خرجت كارين من غرفة ريم بعد ان خضعت إلى النوم فوجدت آسر يدخل من باب المنزل فى خطى عصبية و وجهه متجهم تثور منه براكين الغضب التى لفحتها عندما مر من أمامها دون أن ينظر إليها فنادته " آسر .. آسر " لكنه لم يرد حتى وصل غرفته و صفق الباب من خلفه .
هزت رأسها يأسا من عناده و غضبه اللامتناهى و قد قررت أن تتركه وحده حتى يهدأ و من ثم يمكنها التحدث إليه.
مر الليل بظلامه الدامس بطيئا لا يريد أن ينجلى لتظهر شمس جديدة بيوم ربما يكون أفضل من قبله .
كانت كارين تهبط الدرج عندما سمعت صوت ترحاب بالأسفل فتطرق نظرها إلى حيث الصوت لتجد سناء ترحب بالحاج حمدى بعد غيبته الطويلة ، فاتجهت كارين نحوهما بابتسامة مرحة: حمدا لله على سلامتك يا عمو .. البيت كان مضلم من غيرك .
- الله يسلمك يا بنتى .. البيت منور بيكى .
سناء : تعالى بقا يا حاج كل لقمة .. انا حضرتلك الفطار بايدى .
ذهبوا ثلاثتهم إلى السفرة و لحق بهم مروان و آسر فى صمت مرعب حتى فى تحيتهما لوالدهما كانت تحمل فى طياتها من الحزن و الغضب على حد سواء .
الحاج حمدى : أومال فين ريم ؟
ما ان ذكر اسم ريم حتى شعر آسر بغصة فى حلقه فردت سناء بارتباك : لسه ماصحيتش .
الحاج حمدى : ايه ماوراهاش جامعة النهاردة ؟
كارين : لا قالت ان ماعندهاش حاجة مهمة النهاردة .
قالت ذلك و هى تنظر إلى آسر الذى كان يرمقها بنظرة ثاقبة و وجه متجهم يطحن ضروسه بدلا من الطعام ، ثم نهض عن الطاولة قائلا : أنا رايح الشغل .. خليك انت يا حاج النهاردة ارتاح من السفر .
الحاج حمدى : كنت ناوى أعمل كده .. مع السلامة يا ابنى .
نهض الحاج حمدى متجها إلى غرفته و ظلت سناء و كارين و مروان يتبادلون نظرات ذات مغزى مختلف لكل منهم ، فنهضت سناء خلف زوجها و مروان إلى جامعته و كارين إلى غرفة ريم .
دخلت كارين غرفة ريم بعد طرقات دون رد ، فلم تجدها على سريرها ، فزعت فى بادىء الامر لكنها سرعان ما اطمأن قلبها عندما رأتها تخرج من الحمام تتمتم فى داخلها " ايه الأفلام العربى اللى انتى عايشة فيها دى "
أنت تقرأ
الوجه الآخر للذئب(الجزأين)
Romanceلأنّى أحبّك عاد الجنون يسكننى و الفرح يشتعل فى قارات روحى المنطفئة لأنّى أحبّك عادت الألوان إلى الدنيا بعد أن كانت سوداء و رمادية كالأفلام القديمة الصامتة و المهترئة عاد قلبى إلى الركض فى الغابات مغنيا و لاهثا كغزال صغير متمرد فى شخصيت...