النهاية
انفض الجمع بعد خروج حبيبة، لم يذهب احد و لكن جو الاستمتاع قد اصابه التوتر .
ذهب محمد ووقف بعيدا عن الناس مسندا زراعيه الي السور و ينظر الي الفراغ، كان في قمة الاستياء، لم يصل لتلك الدرجة من الاستياء ابدا في حياته، جاءت كارلا من خلفه:"محمد ما هذا الذي حدث؟ انا لم افهم مشاجرتك الحادة انت و حبيبة، ولكني رأيت انها مشادة بين اثنين مغرمين ، احدهم اصابته الغيرة!"
التفت محمد لها في اقتضاب قال:" ماذا تقولين يا كارلا؟"
كارلا:" يؤسفني قول هذا ، ولكن انت تحبها، انا صريحة مع نفسي كفاية لاعترف بما هو واضح امام عيني.."
اقتربت منه وقبلته قبلة علي خده وقالت:" وداعا يا محمد، كنت اتمني ان تكون حبيبة من الشخصيات التي تقبل مشاركة حبيبها، ولكن للاسف، انا اعلم انها ليست كذلك.. لقد قضيت معك اوقاتا ممتعة عن جد.. اتمني لك السعادة معها .. وان لم تستمر علاقتكم .. انت تعرف رقمي ..وداعا" ثم تركته ورحلت.
نظرا اليها و هي ترحل، ثم استدار و عاد يحدق في الفضاء الواسع، ما حدث قبل قليل كان بشعا بكل المقايس، كل التصرفات الغبية من حبيبة التي راها بعينية و لايعرف كيف يخرجها من راسه ، وضربه لطوني ، والكلام البشع الذي قاله لها ، كانت تستحق كل كلمة نزل بها علي راسها العنيد الغبي، بل ما تستحقه اكثر من ذلك، ولكن ضايقه انه قاله لها.. لقد كان باردا قاسيا معها.. هل انقلبت الايه؟؟ اصبح هوالذي كان زيرالنساء ؛ لا يطيق النساء، وهي التي كانت مثال للاستقامة؛ اضطرته ليسمعها كلاما سخيفا تأنيبا علي سوء سلوكها..
ماذا سيكون الوضع الان اكيد ستخاصمه مدي الحياة، احسن .. هكذا افضل فمنذ ظهورها في حياته قلبتها رأسعا علي عقب،واليوم كاد يخسر صديقه بسببها، كما انه لا يعلم ما سيكون رد فعل طوني بعد الليلة عندما يفيق، طوني لا ذنب له حبيبة هي التي جرأته عليها، وايضا خسرته الليلة صديقته الفاتنة التي كان يحسده الناس عليها، والكارثة انه غير مهتم! و ما قالته كارلا عن انه يحبها.. هو لا ينكر اهتمامه بها و غيرته عليها و لكنه لطالما فسر ذلك بانها فتاة جميلة و هو يهتم بالجميلات و الغيرة مسألة مفهومة لانها زوجته و ان كان زواج صوري.
ولكن يحبها؟!!
***
خرجت حبيبة الي الشارع في سرعة دامعة العنين ، اي اهانة تشعر بها.. لقد اهانها محمد بشدة و لكن قبله اهانت هي نفسها، كيف سمحت لنفسها بكل تلك التصرفات، وكان شيطان كان محتلا عقلها، كان محمد معه حق في كل حرف قاله... لقد افسدت كل الامور... هو يظن الان انها انحرفت، وطوني يظن انها تريده... لربما محمد يظن الان ان كارلا افضل منها فعلي الاقل هي واضحة و صريحة في حقيقتها، لا تدعي شيء و تفعل نقيضه ثم تقف بكل بجاحة لتدافع عن تصرفها..
مشت مسافة كبير مبتعدة عن المكان، لم تدر الي اين اتجهت ولا كم من الوقت مشت، اسرعت في خطاها والدموع تغرق وجهها.. اتجهت لناحية البيت، تريد ان تعود قبل محمد تعتكف في غرفتها و لا تراه ابدا..
احست بصوت اقدام تتبعها، استدارت لتجد خلفها شاب ضخم الجثة ، طويل الشعر..لقد راته قبلا ..اين؟ كان ينظر لها بعنين ناريتين، شعرت بالخوف قليلا وقررت ان تستمر في طريقها لربما يبتعد عنها، استدارت لتكمل سيرها فسمعته يصيح غاضبا:" اين تذهبين ايتها العربية السافلة؟ الم تعرفينني؟"
ياالهول انه رجل السوبر ماركت.. لقد تذكرته.. ماذا يريد منها الان ، لا يمكن ان يكون الا شرا، بتلك النظرات الغاضبة المجنونة ومع التاريخ السابق بينهم من ضرب محمد له و جرجرته الي سيارة الشرطة، اكيد يريد ان ينتقم (مش محتاجة فكاكة دي) نظرت حولها وجدت الشارع مليء بالمارة والمحال مازالت مفتوحة يملؤها زبائنها اذن فهو لن يقدم علي اي فعل غبي. اسرعت في خطاها وكأنها لم تسمعه، الا انها شعرت به يمد خلفها ثم احست بيده فجأة تجذبها من شعرها، ودون ان تدرك ما حدث ، نزل عليها ضربا.. صفعات.. لكمات .. ركلات في سرعة و جنون . كانت تصرخ وتقاومه وتحاول ضربه، اطبق علي رقبتها بيديه صائحا:" سأقتلك ايتها العربية ! دخلت السجن بسببك .. ولكني عدت لكي الان.. سأقتلك!" انتهزت فرصة تركيزه علي رقبتها وركلته في قصبة ساقه بكل قوتها.. فافلتها متألما ، فانطلقت هي تعدو بعيدا عنه صارخة طالبة النجدة، وما اثار دهشتها ان لا احد من المارة فكر ان يتدخل، كلهم ينظرون اليها اما بذهول او بامتعاض ولكن بالفعل لم يتدخل احد ربما سمعت اصواتا وسط الصفعات احدهم يقوول:" ابتعدو عن محلي ياهمج.. سأتصل بالشرطة!"
وصوت اخر:"هيا نل منها يا رجل..تلك العربية" وربما صوت ثالث يقول" ما هذه الضجة؟ ماذا تفعلون؟ سأطلب لكم الشرطة" ولكن لم ينجدها احد .
بعد ان نجحت في الجري منه باقصي سرعتها لمسافة قصير غير ناظرة خلفها ، سمعت صوته يصيح بجنون مرة اخري لاهثا خلفها:" استعدي لملاقاة ربكم" ثم احست بالنصل البارد يخترق ظهرها.. لم تتخيل ان اصابة المرء بالطعن قد تكون بهذا الالم... طعنت من الخلف يا جبان.. لم الارض رطبة؟ اتلك دمائي؟.. انها النهاية.. الوداع ايتها الدنيا؟ احبك يا محمد.. ودعا يا بلد احلامي..امي انا اتية، وحشتيني! .. ما كل تلك الرؤس .. الان اجتمعتم حولي يا انذال؟!.. لم اعد اراكم.. ما هذا السواد.. لم اعد اسمعمكم ايضا..
_______________________________!
***
عاد محمد الي المنزل و لم يجدها ، كاد محمد ان يجن من القلق ، حاول الاتصال بها لم ترد ظل يكرر المحاولة بلا نتيجة.. لم تعد للمنزل الي الان .. يالها من عنيدة! اين ذهبت؟ وتيا ايضا قلقة لا تعلم عنها شيئا..
رن هاتف المنزل فرد بسرعة:" نعم؟"
اتاه صوت يتحدث بطريقة رسمية:" هل هذا منزل السيد محمد سليمان؟"
محمد وقد احس ان ذلك ليس خيرا:" اجل .. انا هو"
الصوت:" هنا مستشفي (---) ، لقد تعرضت زوجتك السيدة حبيبة، كما هو مذكور في باسبورها، الي حادثة طعن، و....."
فتح محمد فاه مصدوما مذهولا.. لم يستمع الي باقي المكالمة لقد تلاشي صوت الرجل .. بل تلاشت الدنيا امام عينيه... لم يري السيارة و لا الطرقات ولا مدخل المستشفي، لم يسمع السيدة في قسم الاستقبال وهي تدله علي مكان حبيبة..حبيبته، لم يري ممرات المستشفي ولا المصعد ، كان يسير كالميت ، ممتقع الوجه ، حائر النظرات .. لم يري شيء الا عندما وصل الي سريرها .. وياليته اصيب بالعمي قبل ان يري منظرها .. الكدمات في كل مكان في وجهها ، لولا ان الطبيب اشار اليها لما عرفها.. ماذا حدث؟؟؟؟
اخبره الطبيب انها بخير، لتوها خرجت من غرفة العمليات ، بعد اجراء عملية تعتبر بسيطة لاصلاح ما سببته الطعنة من جروح داخلية ولذلك يجب ان ينتظر الان قبل ان يدخل لها.. ثم طلب منه ان يأتي معه لان هناك شرطي يريد ان يتحدث اليه.
كان مازال مذهولا.. الا ان طمئنة الطبيب له عن حالتها قد جعلته اهداء قليلا..
جلس مع الشرطي في حجرة مكتب صغيرة في نفس دور حجرة حبيبة، تحدث الرجل:"سيد سليمان.. انا اسف لاصابة زوجتك..اتمني ان تتم شفائها سريعا"
محمد في ذهول:" ماذا حدث؟"
الشرطي وهو يخرج صورة للشاب الذي طعنها:" اتعرف ذلك الشاب؟"
محمد :" لا ، من هو؟ اهو من طعنها؟"
الشرطي :" امعن النظر ، انك تعرفه ، لقد ضربته منذ فترة؟"
محمد وقد تذكر:"نعم تذكرته، هل هو من طعنها؟، اخبرني بالله عليك ماذا حدث،؟ واذا كان هو طعنها ماذا حدث لوجهها؟"
الشرطي:" نعم ياسيد سليمان ، هو طعنها انتقاما منكم.. والكدمات سببها انه ضربها ضربا مبرحا قبل ان يطعنها.. انه شاب مجنون و سكير وله ملف طويل من الاعتداءات والعنف و السرقة بالاكراه ، كما انه لديه عصابة صغيرة يستعين بها في تنفيذ الاعمال الاجرامية.."
شعر محمد ان قلبه سيتوقف وهي يسمع الشرطي يتحدث، لم يستطع تخيل حبيبة و هو ينزل علي وجهها ضربا ، المه ذلك جدا اكثر من فكرة الطعنة.. اكيد كانت خائفة ، وتألمت.. ظل ينفض رأسه محاولا ان يخرج الصورة منها
خبط محمد بيده علي المكتب في عصبية شديدة صائحا:" ضربها، كل الكدمات تلك هي نتيجة ضرب؟!!! الم يكتفي بالطعن؟! سأقتله، اقسم اني سأقتله"
الشرطي:" اهداء يا سيد سليمان!، لا تنس اني شرطي و قد اخذ كلامك علي محمل الجد"
ثم اخرج حقيبة بها نقود و حافظة نقود وقال:" اعتقد ان تلك الاشياء تخص زوجتك.. لقد اعترف الشاب انه سلط افراد عصابته لسرقة النقود من زوجتك انتقاما منها وايضا ليدفع بها كفالة خروجه من السجن، وبعد ان خرج ظل يراقبها و يتتبعها وانتهز الفرصة لينقض عليها "
محمد محاولا ان يهدأ:" اجل ، لقد سرقت بالفعل منذ بضعة ايام، اعتقد ان المبلغ ان اربعة الاف دولا بالاضافة للحافظة.."
الشرطي:" بالطبع لم يتبق الكثير من النقود فقد صرف معظمهم ولكن هاهي حافظتها بها كل اوراقها.. افهم من الاوراق ان السيدة سليمان مصرية، وقد قدمت طلب للحصول جرين كارد بعد زواجكم"
محمد:" اجل"
نظر له الشرطي نظرة طويلة ثم قام ونادي الطبيب
لم يفهم محمد ما المشكلة، كان يريد ان يري حبيبة الان ويطمئن عليها.
جلس الطبيب خلف المكتب و الشرطي علي الكرسي امام محمد وقال الشرطي:" سيدي الطبيب اخبر السيد سليمان بما اكتشفتم"
توتر محمد ونظر للطبيب .. ماذا عساه ان يخبره.. استر يا رب
أنت تقرأ
في ارض الحلم // للكاتبه منه فوزي
Romanceرواية خفيفة تدور في إطار رومانسي كوميدي عن فتاة لا ترغب في شيء من الدنيا سوي العيش علي أرض الحلم (أمريكا) في اعتقادها، و يدفعها ذلك لاخذ خطوة جريئة جدا في هذا الطريق ،و تستمر توابع تلك المجازفة في صورة احداث مشوقة جميع حقوق الملكيه للكاتبه // منه ف...