الفصل السادس

3.6K 117 0
                                    

بعد الزواج..الاسبوع الاول!!

استقرت حبيبة بعد ان نقلت كل اغراضها و متعلقاتها الي حجرتها الجديدة بمنزل محمد والتي كانت غرفة زين صديقه ، كانت حجرة كبيرة الي حد ما بها نافذة تتطل علي الحديقة ، بالفعل جميلة ومبهجة ، بل فضل كثيرا من حجرتها الصغيرة في منزل تيا. اما المنزل ككل فهو عبارة عن طابق واحد مطل علي حديقة متوسطة و حديقة خلفية صغيرة ، مساحته كبيرة به فقط غرقتان كبيرتان وبجوار كل غرفة حمام صغير خاص بها يفصل بين الغرف مساحة و اسعة بها المطبخ المفتوح امريكي الشكل و غرفة المعيشة التي تتكون من كنبة كبيرة مريحة مليئة بالوسائد واخري تشبهها ولكن اصغر قليلا وكرسي ضخم مريح ايضا وطاولة القهوة القصيرة وامامهم تلفاز بشاشة كبيرة مسطحة . وكل تلك المساحة مطلة عبرشباك زجاجي بعرض الحائط ومن الارض للسقف علي الحديقة الامامية. وكأن المنزل صورة من احدي المسلسلات الامريكة التي كانت تتابعها حبيبة وتقول لنفسها " بس لو اعيش في بيت بسيط و جميل كدة".اذن... فملخص الاحداث الحالية ؛ ان حبيبة تعيش كل احلامها التي تمنتها و لايعكر صفوها سوي تللك الزيجة العجيبة التي لم تكن علي البال والتي في نفس الوقت لولاها لما كانت استطاعت تحقيق كل هذا. كانت تامل ان تمشي الحياة كما هي مخطط لها، حيث تحصل علي الاقامة و حتي ان طالت المدة و ظلت تعيش في ذلك البيت الجميل فترة اطول فهي لن تمانع اطلاقا، كما انها تامل ان تسير الامور مع محمد كما تتمني ولا يلتقيا الا مروار كما قال والا تشعر بوجوده.
كانت لحظة وداع تيا لحبيبة مليئة بالمشاعر والدموع حيث بكت كلتاهما خاصة تيا ، اكدت لها حبيبة انهم مازلن اكثر من اخوات برغم اقامتها في بيت اخر وانهم سوف يرون بعض كل يوم حيث ان المسافة ليست بعيدة جدا بين البيتين. وبالفعل في الاسبوع الاول كانت تيا تأتي لحبيبة كل يوم ، اما تقضي معها بعض الوقت بالمنزل او تصحبها بالسيارة ليذهبا لمكان ما للخروج قليلا. اما زين صديق محمد فقد دبر لنفسة مكان سكن اخر حيث وجد زميل سكن جديد و يشترك معه في منزله.
لم تخبر حبيبة سوي بعض من اصدقاءها بمسئلة الزواج "عشان وقف الحال برضه" فهي مازال لديها امل في الزواج الحقيقي رغم كل شي ، فلا داعي ان تكون تلك الزيجة الوهمية المؤقتة سبب في تطفيش عريس محتمل.
علي عكس ما حدث مع تيا في الاسبوع الاول من الانتقال حيث كانت تراها يوميا ، هي تقريبا لم تري محمد سوي بضع مرات علي عتبة الباب ، هو داخلا و هي خارجة او العكس...تماما كما اكد لها انه سيحدث. مما زاد من شعورها بالاستقرار واحساسها بان الخطة التي رسمتها تنجح حقا... وكان سبب عدم التقائهم هو ان حبيبة تعمل صباحا و محمد وردية عمله تبدأ في المساء ، وبالتالي كانت تعود وهو خارجا او تخرج و هو مازال نائما وحتي يوم الاجازة قضته هي في الخارج مع تيا والاصدقاء طوال اليوم... احيانا كانت تجد اثاره في المطبخ ، كان منظم الي حد كبير ويعيد كل شيء الي مكانه ولكنها كانت احيانا تجد اثار اطعمة او ربما قهوة او سكر فكانت تمسحها ، وهي ايضا بدورها تعيد كل شيء مكانه و تنظفه. كان محمد يخصص في الثلاجة رف محدد لكل منهما حتي لا تختلط الاطعمة ، وكانت هي ملتزمة بكل انظمة المنزل التي وضعها هو، حيث وجدتها فعلا مفيدة وتساعد علي الاحساس بالاستقلال وكأنها تعيش وحدها كما انها بتلك الطريقة لا يوجد اي سبب يجعلها تحتاج للتواصل معه باي شكل من الاشكال ، ورغم ذلك فقد وضع لها علي الثلاجة نوتة صغيرة و قلم ، في حالة احتاج احدهما اخبار الاخر بأي شيء في عدم وجوده، غير انها لم تستخدم تلك النوتة ولا مرة و بالفعل كانت تشعر انها تعيش وحدها في ذلك المنزل الجميل، ولا يذكرها بذلك الزواج شيء سوي فتات الطعام التي تمسحها بعده احيانا او التحية المقتضبة التي يلقياها علي بعض اذا التقا مصادفة.
اتستطيع القول الان انها سعيدة؟؟ بالطبع نعم...اتسير الخطة كما يجب؟ ؟ هذا اكيد ... هل سيعكر صفو تلك السلاسة و اليسر شيْ؟؟ اجل !
كانت تسير في طريق العودة من اول يوم عمل من الاسبوع الثاني بعد الانتقال، وقرب البيت وجدت من يناديها... استدارت لتجده مو، كان يسير علي نفس الرصيف خلفها بمسافة ، عجبت لذلك و لكنها ابتسمت و انتظرته من باب الزوق حتي وصل اليها ، وسألته :"ماذا تفعل هنا ؟ لما لست في نائما او في عملك؟"
محمد:" لقد انتهيت... انا عائد لتوي "
حبيبة:" اوليست وردية عملك مسائية؟!!"
محمد:" اه ..نعم انت تقصدين الاسبوع الماضي ، الوردية يتغيرموعدها كل اسبوع... مالك المطعم يظن ان ذلك افضل للمطعم... لا يزن الامور بدقة... غبي!"
قالها وهو يكمل السير في الطريق نحو البيت، فلحقته حبيبة متسائلة:" ايعني ذلك انك سوف تعمل صباحا مثلي؟؟"
اجابها بدون ان ينظر لها :"اجل.."
فاكملت:" وانك ستكون بالبيت مساء؟ّّّ!!!"
فرد عليها باقتضاب و بالمصري:" دا اذا مكانش يضايقك!"
شعرت حبيبة بعدم ارتياح شديد...لقد كانت تظن ان عمله السائي هو مسألة ابدية ... ماذا ستفعل الان؟؟؟ سوف تخرج كل الايام التي سيتواجد هو بها في المنزل ...وستنام باكرا... كما ان لديها حصص الكتابة ستبقيها في الخارج لفترة ... فكرة رائعة.
فردت بالانجليزية:" لا...لا يضايقني اطلاقا"
لم تحب ان تتحدث معه بالمصري ، وكأن ذلك يؤكد ان هناك صلة بينهم او رابط ما... وهي لم ترغب في الاحساس بذلك ، او ربما في عقلها الباطن كانت تريد ان تتخلص من مصريتها او تحاول نسيانها.
اما محمد فبرغم انه لم يعجبه سؤالها عن تواجده بالمنزل وشعوره بانها مستاءة من ذلك واحساسه ان ذلك هو بيته هو "يعد فيه براحته"، فقد كان قد اخذ قراره منذ الصباح انه سيفعل اليوم عكس ما تفعل هي، فان خرجت بقي هو بالمنزل و ان بقت خرج هو مع اي من صديقاته او حتي ان اضطر مع اصدقاءه. سبب قراره في البداية كان انه لا يريد ان يضايقيها او يعكر صفوها كما وعدها ، ولكن الان بعد ان ابدت استياءها من وجوده ، احس انه "مش عايز يشوف وشها".
اكملا الطريق معا في صمت، بل كان هو يمد عنها قليلا و هي تتباطاء اكثر... اذا راءهم احد من بعيد لظن انهم شخصان غريبان عن بعض جمعهم رصيف واحد.

في ارض الحلم // للكاتبه منه فوزيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن