الفصل الثالث

4.3K 142 1
                                    

اللقاء الاول

كان اليوم هو السبت و كانت عادة حبيبة و تيا كل سبت الذهاب الي احد المطاعم لتناول الغداء بصحبة الاصدقاء، الا ان اليوم ارادت تيا التحدث مع حبيبة حول الفكرة الرائعة التي راودتها علي انفراد . فاخذتها الي مطعم (بارنيز) حيث يقدمون هناك افضل (تشوكلت فادج) في المنطقة ، فهي تعتقد ان للشوكولاتة تاثير سحري علي العقل. و بالفعل دخلاتا الي المطعم و جلستا علي طاولة بجانب الزجاج المطل علي الشارع و بعد ان طلبتا الطعام شرعتا في الحديث.
تيا: " اقول لكي انا اثق في ذلك الرجل ، تلك وظيفته ! هو يقوم بتنسيق طالبي الجرين كارد و طالبي المال معا في زيجة!"
حبيبية: " ماذا لو كُشف امرنا ؟! مازال الامر غير قانوني"
تيا: "و مالذي سيكشف الامر؟! انت بالفعل ستتزوجي الرجل و ستعيشي معه في بيت واحد الي ان تحصلي علي الاقامة"
حبيبة: " وماذا اذا تبين ان الرجل الذي تزوجته مجنون او مريض نفسيا او سفاح؟؟!"
تيا: " انت التي ستختارينه، سوف تقومين بمقابلته قبل اي شىء...هيا ! وكأن لديك خيارا اخر!"
****
كان مو اثناء وردية عمله بالمطعم يقف عند البار يراقب سير العمل و يبدي ملحوظة او اثنين لاحد العاملين اذا تتطلب الامر، كما انه ايضا من نفس الموقع يراقب الفتيات في نفس ذات الوقت. فالمطعم مصدر رزقه في ماله و كذلك الي حد كبير في الفتيات. فلكم من مرة جلست فتاه علي البار ثم وجدها تحدثه او تطلب له مشروبا او تطلب منه ان يطلب لها مشروبا. كم مرة اعجبته فتاة فذهب الي طاولتها ليسألها عن رايها في الخدمة و الطعام فتجيبه بأنها رأت ما هو افضل و تدعوه للعشاء في اليوم التالي ليجرب ما رأت.
لذلك عندما وقعت عيناه علي حبيبة و تيا شعر ان اليوم حظه جيد، كان يراقبهما و ينظر بتمعن، تلك الجميلة تبدو لاتينية الاصل شعرها طويل بني و عيناها عسلية واسعة وتتمتع بجسد رائع ، غاية في الاثارة ، ولكنه قد جرب هذا النوع من الفتيات اكثر من مرة فلطالما شدته الفتيات اللاتينيات الجميلات، و لكنه اليوم تحت تأثير جاذبية من نوع اخر... تري ما جنسية تلك الفتاة الاخري بشعرها الاسود الداكن و بشرتها القمحية و عينها السوداء ، جسد ضئيل ولكن به انوثة طاغية ، ملامحها صغيرة بها مزيج غريب من الطفولة و الشراسة، مما جعل شكلها جذاب للغاية . هل هي هندية؟ ؟ لا هي عربية مما لاشك فية ربما مغربية او تونسية هم اقلية هنا ولم يجذبوه للدرجة قبل ذلك. و مما لا شك فيه ايضا ان تلك تجذبه بشدة ، حتي لو كانت سعودية سيذهب ليتحدث اليها مهما حدث.
انتظر حتي انهتا الطعام و اتجه اليهما ببطء و ثقة ، فهو يعلم دائما انطباع الفتيات عن الرجل الواثق في نفسه، وقف امام الطاولة و قال بلهجة امريكية مئصلة :" صباح الخير يا انساتي ، اسمي محمد ، وانا مدير الوردية ، هل لديكن اي تعليق علي الطعام او الخدمة"
نظرت له تيا بطرف عينها وقالت: " لا...شكرا"
اما حبيبة فلم ترد اصلا فقد كان قدومه اصلا مقاطعة لحوار مهم جدا. إلا انه لم يكتفي باجابة تيا ، فادار وجهه لحبيبة وقال موجها كلامه لها: "و ماذا عنك يا سيدتي؟"
فنظرت له حبيبة نظرة تحزيرية وقالت هي تتغط علي كل حرف :" لقد قلنا لا!"
ظن محمد ان حركته بدت مفهومة وان ما تفعله هو تقل بنات وهي تريد المزيد فقال: "حسنا... هل هناك شيء اخر استطيع تقديمه لكي ؟" ثم غمز بعينه غمزة ذات معني وقح.
فنظرت له حبيبة غير مصدقة ذلك الشيئ ، يقاطع موضعهم المهم و كمان بيعاكس.
فقالت بعصبيه ولكن بصوت خفيض: " اسمع... ارحل عن طاولتنا الان قبل ان انادي المدير!"
فرد بهدوء: " صغيرتي... انا المدير" وغمز مرة اخري.
هذه الرة لم تخفض صوتها و قالت :" والله (بالعربية)" واكملت بالانجليزية: " اذا لم تحرك مؤخرتك بعيدا ، سوف اتصل بالشرطة واتهمك بالتحرش!"
عندما قالت "والله" في وسط الكلام كانت تعلم انه سيفهم القسم لان اسمه محمد , وبذلك سيكون متأكد انها لا تمزح و انها ستطلب الشرطة فعلا.
الا ان الحلفان العربي اتي بنتيجة عكسية ، فعندما سمعه هو صاح فرحا بلهجة مصرية :" انتي عربية؟ انا كمان مصري ... بالحضن بأة ...داحنا طلعنا ولاد وطن عربي واحد" هو كان يظن انه ظريف و بل ولربما كانت لتظن حبيبة ايضا انه ظريف و تضحك معه لولا انها كانت في حالة مزاجية سيئة جدا نتيجة للضغط النفسي الذي تمر به. فهي لم تتقبل الدعابة عندما فتح زراعيا واقترب منها كأنه سيأخذها في احضانه قائلا بالحضن؛ قامت من مقعدها ودفعته للخلف قائلة بالعربي : " ابعد عني بقي ، انا ناقصاك!"
الا ان دفعتها المباغتة له افقدته بعض توازنه فرجع للخلف بضع خطوات ليسترجع توازنه فاصطدم بطاولة خلفه كان عليها كوب كبير من القهوة ، مما ادي الي اختلال توازن الكوب بدوره وسقوطه في حجر الزبون الجالس علي الطاولة، و من عويل الرجل ورجوعه بالكرسي سريعا للخلف نستنتج ان القهوة كانت مازالت ساخنة و قد احرقته بشدة في منطقة حساسة من جسده، كل هذا حدث في اقل من 5 ثوان.
وفورا اتجه محمد للعنايه بالرجل المحروق، اما تيا و حبيبة فقد تركتا الحساب علي الطاولة وقامتا بسرعة الي الخارج و هما منزعجات. ولكن ما ان ابتعتدا قليلا حتي انفجرتا من الضحك، فبرغم كل ما هم فيه الا ان منظر ذالك المصري و هو يرقص الباليه محاولا الا يقع ،ثم اصطدامه بالطاولة ، و بعدها صراخ ذلك الرجل القصير البدين كان مضحكا جدا.
وبعد ان فرغتا من الضحك قالت حبيبة فجأة :" حسنا يا تيا ... سأفعلها .. ولنر ما سيحدث. ذلك المصري ذكرني بكرهي الشديد للرجال الصريين الذين يعتقدون انهم لديهم الحق في فرض انفسهم علي كل امرأة، ظنا منهم انهم درجة اعلي من البشر، و ثقي بي مصر مليئة بأمثالهم ، لذ انا لا اريد العودة الي هناك"
وقفت تيا عن المشي وضمتها اليها بشدة و قالت :" اذن سنمضي في الامر ... وسنجد لك رجل لتتزوجيه يا فتاة "

في ارض الحلم // للكاتبه منه فوزيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن