قال الطبيب:" سيد سليمان، عندما تأتي الينا حالة مثل زوجتك تم الاعتداء عليها بهذا الشكل ، نقوم عادة باجراء كشف كلي عليها لاكتشاف كل الاصابات و الاضرار، ومن ضمن الكشوفات هناك الكشف عن الاغتصاب.."
هوي قلب محمد ، وضع يده علي وجهه يكاد يبكي ، مرهفااذنيه منتظرا ان يكمل الطبيب..
الطبيب:" لقد اكتشفنا ان السيدة حبيبة زوجتك مازالت عذراء!"
رفع محمد يده من علي وجهه متنفسا الصعداء وقال:" حمدا لله! لقد اصبتني بالرعب لوهلة "
ثم نظر الي الشرطي و الطبيب وادرك من نظراتهم المتعجبة، المشكلة التي هو واقع فيها الان...
قال الشرطي:" سيد سليمان، لقد قمنا بالاتصال بادارة شئون الهاجرين واخبرناهم عن تلك التفصيلة الصغيرة.. يبدو انهم سيرسلون احد موظفيهم للتحدث معك"
صمت محمد لم يعرف ماذا يقول.. فتركه الشرطي بعد شكره في برود علي وقته.
اما الطبيب فقد اخبر محمد انه يستطيع رؤية حبيبة بعد حوالي ساعة. قام محمد بالاتصال بزين و بتيا ليخبرهم بالمصيبة التي حدثت، ثم جلس علي كرسي في الممر امام حجرتها بعد ان اشتري كوب من القهوة ليبقيه صاحيا، كان يشعر بالضيق و الغضب، كلما تخيلها في ذلك المشهد الشنيع شعر وكان شيء يعتصر قلبه. كيف تركها تذهب وحيدة ، انه خطئه لو كان رجلا كما يدعي لما تركها تسير وحيدة ليلا في الطرقات، وضع رأسه بين يديه كان الصداع يفجرها.
لم يعرف محمد كم مضي عليه جالسا هكذا ولكن جائته ممرضة لطيفة تقول له ان بامكانه ان يدخل لحبيبة الان.
قام بسرعة ودلف الي الحجرة كان منظرها بشعا ، كان يتألم من اجلها ، اقترب منها وجدها فاتحة عينيها ، اول ما رأته مدت يدها في بطء فامسك بها ثم قالت بالمصري بصوت ضعيف جدا:" انا اترنيت علقة موت يا محمد"
ابتسم علي التعبير وقد اراحه انها في مزاج للمزاح، ثم وضع يده علي رأسها و قال في حنان:"سلامتك"
فاعادت وقالت:" الجبان، ضربني من ضهري.. لو كان واجهني كنت قطعته"
ضحك هذه المرة بصوت فقد كان سعيدا انها بخير :"ربنا انقذه منك.."
ابتسمت بصعوبة فمع كل عضلة تتحرك في وجهها كانت تشعر بألم ، احس بألمها فملس علي رأسها قائلا:"الدكتور قال انك كويسة.. الضربة جت بعيد عن اي منطقة خطيرة.."
سرحت قليلا فقد تذكرت ما حدث واطلت الدموع من عينيها، كانت تشعر انها اهينت ، ان يتعرض الانسان للضرب لهو امر موجع اكثر من ان يتعرض للطعن. نظرت الي محمد ورأت عيناه ، هل حقا تدمع؟ هل هو متأثر لتلك الدرجة..
قال بصوت متقتع:" انا اسف علي الكلام اللي قلتهولك.."
ضغطت علي يده وكانها هي التي تطمئنه، فانحني وقبل جبهتها ثم واسند ذقنه الي راسها ، وصمت الاثنان فلم يكن هناك ما يقال.. بل يحس..
بات محمد ليلته جلسا علي ذلك الكرسي خارج الحجرة وفي الصباح اتاه شخص اخبره انه رجلين من ادارة شوؤن المهاجرين و يرغبان في التحدث معه.. ها قد بداءت المصائب.
اخذه في ذات المكتب الذي جلس فيه مع الشرطي قبلا، تحدث احد الرجلين مباشرة بدون مقدمات:"سيد محمد سليمان ، لقد اكتشفنا ان زوجتك المزعومة السيدة حبيبة مازالت عذراء ، مما يدل علي عدم وجود علاقة زوجية بينكما اي ان ما قدمتماه من معلومات للادارة غير صحيحة وبالتالي سوف نرفض طلبها ، بالاضافة الي اثبات سوء نيتكما وخداع الادارة ، وبناء علي ما سبق سيتم التالي: اولا سيتم ترحيل السيدة ، او دعني اقول الانسة حبيبة الي بلدها بعد ان تسمح حالتها بالسفر وثانيا ستتعرض انت للمسائلة القانونية لقيامك بتقديم معلومات غير صحيحة لجهة حكومية."
كان محمد يستمع في صمت، وبعد انهي الرجل كلامه قال:" كل ما قدمناه للادارتكم من معلومات هي صحيحة و لا خداع بها و حبيبة بالفعل هي زوجتي"
الرجل:" كيف تكون زوجتك الانسة حبيبة عذراء"
محمد في غضب ولكن بهدوء:" اسمها مدام سليمان، وهي بالفعل زوجتي"
فاحتد عليه الرجل الاخر قائلا:"اتظننا اغبياء؟! كيف تكون زوجتك و لم تكن بينكما علاقة جنسية؟؟"
محمد:" و ما علاقة الجنس بالزواج؟؟؟ هل تريد ان اخبرك كم فتاة اقمت معها علاقة و لا واحدة منهم زوجتي ، بعضهن حتي لا اذكر اساميهن! امعني ذلك اني متزوج منهن؟ اما حبيبة فهي بالفعل زوجتي انا اشعر معها انها زوجتي!"
الرجل في استهزاء:" نأسف يا سيد سليمان ولكن المشاعر لا مكان لها هنا في هذا الموقف"
محمد في هو منفعل:" ان كانت تعيش معي في حماي ..الا تكون زوجتي؟ تعتني بي في مرضي ، تطهو لي كل وجباتي، تنظف منزلي، وانا اصرف عليها واتي لها باحتياجاتها الا يجعلنا ذلك زوجان؟؟"
الرجل ساخرا:" بل يجعلها خادمتك"
انقض محمد علي الرجل ليضربه قائلا:"لقد قمت بضرب رجلين من اجلها و لامانع عندي في ضرب ثالث!"
فامسك به الرجل الاخر يحاول تهدئته:" اهداء يا سيد لا داعي للانفعال زميلي لا يقصد.." ثم التفت لزميله وقال:" لا تكن وقحا يا مارك!"
جلس محمد وقال لمارك بانفعال:" انها زوجتي اقول لك... اقسم لك اني اغار عليها و احبها! "
لم يرد مارك انما رد الاخر وقال:" ايا كان يا سيد سليمان، فسيتم كل ما سبق وذكرته لك، الامر صدر و التنفيذ واجب"
وخرجا الاثنان تاركين اياه يسند راسه علي المكتب في حزن شديد
أنت تقرأ
في ارض الحلم // للكاتبه منه فوزي
Romantikرواية خفيفة تدور في إطار رومانسي كوميدي عن فتاة لا ترغب في شيء من الدنيا سوي العيش علي أرض الحلم (أمريكا) في اعتقادها، و يدفعها ذلك لاخذ خطوة جريئة جدا في هذا الطريق ،و تستمر توابع تلك المجازفة في صورة احداث مشوقة جميع حقوق الملكيه للكاتبه // منه ف...