عاد مروان إلى المنزل مثقل الصدر ، دلف سريعا متجها صوب غرفة رقية ملقيا التحية على أهل المنزل ، طرق باب الغرفة فسمع صوت زوجة عمه تأذن له بالدخول ، فتح الباب و دخل فوقع نظره على رقية نائمة تعكس ملامحها عن الهدوء و السكينة ، أردف مروان :
- مساء الخير يا طنط .
- مساء النور يا حبيبى . اتفضل !
- أنا جيت أتطمن على رقية ، هى صحيت و أنا برة أو قلقت.. اتخضت حاجة زى كده ؟
- لا يا ابنى، الحمد لله .
تمتم مروان : الحمد لله ، اقترب منها مراقبا تنفسها فوجده طبيعيا ، ثم أمسك بمعصمها ناظرا بساعته يقيس نبضها ، فى تلك اللحظة و بينما يدق نبضها بين أصابعه شرد ذهنه بعيدا لا يدرى لم استشعر أمرا غريبا انقبض له قلبه حتى كاد يختلع من بين ضلوعه ، كال به الوقت و هو هكذا ممسكا بيدها و محدقا فى اللاشىء فتعجبت زوجة عمه قائلة :
- ايه يا مروان هى فيها حاجة؟
انتبه لها مروان و ترك يد رقية بهداوة ثم قال :
- لا أبدا ، هى كويسة الحمد لله.
- بجد يا ابنى و لا مخبى حاجة عليا .
- لا والله يا طنط هى بخير الحمد لله .
تنهدت سعاد براحة متمتمة : الحمد لله .
خرج مروان من الغرفة شريد الذهن يتطرق إلى سمعه بعض الكلمات الطائشة من حديث العائلة حيث كانت والدته تقص على آسر ما حدث لرقية متسائلة :
- و انت كنت فين يا آسر ، كلمناك كتير وقتها .
- آسف يا ماما بس كنت فى العمليات و كان عندى حالات كتير النهاردة .
انضم إليهم والده قائلا :
- الحاج عامر صقر اتصل دلوقتى .انتبه مروان لدى سماعه اسم عامر صقر و كأن منبها آليا قد وخزه يستحثه على استنباط أمر ما لا يدركه فأردف آسر :
- و ده كان عايز ايه تانى بعد اللى عمله .
- كان بيعتذر عن كلامه معانا و بيباركلنا على الجواز و بيقول هييجى يبارك بنفسه فى الفرح و يعمل الواجب.
أنت تقرأ
الوجه الآخر للذئب(الجزأين)
Romantikلأنّى أحبّك عاد الجنون يسكننى و الفرح يشتعل فى قارات روحى المنطفئة لأنّى أحبّك عادت الألوان إلى الدنيا بعد أن كانت سوداء و رمادية كالأفلام القديمة الصامتة و المهترئة عاد قلبى إلى الركض فى الغابات مغنيا و لاهثا كغزال صغير متمرد فى شخصيت...