الفصل العشرون (الجزء الاول)

2.8K 102 1
                                    

كان هناك وجها جديد في تلك اللمة االعائلية.. سالي اخت طارق.. تشبهه، ملامحها دقيقة مثله، شعرها مصبوغ باللون الذهبي، بالرغم من انه غير طبيعي ولكنه يتماشي مع وجهها ويجعلها ملفتة بشكل كبير.. تتحدث برقة و رقيي .. مثل اخيها وكانها خرجت من احدي صفحات مجلات الموضة، غاية في الاناقة وتتميز ايضا بارتداء كل ما هو باهظ الثمن.. تم التعارف بينها و بين حبيبة.. كانت لطيفة معها تتحدث وعلي وجهها ابتسامة ثابتة.. لا تدل علي اي انفعال بشري او اي رد فعل داخلي..
كانت حبيبة تتحدث معهم باقل من ربع عقل، فالبقية مع شخص اخر.. يجلس مع هاتفه المحمول او فوقه لتقريب الفكرة، منتظرا اي رسالة منها..
بالفعل ارسلت له (في الخباثة) رسالة تقول:" اخته لطيفة معي p: "
فرد عليها:" وفقكم الله جميعا معا!"
ابتسمت وكادت ان تضحك ..
سامية:" اسكت يا طارق.. مش حبيبة انهاردة كانت هتعمل حادثة.. احكيله يا حبيبة.."
طارق:"( اوه ماي جود) حادثة ايه؟؟"
حكت لهم حبيبة نفس القصة التي حكتها لعمها وزوجته بلا حرف ناقص او زائد.. وكان ردود افعلهم الطبيعية مثل "يا ساتر"، يا خبر" والي اخره..
صلاح:" ازاي يا طارق رقمك مش معاها ؟ اديهولها عشان بعد كده تتصل بيك انت لما تحتاج لحاجة"
طارق:" (شور) طبعا يا انكل.. بس كويس انها لقت صاحبها الامريكاني ده وعرفت تتصرف"
في كده؟!! عندما تقارنه بمحمد، يظهر طارق معدوم الرجولة و النخوة.. حتي عمها قلب شفتيه في امتعاض جراء رد طارق..
مي صاحت بحماس غير منتبهة لكلامها :" صاحبك الامريكاني ده محمد؟"
زغرت لها حبيبة فادركت مي العكة التي عكتها.. فحاولت ان تصحح :"اللي حكيتي عنه قبل كده؟"
حبيبة وقد قررت استغلال الموقف لصالحها ، فقالت باسلوب مبالغ فيه:" اه اللي حكيتلك عنه الغني اوي اوي ده..اللي نازل مصر عشان يستثمر فلوسه.. وبيدور علي عروسة "
نظرت خلسة لعمها لتري اذا كان منتبها لها و (الكلام إلك يا جارة)، كان بالفعل منتبها وكان بالفعل يستمع..
ولكن يبدو ان الانطباع التي ارادت ان تتركه علي عمها عن محمد بالغت فيه وقد تركته علي كل الحاضرين..
سامية:" طب ماحنا عندنا سالي اهي ، عروسة زي القمر.."
هدي ام طارق وسالي :" هو اد ايه يا حبيبة؟"
اصابت حبيبة غصة في حلقها وكادت ان تختنق ، ماذا فعلت ايتها الغبية؟ (جيت تصيده صادك) ، كيف ستخرج من هذا المأزق..
حبيبة في تردد حيث انها لم تكون قصة بعد:" هو.. يعني مش عارفة.. اد ايه.. شاب .. شاب عادي"
اتجاه الحوار لاقي قبولا عند عمها فهو مازال مقتنعا ان طارق افضل لانه من العائلة ، وبما ان ذلك الامريكاني يكون مصدر تهديد لطارق، فمن الافضل تلزيقه لواحدة اخري
فقال:" واضح انه ولد جدع.. طب متقوليله يا حبيبة انك لاقيتي عروسة.."
سالي:" ايه يا جماعة مش تاخدو رأيي؟ هو مش الكلام عني برضه"
كل حواس حبيبة اتجهت لسالي علها تكمل كلامها وترفض تلك الطريقة في الزواج، وتنقذها من هذا الموقف اللعين.. ليتها تكون مرتبطة او حتي غير راغبة في الزواج الان..
نظرت سالي لحبيبة في جدية وقالت:" هو شكله ايه يا حبيبة؟.. امور؟"
يالك من سطحية مثل اخيك! اهذا سؤالك الجاد عن الشخص الذي قد يصبح زوجك..
حبيبة:" عادي، شكله عادي.."
سالي :" بس اكيد بأة مدام كان طول عمره برة، هو متفتح وبيحب السهر والخروج واللبس.."
حبيبة بطريقة مبالغة:" لا خالص، ده صعيدي.. ملوش في الحجات دي تماما"
هدي:" انتي عايزة ايه يا سالي، واحد صايع؟! ده حتي باين عليه محترم.. وبعدين يا عبيطة انتي تعوديه علي اللي انتي عايزاه"
طبعا امها تظن الان ( ان الفقي لما يسعد) فها هي عروسة ابنها الغنية سوف تأتي بعريس غني لبنتها، لم تكن تظن ابدا انها في يوم ما ستجني كل هذه الخيرات من وراء بنت خالتها سامية..
صلاح:" خلاص، يبقي تعزميه يا حبيبة في حفلة قراية الفاتحة ، ونتعرف عليه وربنا يقدم اللي فيه الخير"
كيف تمكنت من وضع نفسها في هذا المأزق، الان صار عليها التخلص من طارق ... واخته!
لم تعد لديها حجج اوقصص..لم تعرف بماذا ترد..
طارق :" وهي قراية الفاتحة امتي يا انكل.. عايزين ننجز بأة.." واطلق ضحكة سخيفة..
توجهت انظار الكل لحبيبة..
كانت تفكر وتفكر.. تعصر رأسها.. تدور بأعينها في المكان علها تتعلق بأي قشة تنقذها ، لمحت علي السفرة بعض كتب المذاكرة الخاصة بمي... المذاكرة.. الفكرة الاذلية لزحلقة العرسان..
حبيبة:" لا.. قراية الفاتحة.. مش دلوقتي خالص.. ده بعد اذنك يا انكل"
صدم الجميع وانتظروا تفسيرا
فاكملت:" انا بدرس شهادة كدة خاصة بالكتابة، عن طريق الانترنت.. مش هقدر انشغل عنها في الوقت الحالي، الامتحان قرب ولازم استعد.. الناشر هيدفعلي فلوس كتير اوي لو اخدتها.. لانها بتعلي من مبيعات كتب حامل الشهادة دي "
يجب ان تنشر كتابا اخر، لقد صارت عبقرية في التأليف..
صلاح:" ايوة يعني امتي ممكن نقرا الفاتحة"
حبيبة:" بعد الامتحان علي طول يا انكل، هو قرب بس لسة المعاد متحددش بالظبط.."
صلاح:" مدام مصلحتك ومصلحة شغلك يا بنتي في التأجيل يبقي نأجل"
صمت طارق وعقد حاجبيه في عدم رضا، ولكنه لم ينطق..
هدي:"خلاص اللي تشوفوه، طب ويا حبيبة زميلك ده ، نقدر نقابله امتي؟"
صلاح:" متعزميه عندنا يتعرف علينا، بحجة انه ساعدك وعايزين نشكره ونتعرف عليه"
نظرت حبيبة لطارق لربما يعترض لا سمح الله، الا انه تعامل كأن الامر لا يعنينه، بل انه نظر لحبيبة مثلهم منتظرا ردها علي اقتراح عمها..
لم تعرف كيف تتملص من تلك الزنقة، قررت ان تترك الاجابة مفتوحة ، فقالت:" خلاص هبقي اقوله وارد عليكوا"
ثم استأذنتهم ودخلت الي الحمام، ارسلت لمحمد رسالة تخبره بالموقف السيء الذي هم فيه الان، الا ان محمد قد رأي انا هذا هو الموقف الامثل حيث يستيطع ان يكون متواجدا ويراقب بنفسه تطورات موقف ذلك العريس المزعوم، كما انها فرصة افضل ليقوم باغراء عمها واقناعه انه الاغني والافضل، فارسل لها رسالة تقول:" ليس الموقف بالسوء الذي تظنيه ، حددي موعد للقاء فانا لدي خطة، كل ذلك فقط من اجلك ، لولا رغبتك لكنت اخبرت العالم انك زوجتي وليغضب من يريد"
بالفعل قبل ان يرحل طارق واهله كان تم تحديد موعد لعزومة محمد الجمعة القادمة..
مضي الاسبوع بسرعة البرق،استغلت حبيبة حجة الشهادة والمذاكرة كحجة اضافية مع حجة البنوك والتحويلات، كانت يوميا تخرج مع محمد، كان يأخذها معه في كل مكان، يزورون لولا عمته ويتناولون الغداء معها، او يأخذها الي مقر شركته، و يقضي معها مصالح خاصة بالعمل، كان يستعين بها في قراءة الاوراق المكتوبة بالعربية حيث انه ضعيف جدا في القراءة، واحيانا اخري يمرون علي محال الاثاث في محاولة لانتقاء اثاث منزلهم المستقبلي.. سعد اسبعة ايام مرت عليها في حياتها..
في احد المرات قال مازحا:" محكتليش يعني حاجة عن عروستي"
حبيبة:" بقولك ايه ! مش هنعيده تاني.. كفاية عليا كارلا وايامها"
محمد:" حلوة طيب؟"
حبيبة:" اه ياخويا حلوة و شعرها اصفر، مهو انا اصلي مكتوب عليا الشقر، بس دي صناعي "
محمد:"طب كويس اصل انا بموت في الشقر"
نظرت له حبيبة محذرة في صمت
فاكمل:" بس للاسف مفيش مكان في قلبي، في واحدة بشعر اسود محتلياه كله"
نظرت له نظرة جانبية و متظاهرة بالغضب وحاولت منع شفتيها من الابتسام، لم تستطع.. فالابتسام في وجود محمد الان صار جزء لا يتجزأ من وجهها..

في ارض الحلم // للكاتبه منه فوزيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن