و بينما كان الجميع منشغلين خرجت رقية إلى الحديقة تجول بها من باب الفضول إلى تفقد المكان الذى ستسكن فيه لبضعة ايام ، انجذبت كثيرا إلى أشجار الفواكه لطالما عشقتها و قد زرع لها والدها مزرعة فواكه خصيصا لها فى المنيا ، كلما تعكر مزاجها و أرادت صفاءه تأخذ كتابا من كتبها المفضلة أو رواية قد ابتاعتها حديثا و ذهبت إلى المزرعه تجلس مستندة إلى إحدى أشجارها تستنشق أريج الفواكه لينعش حواسها و ينقى ذهنها و تستمتع بقراءتها إلى أقصى الحدود .
و حالما كانت تستند إلى شجرة البرتقال داهمها أحدهم بالجذب إليه فجأة ، كادت تصرخ لولا أن وضع يده ع فمها مشيرا إليها بألا تخرج صوتا جحظت عيناها لكنها اطمأنت قليلا حينما تبينت أنه مروان ابن عمها ، رفع يده رويدا و وضعها على سماعة هاتفه ليكتم الصوت فصاحت به : واه ، انت ازاى تتجرأ و تعمل كده ؟
أعطاها الهاتف فى عجل غير سامحا لها بالتحدث قائلا : ردى ردى!
التقطت الهاتف و لا تدرى ماذا يحدث فتساءلت : أرد على مين؟
مروان بضيق يتخلله الضحك : دى واحدة لزقة ردى و قوليلها مروان مش هنا .
- بس انت هنا ، اكذب يعنى ؟
لم يفسح لها المجال وضع الهاتف على اذنها و لا شعوريا ردت - ألو ، مين؟
- __________
- لا ، مروان مش هنا .
- __________
- أنا مين ؟!!
همس مروان ف أذنيها كاتما صوت الهاتف بيده : قوليلها صاحبته .
زمت فمها حنقا و لكزته ف كتفه، كادت ترمى له الهاتف لكنه وضعها على اذنها ثانية يتوسلها الاستمرار ، فردت ثانية : انتى اللى مين و بتتصلى ليه ؟
- ___________- واااه ، أما أنتى صحيح ماشوفتيش تربية ،
بترمى بلاكى على ولاد الناس و مش مكسوفة من نفسك.- __________
شهقت رقية و تكور فمها غيظا و رمت لها هاتفه فى يده ، فأخذ يضحك : قالتلك ايه ؟
رقية بغضب : متوقع تقول ايه ، بنت مش متربية .
لم يتوقف عن الضحك قائلا : شكرا يا رقية بجد انتى مش فاهمه انتى خدمتينى ازاى.. انتى أنقذتينى .رقية بلؤم ارتفع لها حاجبيها : ما هو باين، و باين كمان انك مش سهل و لعبى ، و بتاع بنات .
مروان مدعى البراءة : أنا يا بنتي؟!! ده أنا غلبان .
اكتفت بلوى شفتيها امتعاضا و استنكارا فتابع و هما يتسكعان بين الاشجار : بس غريبة انتى اوى ؟
رقية بعدم فهم : غريبة ازاى يعنى ؟
مروان : يعنى أولا هيئتك ع بعضها لبسك و شكلك مايدلش انك من الصعيد ابدا ده غير كلامك بقا المخلط يعنى نصه قاهرى و بتطلعى ف النص كده بكلمات صعيدى تموت م الضحك .
لم يستطع منع نفسه من الضحك فزمت فمها بغضب طفولى و صاحت بوجهه : قصدك ايه يعنى ، يا ابووى على سخافتك .
لم يلحق يكتم ضحكاته فقذفته بكلمتها الصعيدية تلك تقولها بطريقة طفولية مضحكة تزيد جمالها الطفولى جمالا فوقه ، راقت له كثيرا تلك الكلمة فأخذ يقول مقهقها باديا لها أنه يسخر منها : قوليها كده تانى .
تركته لتغادر تدب الارض من تحتها بغضب عارم ، فركض خلفها يستوقفها : أنا آسف.. آسف والله ماقصدتش أتريق .. خلاص اهو مش هضحك ، احم نتكلم جد بقا ، احكيلى ايه السر ورا الكاركتر الغريبة دى ؟
- مش غريبة و لا حاجة ، زى ما انت عارف ، مامتى قاهرية و بابا صعيدى ، ماما مش بتحبنا نتكلم صعيدى اما بابا مش بيفرق معاه فبنتكلم قاهرى عادى يعنى بس بحكم اننا عايشين ف الصعيد فيه كلمات بتعلق معانا كده و كمان المنيا مابقتش زى ما انت فاهم.
رأيكم يا حلوات 🙈😍
أنت تقرأ
الوجه الآخر للذئب(الجزأين)
Romanceلأنّى أحبّك عاد الجنون يسكننى و الفرح يشتعل فى قارات روحى المنطفئة لأنّى أحبّك عادت الألوان إلى الدنيا بعد أن كانت سوداء و رمادية كالأفلام القديمة الصامتة و المهترئة عاد قلبى إلى الركض فى الغابات مغنيا و لاهثا كغزال صغير متمرد فى شخصيت...