الحفل
في اليوم التالي عندما كانت حبيبة تحدث تيا هاتفيا، اخبرتها تيا انها تاكدت من طوني ان كارلا قادمة لحفل عيد ميلاد زين الليلة وانها يجب ان تفعل شيئا حيال ذلك ، ستاتي تلك الشقراء بشعرها الطويل وجسدها الكثير مرتدية ما يخطف الاعين ،واهم عينان يجب الا يثخطفا هم اعين محمد ان ارادت ان تمضي وقت معه الليلة..
حبيبة :" ماذا عساي ان افعل ؟"
تيا :" لا ادري.. لما لا تخبريه الليله انك معجبة و تنهين تلك القصة المملة؟!"
حبيبة" هل جننت يا تيا؟! لن افعل ذلك طبعا.. ثم اي قصة مملة؟"
تيا:" حبيبة عزيزتي كلنا نري اعجابك به، ونري غيرته عليك واهتمامه بك.. بالله عليك لقد غبت عن عملك يومان من اجله!.. ماذا تسمي ذلك يا فتاه؟ كوني مقدامة ... اخبريه..لا تتركي تلك الساقطه تسرقه منك، هو بداء يملها.. حتي زين احس بذلك .. انها فرصتك الان"
برغم من ثقة حبيبة ان تيا كل ما يهمها و هو مصلحتها الا كلامها استفزها جدا فردت قائلة:"مالفرصة في ذلك؟!! ان كان يرغب بها و تلك الفتاه هي ذوقه ويفضلها ، فهو لا يلزمني في شيء! انا لن انتهز فرصة ملله منها!.. ان لم يكن هو يريدني وكل ما يتمناه هو ان اقبل به؛ فانا لا اريده..."
ثم احست ان نبرتها كانت حادة علي صديقتها الوحيدة فعادت وقالت :" تيا اسفة ان كنت احتديت ولكن اغاظتني فكرة انني انتظر فرصتي معه.."
تيا :" لا بأس عزيزتي .. افهمك، لديك وجهة نظر سليمة، لا ادري مالذي دفعني لقول ذلك.. ربما لاني اري انكم مناسبان جدا لبعضكما وكلي امل ان تصبحا معا.."
حبيبة:" نقول في بلدنا مثل في تلك المناسبات ما معناه ان هذه الاشياء مسألة قدر.."
تيا :" وانا اوؤمن ان قدركما ان تكونا معا.. حسنا.. لقد غبت عن عملي كفاية يجب ان اذهب الان.. اراكي ليلا .. استاتين مع محمد؟"
حبيبة:" اعتقد هذا.. أراكي ليلا.. وداعا"
لم تدر ان كانت حانقة ام سعيدة، فقد ضايقها خبر وجود كارلا وضايقها ما قالته تيا ، الا ان ليس كل ما قالته تيا سيئا، فمعرفة ان محمد قد مل من كارلا لهو امر جيد.. ليس لانها مترقبة الفرصة لا سمح الله خالص، ولكن ذلك يؤكد لها ان احساسها صادق وانه في اعماقه ليس ما يبدو عليه من سطحية وان انجذابه لفتاة بغيضة لا روح لها مثل كارلا لهو امر لحظي ينتهي في وقت ما ..
عادت الي المنزل لتجده، لكم فرحت لرؤيته قابلته بابتسامة عريضة قائلة:" ايه ده انت مرحتش الشغل؟"
رد باقتضاب:" لا ، اليوم بداية عطلة نهاية الاسبوع.. لدي اليوم مساءا وغدا "
احبطتها مقابلته الباردة ، فليكن .. انه خطائها من البداية ، يجب ان تتمالك نفسها قليلا (مش معقول الدلقة دي!)
لم تكلمه ولا كلمة بعدها ليس غضبا منه انما ثقلا عليه، اعدت الطعام وقامت ببعض المهام الاخري في صمت و كأنها وحدها في المنزل. ثم بعد ان اكلت دخلت الي حجرتها لترتاح وتستعد بعدها للحفل.
اما هو فقد ظل جالسا علي الكنبة يقراء الجريدة و يشاهد التلفاز في ان واحد ، يلقي عليها نظرات خفية من ان لاخر وحين كانت تاكل علي الكرسي العالي وظهرها له تخلي عن حذره وظل يتأملها، ولكنه لم ينطق بكلمة معها، كان مستاء منها بشدة.. وقد عاد لقراره الاول انه بعد حفلة زين سيعود لنظام لعدم رؤيتها، وهو بالطبع مازال عند قراره بمقاطعة كل صديقاته الا كارلا... و حتي كارلا ليس متأكدا انه مازال يرغب في رؤيتها، لقد مل من كل ما هو مؤنث .. سيقرر مصيرها معه بعد الحفل، فهي وجودها في الحفل مهم جدا له. لما دخلت حبيبة حجرتها كان يود ان يدخل ورائها ينتزعها من سريرها التي تنام عليه ولا علي بالها (ويرنها علقة موت).. لقد كان مستفز منها جدا.. الا تخجل؟ (عادي كده؟!) تقول له في وجهه طوني سيمر ليصطحبني.. (انا هوريكي!)
لم ترتاح حبيبة لحظة منذ ان دخلت الغرفة لترتاح .. بل قلبت دولابها رأسا علي عقب ، كانت تبحث عن شيء ترتديه الليلة.. كانت تريد شيء احمرا، مفتوحا ربما قصيرا.. كانت افكارها مشوشة وهي تبحث كالمجنونة وكأن داخل راسها اصواتا .. "انها ليست في نصف جمالك او حتي اثارتك" كان ذلك صوت محمد وهو يحدث كارلا عنها.."لا تتركي الساقطة تاخذه منك" كانت هذه تيا.. ثم توقفت فجأة وجلست علي الارض امام الدولاب في احباط تنظر الي ملابسها التي نثرتها في كل مكان.. من تخدع هي؟ هي بالطبع لا و لم و لن تملك اي ملابس بتلك المواصفات.. لو ظلت تبحث اسبوعا فهي لن تجد شيئا.. فجأة ظهر امام عينيها فستان ابيض لم تذكر انها ارتده قبل ذلك فهي نادرا ما ترتدي فساتين.. لم يكن المواصفات التي ارادتها ولكنه كان يفي بالغرض، كان بسيط اسباني الطابع بكشكشة علي الاكمام القصيرة ، وطوله يغطي ركبتيها بالضبط . ظلت امام المراة معظم الوقت تجرب عدة تسريحات و تضع المكياج ثم تمسحه و تعود لوضعه بشكل اخر، كل تلك التعقيدات الخاصة بالفتيات لم تكن هي موهوبة فيها.. لقد كانت تعرف كيف ان تجعل شكلها جميل ورقيق بطريقة ابسط من كل ذلك .. ولكنها الان تريد (النيو لوك).. انتهي الامر بعدم اقتناعها بأي من ذلك ومسحت وجهها وهدمت شعرها ، واكتفت بطريقتها المعتادة والفستان الجميل .
حان الان الموعد ..قامت و ارتدت الفستان ، انزلت كتفيه قليلا كاشفةعن كتفيها ، قبل ان تخرج قائلة لنفسها.. "فلتكن لك الطلة المثير اليوم يا حبيبة" وخرجت لغرفة المعيشة .. كان احباطها شديدا! لم تجد محمد .. كادت تبكي لظنها انه رحل دونها و قبل ان يري "الطلة المثيرة"... وجدت صورتها في المرءاة المقابلة لها.. يالها من بائسة؟! اهكذا تبدو مثيرة؟؟!! انها مثل طفلة ترتدي فستان العيد.. وهل الابيض اصلا لون يصلح ليكون مثيرا؟!! يالك من غبية يا حبيبة.. اكتفت من النظر لذلك الانعكاس لصورتها الساذجة الغبية.. شعرت انها اكثر من حمقاء و لقد جعلها ذلك الاحمق الاخر ان تفكر ان تغير من صورتها؟ لاجل ماذا ؟ لتكون اجمل من فتاته؟ هي لن تكون اجمل منها ابدا مهما فعلت؟ ولكنها تعرف تمام المعرفة انها افضل منها.. فليذهبا معا الي جحيم (كم مرة قالت تلك العبارة اصبحت كليشيه في هذه القصة) استدارت لتدخل غرفتها لتخلع تلك السخافات و تعود للجينز وقمصانها الحبيبة التي تعبر عن ماهيتها. الا انها لمحت محمد واقفا عند باب البيت ومن طريقة استناده علي الباب وتربيعة ذراعيه علي صدره و نظراته اليها ادركت انه كان واقفا من مدة و هي لم تشعر به .. ومن نظرته ايضا ادركت انه يعجبه ما يري ..شعرت بالرضا وكأن الشخص الذي كان قد وضع فيشتها في الكهرباء قد نزعها اخيرا.. هبطت وهدأت واطمأنت الي انها تبدو جميلة في عينيه.. كيف صارت لا مبدأ لها هكذا ؟! منذ ثانية كانت ستدخل لتغير ثيابها و ليذهب هو للجحيم.. والان وبعد ان رأته قررت ان تظل هكذا؟!!
قالت ببرود وكان لا شيء في الكون يعنيها:" الن نذهب للعيد الميلاد؟"
رد متساءلا عاقدا حاجبيه:" نذهب؟! الم تقولي ان طوني سيمر عليكي؟"
يا الهي لقد نسيت ذلك تماما ، ردت كاذبة:" لقد اعتذرت له، لم ارد ان اتعبه، في جميع الاحوال انت ذاهب فرأيت ان اذهب معك اسهل، واقابله هناك"
فكر ان يصفعها صفعة قوية علي ذلك الخد الجميل الناعم... لقد استفزه انها (كمان) تستغله ليوصلها له حتي لا يتعب حبيب ماما. تمالك اعصابه وقال بهدوء ليغيظها:" ولكن كارلا قادمة الان لنذهب معا..سيغضبها وجودك معنا ، فهي امرأة غيور.. انا اسف"
اجمدي يا حبيبة لا تصابي بالاغماء الان.. تمالكي اعصابك.. نعم سمعت صح.. اجل هو قال ذلك فعلا.. القيء صاعد الي اعلي المعدة .. يالك من غدار ايها القولون العصبي .. ليس الان!..ليس امامه.. تظاهرت بالابتسامة وذهبت الي الحمام ببطء ملفت للنظر برغم ان هدفه اصلا كان عدم لفت النظر، دخلت الي الحمام ثم افرغت كل ما تناولته من طعام.. منك لله يا محمد لقد تعبت في اعداد تلك المكرونة ..
بكت قيلا من الغيظ ثم مسحت وجهها، وقررت الخروج وكأن شيء لم يحدث ، الان ستتصل بتيا لتصحبها..او لا ، ستتصل بطوني! الا انها فعلا ليست في حالة مزاجية لتتحمل سخافته و كلامه الممل، لا يهم ان كان محمد ذاهبا مع كارلا ستذهب هي مع طوني.
خرجت من الحمام تبحث عن هاتفها مبتسمة وبلفعل كأن شيئا لم يكن ، لتجد كارلا قد وصلت.
كارلا وهي ترمقا من اسفلها الي اعلاها:" اوه.. حبيبة كيف حالك؟.. اراك تبدين كفتاة اليوم.."
حبيبة:" وانت لا تبدين مختلفة علي الاطلاق اليوم.. مازلت تبدين كراقصة الستربتيز" وضحكت بشدة و كانها تمازحها..
محمد:" حبيبة .. كارلا وانا لا نمانع ان تاتي معنا في السيارة" ثم قال بالعربية :" انا اقنعتها.. مبتحبش ترفضلي طلب"
كارلا:" محمد ماذا قلت لك عن العربي؟"
محمد وهو يقبلها علي خدها:" اسف حبيبتي ، ذلة لسان"
شعرت حبيبة انها اذا تكلمت الان سيقفز القيء عليهم من جوفها.. فصمتت برهة لتهداء معدتها ثم قالت بصوت متقطع:" لا.. شكرا.. سأتصل بطوني الان ليقلني"
محمد متصنعا الرقة وهو يكاد يغلي:" لا لا ولم تتعبيه ؟المنطقي ان تأتي معناوتقابليه هناك.. هكذا اسهل!"
كارلا وقد رأت ان في ذلك فرصة ان تقتل حبيبة كيدا في السيارة وتنتقم منها وخاصة مع مزاج محمد اللطيف المحب لها اليوم:" هيا يا حبيبة سنتاخر.. انت تعطلينا" وجذبتها من يدها الي الخارج.
لم تدر حبيبة اذا كان ذلك جيدا ام سيئا ،امن الافضل ان تبقي معهم لتتاكد مما يفعلون، ام انها ستري ما يثير جنونها؟!! وجدت نفسها تركب معهم في الخلف و هم في الامام محمد يقود وكارلا تقريبا تقود معه حيث انها تجلس علي مقعدها وقد رمت معظم جسمها معه علي مقعده..
ها قد بدأنا..
أنت تقرأ
في ارض الحلم // للكاتبه منه فوزي
عاطفيةرواية خفيفة تدور في إطار رومانسي كوميدي عن فتاة لا ترغب في شيء من الدنيا سوي العيش علي أرض الحلم (أمريكا) في اعتقادها، و يدفعها ذلك لاخذ خطوة جريئة جدا في هذا الطريق ،و تستمر توابع تلك المجازفة في صورة احداث مشوقة جميع حقوق الملكيه للكاتبه // منه ف...