عودة إلى الحاضر :
كان آسر جالسا بجانب كارين فى المستشفى يقرأ من القرآن سورة الدخان تترقرق الدموع فى عينيه ، دخلت والدة كارين تتأمله بعينين دامعتين فصدق بعد ان انتهى من قراء السورة و نهض متجها نحوها بعدما لاحظ الانهاك عليها
- طنط ، حضرتك كويسة ؟
مدت يديها و أمسكت بيديه فى حنو تطالعه بحزن بالغ هاتفة : بتحبها يا آسر ؟
أطبق جفنيه يعتصرهما بشدة ليخرج كل ما بهما من دموع لم يستطع اخفاءها هاته المرة ، فاحتضنته ليلى تربت على ظهره بحنان قائلة : ماتخافش .. ان شاءالله هتفوق ، أنا مامتها و قلب الأم عمره ما يكدب و قلبى بيقوللى انها هتفوق قريب .. قريب اوى ان شاءالله .
ابتعد عنها قليلا و امسك بيديها يقبلهما ممتنا : ربنا يخليكى ليا .
على الرغم من النيران المشتعلة بصدر ليلى على ابنتها لكنها لم تكن قاسية على آسر و لم تلمه كما تفعل والدته ، فكانت هى من تهون عليه و تبث به مشاعر الدفء و الطمأنينة التى لولاها ما كان استطاع التحمل .
و بينما هما واقفان يتأملان وجه كارين المنهك ، خطر على باله فكرة متذكرا ذاك الموقف عندما اصيبت كارين بحالة الهلع و كيف هدأها ..
- طنط انا جايلى فكرة .
- فكرة ايه يا حبيبى .
- ثوانى و هتشوفى .. يا رب تجيب نتيجة .
اتجه آسر نحو كارين و جلس بجانبها و بدأ بالحديث معها لكن هاته المرة لم يحدثها عن ذكريات حلوة بينهما و لا يتوسلها كى تفيق بل أخذ يردد بلهجة استفزاز :
- كارين .. انتى واحدة أنانية .. مابيهمكيش غير نفسك .. و مش مسؤلة .. و متهورة ..
لم يظهر عليها اى ردة فعل فحاول ثانية :
- كارين محجوب .. انتى واحدة فاشلة .. و بتهربى من مسؤلياتك .. كارين محجوب انتى مابتقدريش تواجهى مشاكلك و اسهل حاجة عندك الهروب..
لم يصدق عينيه حين رأى ثنايات جبهتها تتحرك لتشكل عبوسا أطبقت له جفنيها اعتراضا و تشنج له فمها تذمرا .
تهتف والدتها : آسر .. ايديها بترعش .
ابتسم آسر فى فرح لم يذقه تلك الفترة محاولا استفزازها أكثر كى تستيقظ لكن دون جدوى لكنه لم يفقد ابتسامته فقد تجدد الامل لديه من جديد ، فأسرع نحو ليلى يقبل رأسها : استجابت أخيرا ، ان شاءالله هتفوق يا طنط .
أنت تقرأ
الوجه الآخر للذئب(الجزأين)
Romanceلأنّى أحبّك عاد الجنون يسكننى و الفرح يشتعل فى قارات روحى المنطفئة لأنّى أحبّك عادت الألوان إلى الدنيا بعد أن كانت سوداء و رمادية كالأفلام القديمة الصامتة و المهترئة عاد قلبى إلى الركض فى الغابات مغنيا و لاهثا كغزال صغير متمرد فى شخصيت...