زوجتى..اخيرا و ابدا
بعد ان هدأ التوتر وقد هدأ صلاح في الشرفة وجلس في حديث مطول مع طارق ، ونامت سامية وكذلك دينا ومي دخلتا الي حجرة مي، بعد ان راحت دينا في سبات عميق.. تسللت مي الي الصالون كانت تمشي علي اربع حتي تتخفي عن نظر ابيها و طارق، اتجهت حيث سقط هاتف حبيبة ولملمت القطع وعادت لحجرتها علي اربع مرة اخري. وجدت ان القطع عبارة عن البطارية و غطائها والشريحة و الهاتف نفسه، لم يحدث له شيء كما توقعت، قامت بتركيب كل قطعة في مكانها وفتحته، و بتعبير الانتصار علي وجهها فتحت قائمة الارقام المسجلة.. واتصلت بمحمد
محمد بصوت نائما:" ايه يا حبيبي.."
مي همسا:" انا مي.."
افزعه ان تتصل مي من رقم حبيبة فاعتدل في سريره وقال:" فين حبيبة يا مي؟!"
مي:" بابا ضربها وحبسها في الاوضة.. "
محمد في لهفة :" ضربها!! ايه اللي حصل؟؟؟؟"
مي:" اصلها زعقتله و قالتله انها عايزة تتجوزك انت مش طارق، فقام عليها و ضربها وحبسها في الاوضة هو وطارق"
محمد:" طارق؟! يعني طارق كان معاه.."
مي:" ايوة، تقريبا هو اللي عمل المشكلة.. هو لسة هنا.. قاعد هو وبابا برة"
محمد:" طب يا مي متشكر.. لو عرفتي توصلي لحبيبة قوليلها ماتقلقش واني هتصرف"
مي:" اوكي.. متقلقش انت، لو عايز اهربهالك؟؟ انا ممكن اهربها.."
ضحك محمد:" لا يا مي كتر خيريك.. انا هتصرف"
بعد ان اغلق الخط قامت مي بمنتهي الثقة فتحت شباك حجرتها، وخرجت منه ومشت بثقة علي السفل الخارجي لاصقة كل جسمها بالحائط الخارجي للمبني وكأنها معتادة علي تلك الحركة البهلوانية وصلت في اقل من دقيقة للشرفة الخاصة بحجرة حبيبة، قفزت فيها وطرقت علي الزجاج برفق خوفا ان يسمعها ابوها في الشرفة المجاورة.. تنبهت حبيبة بعد عدة طرقات و فتحت لها في تعجب وانبهار..
حبيبة:" ايه يا مي ده انتي بتشتغلي ايه بعد الضهر؟!"
مي:" متضيعيش وقت.. تحبي تهربي دلوقتي ولا تستني محمد.. انا كلمته من موبيلك وحكيتله وقال اقولك هو هيتصرف"
حبيبة في انبهار بتلك العفريتة الصغيرة:" كلمتيه؟! وجبتي الموبيل ازاي؟؟ بس مدام قال استني هستني وكده كده ممكن اخرج زيك وقت ما حب"
ثم صمتت وعادت لتقول دامعة العينين:" كان نفسي مسبكوش ابدا..اوعي تفتكري يا مي ان اللي بعمله ده صح.. ده منتهي الغلط، بس انا مضطرة.. انا هفهمك الحكاية "
وشرحت لها حبيبة القصة بطريقة مبسطة حتي تستوعبها.. لكي تفهم ظروف الموقف العجيبة الغير عادية ، حتي لا تظن ان بأمكان كل فتاه حبسها ابوها ان تهرب منه..لتتزوج بمن تحب.. كانت تهتم بمي و تخاف عليها ، حتي في تلك الظروف السوداء يهمها الا تكون مثالا سيئا امامها.. لكم سيؤلمها فراقها حين ترحل..
***
في تلك الاثناء كان طارق و صلاح يتحدثان في الامر
طارق:" طب وبعدين يا انكل.. اكيد مش هتحبسها بجد، لو هي مش عايزاني مش هنقدر نجبرها"
صلاح:" تفتكر اني مش عارف حاجة زي كدة.. موقف الليلة ده بس تربية ليها علي قلة ادبها، لكن اللي هيحصل فعلا ،صحيح اننا مش هنقدر نجبرها تتجوزك بس مش برضه هنخليها تتجوز محمد.. انا هعرف شغلي معاه ..اما رجعته بلده.. وهي شوية و هتنساه و ساعتها مش هيكون قدامها غيرك.."
طارق:" يعني يا انكل مش هتفضل حابسها كده بجد؟"
صلاح:" يومين كده تربية.. هذلها فيهم، حتي الحمام هيكون باذن.. انا تضحك عليا وتقرطسني!! "
طارق:" بس هي كده كرهتني خلاص، عمرها ما هتوافق عليا.."
صلاح:" لأ مانت تستنصح بأه..الوقت اللي هكون انا قاسي معاها جدا، لازم انت تظهر قدامها العكس، وتحاول تتوسط لها عندي و تصالحنا علي بعض.. عشان تحس انك وقفت جنبها.."
اعجبت طارق الخطة..
ما كاد ان يقف حتي يسلم علي صلاح و يرحل، حتي دق جرس الباب..
تعجب صلاح لقد اقترب الليل ان ينتهي.. من عساه يكون.. توقع بعد الصراخ الذي حدث منذ قليل ان يكون البواب او احد الجيران القلقين او الفضولييين يتسأئل عن سر الضجة.
فتح ليجد امامه محمد..
صلاح:" انت تاني.. امشي من هنا قبل ماطلبلك البوليس.. انت عارف الساعة كام؟؟؟"
اتي طارق ووقف بجوار صلاح .. وقد استيقظت سامية مرة اخري خرجت لتري سبب الضوضاء ثانية..
محمد:"البوليس انا طلبته خلاص يا انكل.. "
صلاح:" انت اللي طلبته ؟!! ليه انشاء الله؟"
محمد:" بلغت عنك عشان محتجز حبيبة بالاكراه.."
صلاح:" وانت مال اهلك!!.. وبعدين عرفت تقولك ازاي؟؟.. اديك هتجيبلها الاذية تاني.. انا هدخل اقصف رقبتها عشان كلمتك.."
واستدار بالفعل متجها ناحية غرفتها..
قال محمد محذرا:" انا مش هسمح لحد انه يمد ايده عليها تاني.. انا هفوت اللي حصل من شوية عشان حضرتك راجل كبير و ميصحش اتصرف معاك زي ماتصرفت انت معاها.. "
صاح فيه صلاح بانفعال:" انت فاكر نفسك مين عشان تسمح و متسمحش؟!! امشي اطلع بره يا واد انت!"
محمد قال بعد ان اخذ نفسا عميقا واستعد :" حبيبة مراتي.. ومش هسمح لحد مجرد انه يضايقها"
ونزل عليهم الخبر كالصاعقة.. كان ينقص المشهد الموسيقي التصويرية تن تن تن تششششششش
اول واحد افاق من ذهوله عمها فقال صائحا:" بتقول ايه يا واد انت؟؟ ايه؟ ضاربين ورقة عرفي ولا ايه؟ يا حبيبي يا خويا.. كويس انك مت قبل ماتشوف بنتك واالي عملته في شرف عيلتك"
قامت سامية بجذب محمد للداخل بسرعة والقت نظرة سريعة علي السلم لتتأكد ان لا احد من الجيران واقفا قبل ان تغلق الباب في سرعة خوفا من الفضائح..
قالت في توتر:" ابوس اديكوا وطوا صوتكوا..احنا عندنا بنات.. الناس تقول ايه!"
قام محمد باخراج عقد زواجه من حبيبة واراه لصلاح
قائلا:" عيب حضرتك تقول كده علي بنت اخوك.. الجواز ده جواز حقيقي والورق اهه، لو سمحت بأة انا عايز مراتي.. يارت تقولها تجيب هدومها عشان نمشي.. او تحب ادخل اقولها انا؟"
كانت صدمة صلاح قوية.. هاهي تهرب منه بأموالها مرة اخري ويعجز عن فعل اي شيء
قال طارق:" طب لما هي مراتك.. ايه لازمة كل الفيلم اللي عملتوه ده؟"
شرح لهم رغبة حبيبة في رضاء عمها و بقائها علي علاقة وطيدة مع اسرته التي تمثل "عائلتها الوحيدة علي وجه الارض" علي حد قولها.. حتي تأثرت سامية و دمعت عيناها..
اشار صلاح الي محمد في يأس الي ان المفتاح في الباب من الخارج.. قام محمد بفتح الباب ليجد طبعا حبيبة و مي ملتصقتان خلفه تتصنتان علي ماكان يدور خارج الحجرة..
ابتسم لما رأها، في احلك المواقف دائما رؤيتها تسره، مجرد ان تقع عينه عليها يشعر بدقات قلبه تتسارع.. قال لها:" طبعا حاجتك جاهزة؟"
اومأت برأسها واشارت له الي حقيبة سفرها الكبيرة.. احتضنت مي التي كادت ان يشغي عليها من البكاء.. دخل محمد و جر الحقيبة من ذراعها الطويل علي عجلها الي الخارج.. نظرت حبيبة لعمها.. ادار وجهه ثم تمتم بشيئ ما وتركها ودخل حجرته فسرته هي "مش عايز اشوف وشك تاني"
اما زوجة عمها فكانت الدموع تسيل من عينيها في صمت.. قبل ان تخرج حبيبة من الباب.. نادتها وذهبت اليها واحتضنتها..وقالت بصوت خفيض:" ابقي كلمينا احنا.. انشاله من وراه.. داحنا عيلتك الوحيدة علي وش الارض" ابتسمت حبيبة واومأت برأسها.. وخرجت مع محمد..
لا داعي لذكر ان طارق كانه لم يكن واقفا.. كان صامتا بانفعال عجيب علي وجهه، غير مفهوم ان كان احباط ام حزن ام غيظ..
ركبا سيارته كانت صامته وشاردة..
محمد:" بكره يروق و ينسي.. علي الاقل مراته وولاده شعورهم ناحيتك مش ذيه"
ابتسمت ونظرت له تلك النظرة بملء عينيها.. كان يعشق تلك النظرة.. ادار وجهه حوله في كل الاتجهات .. لم يجد مخلوق غيرهم في الشارع في تلك الساعة..اقترب منها و قبلها علي خدها في سرعة
رجعت بجسمها للخلف قائلة:" ايه ده.. اتجننت ولا ايه؟"
محمد:" نعم ياختي.. وانا كنت بعمل كل ده و جاي علي ملا وشي من امريكا عشان تقوليلي.. ايه ده؟؟!
حبيبة وقد عقدت حاجبيها:" ايه ده؟!! مالك؟؟ بتقول ايه انت؟؟"
محمد:" حبيبة! احنا هنروح بيتنا.. هو لسة متفرش.. بس انشاله ننام علي الارض.. انا مستني اللحظة دي بقالي كتير اوي.. "
حبيبة:" ننام فين ؟؟؟ احنا هنعد عند لولا طبعا.. انت في اوضتك وانا في الاوضة التانية.. مفيش حاجة اتغيرت.."
محمد:" نـــــــــــــــــــــــــــــــــعـــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــم!!!!!!!!!!!!!"
حبيبة:" ايوة انا لسة ملبستش فستان ابيض ولا المأذون كتب كتابي، نفسي احس اني عروسة"
محمد:"ماشي.. يعني هي دي بس مشكلتك؟!! بعد كده عادي.. ؟"
حبيبة :" ايوة! ثم ايه اللي بعد كده بعد كده!.. هتموت علي ايه.؟؟؟ مشبعتش من كارلا وامثالها"
محمد متصنعا التفكير:" كارلا مين؟"
لكمته حبيبة في كتفه ثم ابتسمت.. كانت بالفعل تعيش الحلم.. ايا كانت الارض التي تعيش عليها، يكفيها انها معه..
الف مبروك للعروسين!
****
بعد مرور خمس سنوات..
تقف حبيبة و بطنها امامها كالبطيخة في مطبخ مفتوح امريكي الطابع يطل علي غرفة معيشة واسعة بارائكها الوثيرة، تعقص شعرها الاسود الطويل خلف ظهرها فيتمايل معها وهي تروح و تجيء في المطبخ.. تتحدث في الهاتف في مكالمة دولية مع مدير اعمالها في الولايات المتحدة:" يا طارق قلهم اني هخلص الكتاب اول الشهر مش هقدر قبل كدة.. اديك شايف العيال جابولي تخلف مش عارفة اتفرغ للكتابة غير لما اجازتهم تخلص و يرجعوا المدرسة .. اقفل بأة يا طارق دلوقتي احسن بطبخ وعندي عزومة.."
نسيت ان اذكر ان طارق مدير اعمالها هو طارق ابن طنط هدي.. لقد حقق حلمه و استفاد بالفعل من نجاح كتاب حبيبة.. وصار يعيش في امريكا بعد ان حصل علي اقامة طويلة بفضلها وهو يتابع تعملاتها مع الناشرين وحسباتها البنكية و التحويلات من هناك فذلك هو تخصصه .. مازال محمد يغار منه قليلا ، اذا طالت مكالمته لحبيبة عن حدود الكلام في العمل، ولكنه يري انه انسب شخص لهذا العمل..
يجلس محمد في غرفة المعيشة يمارس هوايته المفضلة وهي متابعة حبيبة وهي تتحرك في المطبخ.. حتي وهي حامل مازالت تبدو مثيرة مثل اول مرة رأها ..وفي نفس الوقت يلاعب طفليه.. تيا وزين ، وبالمناسبة تيا وزين الكبار تزوجا وكلما سافرت اسرة حبيبة ومحمد الي الولايات المتحدة مروا لزيارتهم ..
يرن جرس الباب فيقوم زين ليفتح.. ثم يصيح بحماس وسعادة فور رؤيته للضيوف القادمون.. " مي جت ، مي جت ، مي"
فتقوم تيا الصغيرة لتجري عليها فتحملها مي وتدخل لقد صارت في السنة الاخيرة من كلية السياسة والاقتصاد.. قسم سياسة، ربنا يستر علي البلد.. ونستنتج من تلك المعلومة انها اخيرا التفتت لدروسها وذاكرت بذمة..
يدخل خلفها بقية الاسرة.. دينا وقد صات انسة صغيرة رقيقة.. ثم طنط سامية واخيرا عمها..
تستقبلهم حبيبة و محمد بالاحضان و القبلات، يسألون عن لولا.. فيدق الباب ليجدوها، يساندها محمد لتجلس علي الاريكة يلتف حولها تيا وزين فتخرج لهم حلوي.. فتصيح بهم حبيبة الا يفتحوها الا بعد تناول الطعام..
يسأل صلاح محمد عن اخبار السيد بارني فهو لم يتصل به منذ فترة، فيخبره محمد انه ان برحلة عمل لدبي.. لافتتاح فروع مطعمه هناك..
نسيت ايضا ان اخبركم ان السيد بارني بعد ما ربنا فتح عليه في مصر، قرر فتح سلسلة اخري من المطاعم مختصة فقط بالحلويات.. وقد رشح محمد انكل صلاح بحكم خبثه و خططه اساليب تفكيره.. علي انه اصلح واحد ليديرها ويحقق منها الارباح.. وبالتالي نال محمد رضاه اخيرا.. وحقق لحبيبة امنيتها في تكون لها عائلة..
نظرت حبيبة في سعادة لعائلتها المتكدسة في غرفة المعيشة.. ثم عادت للمطبخ لتحضر لهم الطعام..
***
علي لسان الكاتبه
الفقرة القادمة هي اهداء الي زوجي حيث انه اخلف سوء ظني وقرأ قصتي كاملة علي غير شخصيته التي لا تحبذ القراءة، لذلك سأذكره في فيها بناءا علي طلبه
كان محمد و حبيبة مارين في الشارع تتعانق يديهما، فهم لم يخرجا دون الاولاد منذ فترة.. وكانت تلك فرصتهم للعودة للايام الخوالي، بعد ان تركا الاولاد مع مي ودينا..
التقيا مصادفة بتامر الطوبجي، وهو زوج منة صديقة حبيبة، كلاتهما تحب الكتابة و هكذا تعرفا وصارتا صديقتان عزيزتان..
محمد:" تامر.. اذيك فينكوا يا راجل..بقالنا كتير متقابلناش"
حبيبة:" امال فين مراتك وبنتك، نازل لوحدك ليه؟"
تامر:"مراتي مشغولة بتكتب قصة..بس خلاص قربت تخلصها، تقريبا بتكتب في اخر سطرين فيها دلوقتي.. وبنتي مجنناها.. شقية جدا.. مش مدياها فرصة تكتب.. وانا زهقت منهم فنزلت!"
حبيبة:" سلملنا عليهم.. ولا اقولك هي بتعرف توصلي علطول"
محمد:"سلام يا تامر"
تامر :"سلام"
تمت بحمد الله
أنت تقرأ
في ارض الحلم // للكاتبه منه فوزي
Romanceرواية خفيفة تدور في إطار رومانسي كوميدي عن فتاة لا ترغب في شيء من الدنيا سوي العيش علي أرض الحلم (أمريكا) في اعتقادها، و يدفعها ذلك لاخذ خطوة جريئة جدا في هذا الطريق ،و تستمر توابع تلك المجازفة في صورة احداث مشوقة جميع حقوق الملكيه للكاتبه // منه ف...