١٦- قبلة حياة

13.7K 432 15
                                    

بعد مرور عدة أيام ، كان آسر واقفا بسيارته أمام جامعة حلوان ينتظر كارين لكنها تأخرت كثيرا و هاتفها مغلق أيضا.  فنزل من سيارته عندما انتبه إلى احدى زميلاتها قد رآها معها فى الايام القليلة السابقة

- آنسة ...

- مروة .. مش حضرتك قريب كارين ؟

- أيوا .. هى فين ؟

- لا دى مشيت من بدرى .

أضرمت نيران الغضب فى عينيه و ارتدى نظارته قائلا بجمود : شكرا

توجه إلى سيارته بخطوات واثقة يتوعد كارين .

لاشك أن شخصيته أثارت اعجاب تلك المروة التى كانت تطالعه بانبهار رغم ما تكنه له من حقد بسبب شريكها سامح لكنه شخصية مثيرة بحق تفرض سطوها على الجميع رغما عن أنفهم .

انطلق بسيارته يضغط على المقود بعنف يضرب مزماره بدون داع فى عصبية مهلكة قائلا بتوعد : ماشى يا كارين .. أنا هوريكى الوش التانى لآسر الديهى .

زاد حنقه الزحام الشديد على المحور و السيارات التى تكاد لا تتحرك و الوقت يسير كالسلحفاة فى ذلك التكدس الخانق .. فتح آسر زجاج النافذة يتحدث مع صاحب الشاحنة بجانبه :

- سلام عليكم يا ريس

- و عليكم السلام و رحمة الله

- ألا هو فى ايه كده قافل الطريق ؟

- بيقولوا ف حادثة جامدة ، تاكسى اتقلب السواق تقريبا مات و البت اللى كانت راكبة معاه مش عارف لسه عايشة و لا ايه .

فتح آسر باب سيارته و نزل مسرعا تحركه روح الطبيب الكامنة بأعماقه .. عله يستطيع مساعدة تلك المسكينة .

ركض آسر بين السيارات حتى وصل إلى موقع الحادث و كانت صدمته تلك الفتاة المسطحة على الرصيف لا يتحرك لها ساكنا .. وجهها مغطى بالدماء مألوفا له بل انه محفورا بقلبه و عقله .. صرخ قلبه قبل صوته : كاااااارين !!!

قفز من فوق احدى السيارات و انحنى بجانبها يربت على وجهها بفزع : كارين .. كااارين .

أمسك رقبتها يستشعر نبضها ..  " يا ربى  ..  لا لا " كاد قلبه يتوقف عن الخفقان لحظة أن أدرك أن نبض قلبها قد توقف و لم يعد فيه حياة .

تحرك بجنون و عينيه معبأة بدموع الزعر و الحسرة صارخا بالناس الملتفين حولهما : حد يطلب الاسعاف بسرعة .

رد أحدهم بسخافة : يا أستاذ .. الآنسة خلاص ماتت .. هتيجى الاسعاف تعمل ايه بس .. وحد الله .
ما كاد ينهى جملته حتى استقبل لكمة تدفقت لها الدماء من بين أسنانه .

جلس آسر بجانبها يردد صارخا فى جنون : مش هتموتى يا كارين . . سااامعة مش هتموتى .

وضع بطن يده فى منتصف صدرها عند العظمة الوسطى تماما ثم وضع اليد الاخرى عليها و أغلق أصابع يديه فى بعضهما يضغط على صدرها فينزل بقوة بعظمة قفصها الصدرى لبضع سنتيمترات . 

الوجه الآخر للذئب(الجزأين) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن