ابنة ، لأن أمي كانت تعلم كل شئ ...كانت تعلم أن زوجها قاتل ولكنها لم تمنعه علي الأقل لم تطلب الطلاق منه ..لأن أمي كانت قد باعتني يوماً...ولكن أتعلمين ...بسببكٍ أنتِ أنا مع سداد الآن ..ظننت أن الحياة ستكون علي ما يرام بعد الآن وأننا في مأمن ولكن زوجك لازال يلاحقنا
-سارة ناوليني هذا السلاح ..
قالها سداد محاولاً تهدئتها بينما ألقت سارة السلاح وقد غزت صوت سيارات الشرطة المكان
-مكانك خلف القضبان يا أمي ..هذا أقل عقاب لما فعلته لي ..
نهض سداد مترنحاً متجهاً نحوها فضم نيرمين إليه مانعاً إياها من رؤية هذا المشهد البشع ...ثم عاد يضم سارة هي الأخري بينما تدخلت الشرطة ملقية القبض عليها . ...
أما ما حصل فيما بعد فيمكنكم تخيله علي أي حال ..بالطبع لا تخلو الحياة من المشكلات إلا أنهم تخلصوا من أكبر مشكلاتهم ...ورغم أنهم فقدوا الكثير من الأحبة في تلك المغامرة إلا أنهم وجدوا بعضهم البعض في نهاية المطاف ...استطاعوا مجابهة تلك العاصفة بكل أمواجها ورعدها مروراً إلي بر الأمان..إنها ليست النهاية وإنما هي بداية حياة ملؤها السعادة والحب ...تمت بحمد الله...
أنت تقرأ
زوجتي في الخامسة عشر
Randomالطائر الذي ظن أن حريته سُلبت منه أدرك أن حريته رُدت إليه حين سُجن في قفصك ، حين قيدته غلالك حينِ أصبحتِ أنتِ زوجتي بينما لم تتجاوزي الخامسة عشر بعد