الوجه الآخر للذئب(الجزأين)

١- فرحة من القلب

استقرت السيارة أمام منزل آسر  ،  نزل منها والدا كارين  ،  لكنها عاندت و ظلت مكانها فى تذمر مصطنع على عكس قلبها الذى كان يتراقص فرحا  ،  نزل آسر من السيارة  و فتح لها الباب  منحنيا باحترام قائلا  :  اتفضلى يا أميرتى.

جالت بنظرها بعيدا عنه فى كبرياء فكانت عقوبتها أنها استقرت مرة أخرة بين ذراعيه حتى دخل بها المنزل ليجدا الجميع فى انتظارهم  .
سلم الاهالى على بعضهم واقفين يتضاحكون على عناد آسر و كارين قبل أن ينزلها لتستقر قدميها على الأرض و صارت تصرخ به  :  انت مفكر نفسك ايه  ، علشان ترجعنى غصب عنى  .
صاح بها هو الآخر  :  أنا مستعد اعمل أى حاجة و ماخليكيش تسافرى  .
اقتربت منها تضع كلتا يديها فى خصرها قائلة بتحد  :  والله  !!  و علشان ايه تمنعنى بقا .
آسر باندفاع:  علشان بحبك.
ردت باندفاع هى الأخرى   :  طب ما انا كمان بحبك  .

لم تجد وقتا لتنتبه على ما قالته فقد جذبها فى عناق عنيف تتوق له كثيرا  ، غاصت بأعماقه و أحاطها هو بعالمه الدافىء  .

تقدم آسر إلى أبيها قائلا برجاء:
- عمى  ،أنا بطلب من حضرتك أغلى ما عندك  ، بطلب إيد بنتك و حبيبتى كارين، و بوعدك إنى أخليها أسعد زوجة فى الدنيا.. ها قولت ايه حضرتك؟
شفق وجهها خجلا إثر سماعها كلماته المفاجئة  ، بالكاد تلتقط أنفاسها تنتظر رد أبيها الى باغتهم بدعابته:
- و أنت خليتلى حاجة أقولها يا آسر بيه  ، ربنا يسعدكم يا ابنى و يديم الحب بينكم  .

علت الزغاريد و المباركات مغلفة المنزل بالسعادة و الحبور.
اتفقت الأسرتان على كل شىء و قرأوا الفاتحة، على أن يكون حفل الخطبة بعد ثلاثة أيام من تلك اللحظة و سيكون الحفل لآسر و كارين و أحمد و ريم اللذين لم يحظيا بحفل خطبتهما بعد، بسبب حادث كارين  .

كما اتفقوا على موعد الزفاف و الذى سيكون بعد شهر من الخطبة و على هذا الأساس ستقيم أسرة كارين فى ڤيلا الديهى بناءا على إلحاح الحاج حمدى و زوجته..

رن هاتف آسر فالتقطه من جيبه ثم ابتعد عنهم ليرد:
- ألو  ، حضرة الظابط.
- ليك عندنا خبر حلو يا آسر باشا  .. قبضنا على سامح، لقيناه مستخبى عند واحد قريبه فى اسكندرية  ، و ماكنش أدامه غير إنه يعترف قصاد الأدلة دى كلها  .
- الحمد لله، متشكر جدا يا فندم  و بعتذر لحضرتك لو كان بدر منى سوء تصرف قبل كده.
- لا أبدا أنا مقدر الوضع جدا  ، و حمدا لله على سلامة البشمهندسة.
- الله يسلم حضرتك  .