ضل راجل !
مر يوم كاملا مكون من 24 وعشرون ساعة ولم تتلق حبيبة بمحمد.. اعدت له الطعام وانتظرته لم يأت ولما نامت واستيقظت وجدت رسالة بالانجليزية علي ورق النوتة مكونة من 3 كلمات "شكرا علي الطعام" وعندما ذهبت وعادت من درس الكتابة لم تجده ايضا، ولكنها وجدت رسالة اخري "سأتاخر الليلة لا تبلغي البوليس! " غير مضحك بالمرة... دخلت لتنام شاعرة باحباط كانت ترغب في رؤيته .. لم اختف هكاذا؟ اكيد ذهب للساقطة الشقراء.. بقي ايام قليلة وسيعود لوردية المساء وساعتها لن تراه كما حدث في الاسبوع الماضي... تذكرت مشاعرها في ذلك الاسبوع الماضي لكم كانت ترغب في عدم رؤيته وتتمني الا تلقاه حتي مصادفة.. الان تتمني ان ياتي .. ان تشعر بانفاسه في المنزل... علي سبيل الونس يعني.. تري اين ذهب؟ نامت متعبة و محبطة..
***
جلس محمد علي الاريكة في منزل زين و طوني.. كان طوني يفعل شيء ما بالمطبخ وزين يتحدث مع محمد بالعربية :" شو إصتك؟ ليش ما بدك تضهر عابيتك؟"
محمد:" اتفاقنا اصلا اننا منقابلش بعض.. انا بنفذ الاتفاق.. كان غلط اللي حصل في اليومين اللي فاتوا"
زين :" يا محمد هيدا الاتيفاق كان قبل ما تصيروا اصحاب .. هلأ حتي اصحابكن صاروا اصحاب بعض.. يعني متل انا و تيا .. شو مشكلتك ؟"
محمد:" مش صح! انا مش عاجبني الوضع ده.. مش عايز كده.. وليه حرقة الدم؟"
زين في تعجب:" ايا حرقة دم؟؟؟!"
محمد:" يا زين متعصبنيش انت كمان ... ايه؟ عميت؟ ماكنتش شايف امبارح طوني؟ كان فاضل ياخدها في اوضتها جوة.. واوضتها ليه ما يخدها في اوضتي انا.. ما انا اصلي خيال ماتة!"
سمع طوني اسمه فطل برأسه من المطبخ قائلا في سذاجة :" هل ناديت؟"
لم يرد عليه محمد فقال له زين انه سمع خطأ فصدق ودخل ثانية.
التفت زين الي محمد واقترب منه لكي لا يسمع طوني.. برغم انهم يتحدون العربية.. وقال مستفهما وبهدوء حتي لا يثير عصبية محمد مرة اخري:" يعني انا بدي افهم.. شو.. انت غيران عليها؟.. ام كرامتك كزوجها هي المشكلة؟"
محمد:" مش عارف.. بس دمي بيفور يا زين.. امبارح ظننت ان سأصاب بجلطة" ثم نفض رأسه وكانه ينفض عنه منظر طوني و هو ممسك بيدها..
زين :" مش عارف شو بإلاك.. انت مأزم حالك من دون سبب.. اذا كانت بتعجبك إلا.. اما اذا هي كرامتك يالي ناقحة عليك.. يبقي تنسي هيدي القصة.. لانها مش زوجتك عن جد وسيبا تعيش حياتا.. يمكن هي بيعجبها طوني... يعني فكر فيها.. ليش بتسمحله بكل هيدا"
اخرج طوني رأسه مرة اخري و بنفس الغباء و السذاجة قال :" هل ناديت؟ " قذفه محمد بوسادة بمنتهي الغل وقام دون ان يودعهم وخرج وسط نظرات طوني المذهولة و ابتسامة زين حيث ان ذلك المشهد اضحكه.. كان متاكد من ميل صديقه الي حبيبة .. ولكنه يعرف ايضا غروره وانه لن يعترف بذلك..
ركب سيارته وقرر ان يظل يقودها الي وقت متأخر حتي يكون متأكدا ان حبيبة قد نامت فيعود.. فهو لا يريد ان يراها.. بعد ما حدث البارحة لقد خاف كثيرا.. خاف من نفسه و علي نفسه ..لقد رأي من نفسه جانب منذ ان ظهرت تلك الفتاه في حياته لم يراه من قبل .. كتلك التصرفات الحمقاء المتوالية وهو كان مثالا (للواد الراسي التقيل) الذي يحسب قل خطوة و كل كلمة .. والتوتر! ما هذا ؟ جديد عليه تماما ان يصاب بذلك من اجل فتاة ..ثم ما قصة قلبه؟!.. وكأن زر تشغيل نبضاته في يدها.. كلما ضغطت عليه تسارعت دقاته ... كاد ان ينفجر بالامس.. ولم يعرض نفسه لكل ذلك؟! لم توجد علي وجه الارض من تفعل به ذلك! هو لا ولن يريد ان يراها ابدا والي ان ينتهي موضوع الجرين كارد هذا.. هو سيفعل كل شيء حتي لا يلقاها.. سيساعده علي ذلك ايام عمله المسائي.. بقي بضع ايام علي الاسبوع ذو الوردية المسائية.. ما كان يجب ان يحدث ذلك الاختلاط.. كان خطاء كبير.. سيلتزم معها بالاتفاقية حرفيا.. ستكون ببيته معززة مكرمة ولكن بعيدا عنه الي ان تتم غايتها بسلام.. هكذا يكون خلص ضميره معها. دق هاتفه المحمول واذا بأحدي صديقاته تدعوه للعشاء في مكان ما.. اجابها انه مشغول الليلة ربما مرة اخري.. ثم وضع الهاتف و ظل يقود السيارة..
مرت ثلاثة ايام اخري علي نفس المنوال.. لم يلتقيا .. مما زاد من استغراب حبيبة فكرت في ان تكتب له علي النوتة لتسأله اين هو.. ولكن منعت نفسها.. ماذا سيظن بها؟! ومما زاد من عجبها انه صار لا يأكل الطعام الذي تعده ..بل يغلفه و يضعه في الثلاجة ضمن القسم الخاص بها .. وكانه يعيده لها.. الا يعجبه؟! اما قلة زوق!.. بدأت تستاء منه .. وقررت هي الاخري الا تهتم حسنا فليرجع الوضع كما كان مقرر له .. الا يلتقوا الا مرورا كما قال هو قبل ذلك بالحرف.. ولكن انهم حتي لا يلتقيا مرورا هي لم تراه منذ تلك الليلة.. ايكون غضب بالفعل من موضوع طوني.. ايكون كل ذلك رد فعل لتلك الليلة؟.. الان بان علي حقيقته .. رجل ككل الرجال.. لديه حب الامتلاك ، "فبرغم عدم ارتباطي به باي علاقة الا انه قرر ان يؤدبني لمجرد ان شخص اخر غازلني.. لا لست انا! .. فليبحث عن تلك التي ستقبل ذلك .. عنده هناك في بلدهم" .
اما محمد فكان يمضي امسياته بين النادي الرياضي ، و الجري و القيادة الطويلة.. كان يفعل كل ما يستطيع لكي يظل خارج المنزل الي ان تنام.. فيعود. فيعود ليجد اثارها بالبيت .. هذا حذائها الرياضي تركته خارجا يبدوا انه مبلل لعلها غسلته و هو يجف بالخارج الان.. ما هذا الحجم ؟كم صغيرة قدميها؟ يبدو ايضا انها كانت تطهو شيء ما.. يسيل لعابه.. ثم يقرر عدم الاكل.. فمع كل قضمة سيتخيلها و هي تعده وتحرك ذهابا وايابا في خفة وهو لا يريد ان ذلك..لا يريد اي تواصل معها.. يغلف الطعام و يضعه في الثلاجة كي لا يفسد، فلكم يؤلمه ان يفسد ذلك الطبق الشهي.. وماهذا علي الطاولة.. الكريم الخاص بها .. نسيته.. يفتحه.. اذن تلك هي الرائحة المميزة التي تنبعث منها.. يستنشق الرائحة يحاول حبسها في داخله.. بلا جدوي... ثم مالذي حدث لبقعة القهوة الكبير العنيدة التي كانت علي السجادة ؟ اين ذهبت؟ لقد اعتاد عليها و يأتنس بها، فهي تلازمه منذ شهرين .. يبدو ان حبيبة نجحت في ازالتها.. بمن سيأتنس الان؟؟.. ينظر من شباك غرفتة المطلة علي الحديقة الخلفية يجد ملابسها منشورة علي المنشر المعدني بالخارج... يري ذالك القميص.. انه يعرفه.. كان ترتديه اول يوم رأها بالمطعم.. يوم حادثة القهوة الساخنة.. يتذكر الحادثة و يبتسم. كانت رؤية اغراضها وتفاصيلها الصغيرة تجعله يرغب في رؤيتها نفسها.. الا انه يراجع نفسه و يتذكر مخاوفه.. ويصمد.
العطلة الاسبوعية.. اخيرا.. ككل الذين يعملون انتظر محمد و حبيبة ذلك اليوم اسبوعيا حيث الراحة و الاستيقاظ بلا موعد.. كان محمد قد رتب مع زين و مجموعة من الاصدقاء ، و الغريب ان كلهم من الذكور، ان يذهبا في اليخت الصغير الخاص بأحدهم في رحلة صيد طوال اليوم.. هكذا يضمن عدم تواجده بالمنزل طوال اليوم ، اما حبيبة فلم تخطط لشيء كل ما ارادت هي الراحة.
برغم من انه كان اسبوعا مرهقا الا انها استيقظت باكرا كانت جائعة، ولما لم تجد ما تصنع به الافطار كادت تصرخ غيظا، فها هي الان جائعة و ليس لديها طاقة للذهاب الي السوبر ماركت حيث انه يبعد مدة الربع ساعة مشيا و بالطبع ليس لديها سيارة.. جائتها فكرة ان تطلبه بالمنزل كما هي العادة بمصر.. لقد نسيت تلك العادة الكسولة و التي تجعل دفتر تليفونات البيت مليء بشتي الارقام من جميع انواع الخدمات و تجعل الخروج لاحضار اي غرض هو امر لا يأتي اصلا علي راس اي شخص . اما هي هنا تذهب مشيا لاحضار كل اغراضها، حيث ان الشوارع تصلح للسير و الجو خالي من العوادم ومليء بالاشجار و المناظر التي تسر العين وتجعل من المشي متعة.. ولكن ليس الان، فلتفعل مثل ما كانت تفعل في مصر ام الدنيا.. بحثت عن رقم هاتف ذلك السوبر ماركت بدليل التليفون.. وطلبت ما تريد خبز و بيض وجبن.
اتي رجل التوصيل.. شاب في العشرينات من عمره ضخم الجثة، يعقص شعره الطويل البني خلف ظهره و يرتدي قبعة رياضية عليها اسم السوبر ماركت ، يلوك علكة في استهتار مستفز. لما فتحت له قال لها بأسلوب لم يعجبها:" اهذا منزل السيد محمد سليمان؟ "
اجابته وهي تنظر له في امتعاض:" اجل"..
الشاب:" هاك الطلب من سوبر ماركت(---)" والقي الكيس البلاستيكي في استهتار علي الارض وبمنتهي الوقاحة قال:" اين بقشيشي؟"
لم تصدق حبيبة ما فعله؟ ولم فعله؟ الا انه استفزها جدا، فصاحت فيه :"اي بقشيش تريد؟!.. انا لن ادفع حتي ثمن الطلب الذي اتلفته لتوك.. لقد كسرت البيض!. هيا ارحل من هنا ، وانا سوف اتصل بمديرك!"
فوجئت به يقترب منها في انفعال واضح وقد شمت رائحة الكحول تفوح من فمه.. انه سكران! تراجعت للخلف و هو مازال يقترب قائلا في انفعال:" بل ستدفيعن ايتها العربية السافلة!" توقعت ان الخطوة القادمة سيمسك بها .. فاستعدت لتضربه..الا انها فوجئت بشيء قادم في سرعة من داخل المنزل يصتدم بالشاب ويأخذه في طريقه و"يرزعه" في الحائط المقابل للباب.. يالهول انه محمد .. هل كان بالداخل؟ ظنت انه خرج .. دفع الشاب محمد وحاول لكمه الا ان محمد كان اسرع منه ولكمه في وجهه ثم في معدته، فانثني الشاب علي نفسه مترنحا ممسكا معدته ثم تقيأ.. امسكه محمد من ياقة سترته و جره عبر الحديقة الي الشارع ودفعه بعيدا قائلا:"كيف جرؤت ان تحدثها هكذا؟!!" ثم عاد و حمل دراجة التوصيل التي ركنها الشاب بجوار الباب وعبر بها الحديقة ايضا ثم قذفه بها.. تلقي الشاب المترنح الدراجة في وجهه و صدره وسقطا بها علي ظهره... ويبدوا ان بعض الجيران قد سمعوا الضجة فابلغوا دورية الشرطة التي وصلت قبل حتي ان يعود محمد الي داخل المنزل.. اخبرهم محمد ان ذلك الشاب تهجم علي زوجته و هو سكران.. وبالفعل اخذت سيارة الدورية الشاب بعد ان سألت حبيبة بضع اسئلة في هذا الشأن.
كانت حبيبة ككل المصريين بتخاف من المحاضر و اقسام البوليس بدون اي سبب ..لذا عندما كان يسألها الشرطي كانت متوترة، بالاضافة الي مامرت به من لحظات مرعبة اثناء وجود الشاب وحتي وهو يتشاجر مع محمد... شعر بها محمد فوقف الي جوارها وهي تحدث الشرطي... ربت علي ظهرها ولما وجدها ترتعش ضمها اليه قليلا.. كانت بحاجة شديدة الي تلك الضمة لذلك لم تعترض بل التصقت به اكثر.. شعرت انها محمية به .. وانها في امان معه..
اخبرت الشرطي كل التفاصيل التي ارادها وشكرته وكذلك شكره محمد و ما ان رحلت سيارة الشرطة.. حتي دخل محمد مسرعا الي الداخل فلحقته ..
حبيبة:" محمد.. انا مش عارفة اشكرك ازاي.."
محمد وكان يبدو انه يبحث عن شيء هام :" هي فين؟" ثم انحني علي الارض و امسك الكيس البلاستيكي الذي كان تركه شاب التوصيل ،ثم امسك الهاتف وطلب علي رقم الهاتف الموجود علي الكيس..
قال لها و هو يمسك السماعة :"سدي ودانك"
لم تفهم حبيبة ما يفعل الا انها فجأة وجدت محمد يتحدث الي صاحب السوبر ماركت.. يسبه بابشع الشتائم.. متهما اياه بانه مهمل و غير مسؤل و لا يدري من الذين يوظفهم و يرسلهم لمنازل العائلات بل ربما يدري ولا يهتم.. اخبره ان ماحدث من ذلك الشاب الذي يعمل لديه لن يمر بسلام ابدا، ثم هدده بانه سيطلب تعويضا و انه سيطالب ان بغلق ذلك السوبر ماركت الحقير.
كانت منبهرة! فهو لم يكتف بضرب الشاب وتسليمه للشرطة بل ايضا اخذ لها حقها من صاحب العمل. كانت فاغرة فاه وهي تسمعه يسب الرجل ثم اغلق الخط في وجهه ودخل حجرته دون ان يوجه لها كلمة.. كانت تنظر له بانبها وكانه بطل اسطوري... تماما مثل مشهد شادية و هي تنظر الي صلاح ذوالفقار في فيلم (عفريت مراتي) فقط بقي ان تذهب ورائه قائلة "حواش ..شيلني"
لحقته مرة اخري الي حجرته ، كان ينظر في المراة ليتأكد ان تلك المشاجرة لم تخدش وسامته اي خدش..
حبيبة في انبهار تام :" انا مش عارفة اقولك ايه.. بجد.. انت.."
قاطعها في لا مبلاة :" تقوليلي ايه في ايه؟ انا مش عايز اسمع منك او عنك اي حاجة تاني انهاردة كفاية الي حصل.. "
صدمها بتلك الحدة والنبرة الهجومية فقالت بتردد:"انا بس.. كنت عايزة اشكرك"
رد في نفس البرود و هو يمشط شعره:" لا شكر علي واجب يا ستي.. مش المهم انتي كويسة؟!"
اومائت براسها في انكسار
محمد:" طب الحمد لله.. سيبيني بأه اشوف حالي..كفاية رحلة الصيد اللي فوتها بسببك.."
خرج امامها من باب حجرته ولكنه عاد قائلا و كأن ما قاله لم يكن كافيا :" ممكن اخرج؟ ولا في حد تاني تحبي اضربهولك؟!"
لم ترد عليه بل دفعته في صدره وخرجت هي من الحجرة غاضبة تاركة اياه واقفا ممسك بصدره فقال:" انتي كمان بتزقيني؟! مش كفاية البهدلة اللي انا فيها بسببك.. صحيح خير تعمل شر تلقي"
كانت واقفة في المطبخ تعطيه ظهرها وتنظر الي الحديقة عبر الزجاج... اما هو فكانه يتلذذ ان يسمعها ذلك الكلام السخيف وكانه ينتقم منها علي كل المضايقات التي شعر بها بسببها .
كان متعجبا من صمتها فهي كما يعرفها كانت لتصيح فيه او ترد عليه علي الاقل، الا ان صمتها اثار فضوله اكثر.. فذهب اليها وجذب ذراعها وقال :"حتي مش هتعتذري عشان زقيتيني برغم كل اللي عملته."
استدارت له وكانت عيناها غارقة في الدموع ووجنتيها الذيذتين مبتلاتان ، قالت في هدوء " اسفة" ثم تركته ودخلت مسرعة الي غرفتها.. صدمه رؤيتها تبكي ..لا ليس ذلك التعبير الصحيح .. بل لقد مزق قلبه رؤية دموعها.. غريبة ان كل ما تفعله يكون دائما تأثيره علي قلبه؟ .. كيف ضايقها الي هذه الدرجة؟ عديم الاحساس هو! لم يدر ماذا يفعل ؟ لقد رأي كثير من الفتيات يبكين الا انه دائما شعر ان ذلك البكاء هو ايضا موهبة لدي الفتيات لكي يسهل عليهم خداع الرجال.. فولا مرة اثرت به اي فتاة وهي تبكي.. الا هذه المرة .. كان يريد ان يصالحها و يعتذر لها.. طرق باب حجرتها.. فنهرته قائلة:" ايه..عايز ايه؟"
فرد من وراءالباب :" افتحي بس"
حبيبة:" امشي يا محمد شوف حالك الي اتأخرت عليه"
محمد مازحا:" افتحي بدل ما اكسر الباب ده.."
حبيبة:" اكسره!"
محمد:" طب انا عايز اعتذرلك.. انا اسف "
حبيبة :" خلاص محصلش حاجة.. "
لم يعرف ماذا يفعل كانت استكانتها وعدم ردها يزيدا من ضيقه.. شعر انه لا فائدة من يستمر الوضع هكذا فعاد وقال :" انا همشي .. بس بجد مكنش قصدي اضايقك.. "
لم ترد فخرج كان مازال ينوي ان يستمر في خطته التي تنص علي ان يتحاشا لقائها.
ما ان ركب سيارته جائه اتصال من رقم لا يعرفه
المتصل:" محمد؟ انه انا.. طوني"
محمد وقد بدي علي وجهه الضيق:" اجل .. ماذا هنالك يا طوني؟"
طوني:" احدثك بِشأن الحفلة"
محمد: اي حفلة؟ّ!"
طوني:" الم نتفق اخر مرة كنا عندك بالمنزل ان نقيم حفلة عيد ميلاد زين بسطح بنايتنا.. لقد كان اقتراحك انت يا رجل..الا تذكر لقد جعلتني اترك حبيبة خصيصا لتخبرني بذلك"
محمد:" اه نعم .. حسنا .. ماذا رتبت؟ و بمناسبة حبيبة.. ما اخبارك معها؟ هل تلتقيا؟"
طوني:"لا للاسف .. كنت مشغولا الايام الماضية كما انها ليس لديها هاتف محمول لاحدثها.. كنت اريد انا ان اسألك عليها؟"
محمد وقد سعد بما سمع :" انا ايضا لا ارها.. نحن لا نلتقي.. هيا اخبرني ماذا حضرت للحفل"
طوني :" كل شيء.. بقي فقط ان اخبر بعض الاصدقاء.. ايمكن ان تساعدني في اخبار تيا فهي اهم شخص بالنسبة لزين.. وبالطبع طبعا حبيبة .. و كدت انسي صديقتك كارلا"
محمد:" حسن .. سأخبر ثلاثتهن.. وداعا"
يبدون ان هناك لقاء اخر بينهم يلوح في الافق.. فكر ان يريح راسه و الا يخبرها بالحفل.. ولكن ان لم يفعل هو تيا ستفعل.. فلن يخبر تيا اذن.. ولكن زين قد يقيم الدنيا ولا يقعدها ان اقمنا له حفل عيد ميلاد دون ان ناتي بتيا.. يبدو ان لا مفر من اللقاء..
***
لم تبك حبيبة طويلا ، لقد شعرت ببلاهتها.. لم بكت ؟ اصبحت تصاب بالتفاهة كلما كان الموضوع يمس محمد ، وكان ما ضايقها اكثر من كلامه السخيف هو رؤيته لها وهي تبكي.. سيظن الان انها طفلة بكاءة ، كلما ضايقها احد سالت دموعها.. كانت تفهم لم كان سخيفا معها.. بالطبع انتقاما من موضوع طوني.. لكم هو نموذجي.. يال الرجال! كان يكفيها انه اعتذر لها..لذلك لم تشغل بالها بسخافته كثيرا
استلقت علي سريرها وابتسمت تذكرت ما فعله مع الشاب.. تري ماذا كان قد يحدث لو لم يكن بالبيت.. لربما ضربها وسرقها ذلك السكير..او حتي قتلها.. كانت تعرف الان ان وجوده معها لهو امر ضروري.. فهو الان صار بطلها .. كانت تريد ان تبقي معه محتمية بظله..
أنت تقرأ
في ارض الحلم // للكاتبه منه فوزي
Romanceرواية خفيفة تدور في إطار رومانسي كوميدي عن فتاة لا ترغب في شيء من الدنيا سوي العيش علي أرض الحلم (أمريكا) في اعتقادها، و يدفعها ذلك لاخذ خطوة جريئة جدا في هذا الطريق ،و تستمر توابع تلك المجازفة في صورة احداث مشوقة جميع حقوق الملكيه للكاتبه // منه ف...