مع بداية نهار يوم جديد ، التفت العائلة حول مائدة الطعام و كل فرد مستعد للقيام بمشاغله و الذهاب إلى عمله ما إن يفرغ من طعامه . كان مروان غير آبه للطعام أمامه ينال القلق من قلبه ، فهذه شيرى على وشك الدخول عليهم بأية لحظة و ها هو و أخيه مضطران لمغادرة المنزل و قضاء اليوم بالمشفى ، أرهق ذهنه التفكير الكثير و محاولة استشفاف ما تتطرق إليه شيرى و تنتوى فعله هذه المرة .
نهض عن المائدة بغضب قائلا :
- أنا رايح المستشفى .آسر و هو يكمل تناول طعامه :
- ماشى، روح أنت و أنا هحصلك بعربيتى .مروان و هو يرمق رقية بخوف :
- ماشى، ياللا سلام .خرج مروان من المنزل يركل الأرض بغضب غلفته الأتربة و أوراق الأشجار الذابلة اليابسة ثم تابع سيره يسوى من هندامه و بينما كان يخرج نظارته من جيب سترته الداخلى ، اصطدم ناظريه بدخول أحدهم من البوابة الرئيسية فاشتعلت نيران الغضب فى صدره ما إن سمع صوتها :
- مروان !طالعها مروان باحتقار قائلا بسماجة : أهلا .
أطرقت شيرى رأسها بحرج بعيدا عنه و واصلت سيرها إلى الداخل فى حين استوقفتها نبرته الحازمة:
- شيرى !توقفت و التفتت إليه ببطء تبتلع غصة حلقها يعلو صدرها و يهبط اضطرابا فى انتظار تلقى ما يريد قوله:
- بصى يا شيرى .. كل الحوارات و الأفلام اللى انتى عملتيها دى مش داخلة دماغى ، ندمانة بقا و عايزة أصلح اللى عملته و الجو الفاكس ده ماياكلش معايا. .
قاطعته محاولة الدفاع عن نفسها : يا مروان بس اسمعنى..
مروان بحزم : هششش ، مش عايز أسمع حاجة ، أنا مش مستنى تثبتيلى عكس كلامى ، أنا بس بحذرك و عزة جلالة الله لو شميت بس ريحة لعب من ألاعيبك القذرة ، هخليكى تندمى طول حياتك .. خلى بالك أنا عينى هتبقى عليكى حتى و أنا مش هنا .
تركها فى عز شدوهها و اضطرابها و دموعها المنفلتة على خديها فى ضعف يندى له جبينها و غادر المنزل ، فمسحت دموعها و عزمت الدخول فوجدت خلفها رقية على بعد سمح لها بسماع الحوار بين مروان و شيرى فاقتربت منها رقية بخجل قائلة و هى تربت على كتفها :
أنت تقرأ
الوجه الآخر للذئب(الجزأين)
Romanceلأنّى أحبّك عاد الجنون يسكننى و الفرح يشتعل فى قارات روحى المنطفئة لأنّى أحبّك عادت الألوان إلى الدنيا بعد أن كانت سوداء و رمادية كالأفلام القديمة الصامتة و المهترئة عاد قلبى إلى الركض فى الغابات مغنيا و لاهثا كغزال صغير متمرد فى شخصيت...