صدم الجميع لقرارها المفاجىء و بالأخص آسر الذى كان يقف كالصنم يحاول نفى تصديق ما سمعه .
ريم : طب و الماجيستير يا كارين .
كارين : مش مهم ابقا اعمله هناك أو فى أى دولة أجنبية .لم تجرؤ سناء على المجادلة معها فقد جادلتها من قبل و منعتها من ترك المنزل و كانت تلك النتيجة . فبدا لها ان ابتعاد كارين عن ابنها ربما يكون أفضل لها .
فأردف والدها : تمام ، زى ما تحبى .. طب احنا ممكن نخرجها. امتى علشان احجز التذاكر .
لم يرد آسر بل تسمر مكانه و قد اختطف لون وجهه تسرى البرودة فى سائر جسده ، فقال أحمد نيابة عنه : يعنى مش قبل يومين تحت الملاحظة علشان نطمن ان مفيش أى مضاعفات .
- تمام هحجز تذاكر الطيران بعد يومين من النهاردة .نجحت كارين فى تصويب ذاك السهم ليستقر بقلب آسر الذى لم يستوعب صدمته بعد ، وقف يحدق بها بخوف جلى .. هل ستتركه بحق ، بعد كل ما عاناه حتى تستفيق و تعود إلى حياته .. بينما كانت ترمقه بنظرة تحد و انتصار .
امتلأت عيناه بتساؤلات عده يتوقف عليها مصير حياته فهربت دمعة من عينيه نجح فى اخفائها و هب خارجا من الغرفة مخلفا وراءه عاصفة من الغضب و الخوف على حد سواء .
___________________
فى المساء :دخلت ليلى غرفة ابنتها بعدما نقلوها من العناية المركزة إلى غرفة عادية ، وجدت كارين تجلس على الفراش ممدة ، شاردة الذهن ، تتساقط عبرات من حدقتيها ألما و جزعا .
جلست بجانبها فانتبهت لها كارين تحاول مسح دموعها فأمسكت بيدها فى حنان و أردفت : ليه بتعاندى نفسك يا حبيبتى .. عارفة انك بتحبيه ، و ان قرارك ده واخداه من ورا قلبك .. بلاش التسرع يا كارين علشان ماتندميش .
كارين : لا يا ماما ، ده اصح قرار خدته ، اصلا قرارى انى آجى هنا كان غلطة فى حد ذاته ، كفاية كده بقا.
ليلى : بس آسر بيحبك .
كارين : لا يا ماما .. هو مش مسؤل عن مشاعره دلوقتى بيحبنى بعدها بدقايق لا .. هو مفيش ف قلبه غير مراته و مش هيقدر يدخل حد حياته تانى و ده كلامه مش كلامى .
ليلى : ممكن لما قال كده كان متلغبط أو لأنك دخلتى حياته فجأة و هو ماكنش مستعد لحاجة زى كده بعد سنين طويلة من الوحدة ، بصى يا كارين أنا مامتك و عندى خبرة فى الحياة ، آسر مش بس بيحبك ده بيعشقك ، انتى ماشوفتيش لهفته عليكى و خوفه ماكانش بياكل و لا بيشرب ، ٣ أسابيع و هو مابيسبش فيهم المستشفى حتى بنته ماكنش بيشوفها .كارين : لا يا ماما ، ده بس كان احساسه بالذنب.
ليلى : بتضحكى على نفسك و لا على مين ، أنا قادرة أشوف فى عنيكى شغف حبك ليه و تصديقك لمشاعره .
كارين : ماما بليييز انا تعبانه و عايزة انام .
نامت كارين واضعة الغطاء فوق رأسها فنهضت والدتها تهز رأسها بيأس وقبل أن تخرج من الغرفة سمعت كارين تقول : و مش هغير رأيى ، و هسافر .
__________________
فى اليوم التالى :
أنت تقرأ
الوجه الآخر للذئب(الجزأين)
Romanceلأنّى أحبّك عاد الجنون يسكننى و الفرح يشتعل فى قارات روحى المنطفئة لأنّى أحبّك عادت الألوان إلى الدنيا بعد أن كانت سوداء و رمادية كالأفلام القديمة الصامتة و المهترئة عاد قلبى إلى الركض فى الغابات مغنيا و لاهثا كغزال صغير متمرد فى شخصيت...