الفصل الرابع والعشرون

5.3K 156 10
                                    

(قفزة قوية بالأحداث)
اتسيقظت كالعادة علي صوت نيرمين المزعج ينبؤ بصباحِ بائس آخر ، تنحنحت سارة في قراشها ثم التفت إلي مهدها فألقت عليها نظرة سريعة
_ فليأخذها احدكم من هنا.....لا أريدها
قالتها صارخة فهلعت فتون إليها ثم حملت الصغيرة وألقت نظرة مشفقة علي وجه سارة المرهق ، فالشهر السابق كان من أصعب الشهور علي الإطلاق، بعد وفاة سداد عادت سارة إلي القصر بعد أن رفضتها أمها ،عاشت سارة أياماً مروعة فكانت تستيقظ كل ليلة باحثة عنه ، ثم يبدأ الصراخ الغير منقطع كالعادة، وكم من ليالٍ سهرت فيها لم يغمض له جفن ، تظن أن زوجها سيدخل من هذا الباب في أي لحظة...كانت حالتها تسوء كلما دلفت إلي غرفته بل كلما رأت مكاناً قد اعتاد أن يجلس أو يقف فيه ، حتي صار القصر برمته كالكابوس بالنسبة إليها، وعلي نحو غريب فقد كانت الجدة تلبي حاجياتها وتعمل علي راحتها ، ربما لأنها تحمل ولي العهد ، ويوماً بعد يوماً ازدادت حالة سارة الصحية والنفسية سوءاً ، حتي مر الشهر الأخير لحملها علي نفس الحال ، بل إنها حاولت إجهاض طفلها عدة مرات ، حتي جاء ذلك اليوم الذي جاءت فيه نيرمين علي مضض ، تقبلتها بصدر منغلق إذ أنها تشبه والدها شبهاً كبيراً فكانت كلما نظرت إليها تذكرت الأيام الخوالي فعادت تكاد تجن ، بل وإنها في الفترة الأخيرة بدأت تتحدث إلي الفراغ أمامها علي أنه سداد،  لقد كادت سارة تفقد عقلها بالفعل...
تنهدت سارة بعمق ثم تركت فراشها متجولة في الغرفة ، ثم لجأت إلي الزاوية التي اعتادت أن تجلس فيها حين كان سداد حياً ...وأسندت رأسها إلي الحائط ...، طرق الباب عدة مرات فلم تعره سارة اهتماماً حتي انفتح أخيراً، تجاهلت سارة أمر فتون فهي في الغالب ستجلب لها نيرمين لترضعها ....تظن سارة أنها إن لم ترضعها ستموت ثم سينتهي الأمر ، ومع أنها  رغبت دائماً في احتضانها واشتمامها إلا أن شبهها الكبير بسداد كان دائماً ما يعيقها ...جلس أحدهم جوارها فالتفت إليه لا مبالية
_سارة ؟
قالها سداد في هلع
_ حلمٌ آخر ...
_ يا الهي كم اشتقت إليكِ
قالها وقد بدأت الدموع تهزم جفنيه بعد ان حاول كبحها
_ متي أستيقظ انا؟
_ سارة ، هذا ليس حلماً...
_ أنت محض خيال، ابتعد عن طريقي لقد تعبت توقف عن ملاحقتي ..لا أريد العودة إلي المصحة
عقد سداد حاجبيه  عجباً ثم مد يده لتحتضن يداها، في تلك اللحظة انتفضت سارة بقوة معيرة إياه كل اهتمامها،ثم عادت تمسك رأسها بقوة
_ سارة صدقيني هذا ليس حلماً أعلم أن الأمر محير ولكني عايشت أشياءاً غريبة مؤخراً
_ أعلم أن هذا الحلم سينتهي ، سينتهي!!
_ سارة
قالها سداد مشفقاً فرفعت سارة يديها ببطء نحو وجهه تتحسسه، انتفضت فجأة ثم تركت الزاوية ثم صارت تتراجع ذعراً
_ كيف؟ ولكني وجدت دمك هناك سمعت صوت تلك الرصاصة
_ ولكنك لم تجدي جثتي هناك
_ هذا ليس ممكنناً ...مستحيل
_سأروي لك كل شئ
_ لا أنت لست حقيقياً ...
_ سارة اهدئي.
انفعلت سارة ثم بدأت تبكي وقد جعلت أصابعها في أذنيها تحاول صده بينما تردد في هلع مستحيل مستحيل حتي فقدت الوعي اخيراً..








زوجتي في الخامسة عشر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن