الحلقة الثامنة

769 27 1
                                    


في المستشفى يوم ولادة سهيلة لابنها ….

منال : حمد الله على السلامة يا سهيلة

سهيلة : الله يسلمك ….

اروى : يا خراشي يا سهيلة عيل واحد لسة مولود عامل فيكي كدا اومال بقا لما تخاويه !!!...

فيك عادل

اروى : مالك يا سهيلة انتي شكلك مدي على زعلانة مش تعبانة في ايه يا طنط منال انتوا مزعلين سهيلة ولا ايه ؟ 

منال : لا والله يا اروى يا حبيبتي انا مقدرشي ابدا على زعل سهيلة هي الي تعبانة شوية

سهيلة :....... هو سامح اتأخر اوي مع دكتور الاطفال كدا ليه

منال : متقلقيش عادي هتلاقيه بيستفسر منه على حاجة
…..
دخل عليهم سامح و ساعتها كان باين اوي على وشه الصدمه و دخلت بعده الممرضة و هي شايلة عماد الصغير ابن سهيلة و حطت الولد جنب امه و قالتلها الدكتور جاي دلوقتي

عادل : … في ايه يا سامح  مالك كدا ياراجل…..؟!

سامح : لا مفيش حاجة الدكتور جاي دلوقتي هو هيفهمنا كل حاجة
منال : …. في ايه يا سامح انت قلقتني يابني طمني

الدكتور دخل و الكل انتبه ليه لان الموضوع شكله كان كبير …. الظاهر ان عماد الصغير اتولد بضمور في المخ و ممكن كمان ميكملش و ان هما لازم يستعوضوا ربنا و يسلمو امرهم لله فيه من دلوقتي ...طبعا الكل ساعتها انصدم و فضل يواسي في سامح و سهيلة و منال انفتحت في العياط و سامح اخد بعضه و خرج متأثر اوي  .....كله كان مصدوم بس سهيلة  فضلت ساكتة  …. و كل الي قالته الحمد لله على كل حال ...هي حست ساعتها ان دا عقاب ربنا ليها انها فضلت كاتمة سر امها و مريحتشي لا اروى ولا عادل على ابنهم فهتفضل هي كمان مش مستريحة على ابنها و مش عارفة مصيره و هو بين ايديها …. سهيلة مستريحتشي غير لما حكتلي على كل الي حصل و انا مقدرتشي غير اني اسامحها لان الي حصلها بعد كدا كان كتير على انسان انه يستحمله مهما كان ذنبه ….انا سمحتها…. سمحتها من قلبي بجد  لاني مكنتش عارف لو اتحطيت مكانها كنت عملت ايه ….. سهيلة لما روحت البيت يومها هي و امها و عماد الصغير طبعا منال كان كل تفكيرها ان معلشي و بكرا ربنا يعوضها بطفل سليم و طبعا كانت بتكدب احساسها بالذنب ان دا ممكن يكون عقاب ليها على الي عملته….. سهيلة عمرها ما صفت النية مع امها من بعد ما ابويا وامي اخترعوا قصة اني تهت لانها كانت شاكة في الموضوع ...بعد ما شافت طريقة تعامل ابويا معايا …. سهيلة كان كلامها قليل و امها كانت بتكابر و بتقول ان دا عادي بيحصل لاي حد ومش لازم يكون عقاب والا كل الي ربنا ابتلاه بطفل مريض يبقا بيتعاقب …. الحقيقة ان كل الي ربنا بيبتليه الابتلاء دا يبقا علشان بيحبه مش علشان يعاقبه بيبقى ابتلاء شديد اوي بس في نفس الوقت كله رحمه بس طبعا منال مكنتش بتفكر كدا كان تفكرها انها تخلي بنتها متلومهاش …. متلومهاش و بس….سامح بقا يتحجج بزيادة هو اصلا مش عايز عيال من الاول و اخدها حجة انهم ممكن يخلفوا طفل تاني بنفس المشكلة و كان كلامه لمنال بالشكل دا ….

منال : ينفع يابني الي سهيلة بتقوله دا ؟!!!!

سامح : هي قالتلك … ماشي يا سهيلة …اعذريني بقا يا طنط بس دي حاجة تخصني انا و مراتي و بس

منال : ليه يابني بتقول كدا علشان نفرح هو الفرح هيخاصمنا لحد امتى

سامح : انا مبسوط جدا كدا لو انتوا تعبانين دي مش مشكلتي

منال : كدا يابني لا انا مكنتش اعرف انك عندي بالشكل دا سهيلة كان معاها حق انت التعامل معاك بقا صعب اوي كدا

سامح : … هو مش عند انا بحسبها بالعقل بنتك ممكن تخلفلي عيل معاق تاني و ساعتها هنفضل نصرف عليه زي ما بنصرف ع الاولاني من غير لازمة … جلسات و علاج طبيعي و مفيش تحسن و هيفضل كدا مصريف وبس

منال : كدا بردو يا سامح دا ابنك ولو في ذرة امل يتحسن المفروض تجري وراها

سامح : انا لا بجري و لا فاضي اجري هي حرة ابنها معاها تعمل الي هي عايزاه انا مش مقصر في المصاريف بس متلزمونيش بمصاريف تانية ….. انا خارج سلام

منال : يا سامح … يابني … طيب استنى بس نتكلم

سامح نزل جري علشان يهرب من كلام حماته

سهيلة : سبيه يا ماما متجريش وراه  …. انا خلاص مبقاش يفرق معايا هو فعلا بالنسبة ليا مجرد بنك فعلا وانا بالنسبه ليه مش اكتر من خدامة…..

منال : معلشي يا بنتي بكرا يعقل …..

سهيلة : ولا ميعقلشي .

سهيلة مكنشي فارق معاها حاجة خلاص كانت عايشة علشان ابنها و فعلا ابنها كان بيكبر بس طبعا كان عنده مشاكل كتير…..كانت راضية بقضاء ربنا…. بس منال الي الذنب ابتدى ياكل فيها خصوصا بعد رفض سامح للخلفة تاني ...ومش بس الذنب كمان المرض بعد ولادة عماد الصغير بكام سنة منال تعبت اوي و لما كشفت اكتشفت ان عندها سرطان في الاول كانت لسة بتكابر بس لما المرض شد حيله عليها و اخد من كل حاجة فيها حست انها ندمانة وان كل الي بيحصل فيها دا ذنبي  بس بعد ايه معدش ينفع … الوقت كان اتأخر اوي …. كانت بتفكر ساعتها فيا …..مين عالم يكون جرالي ايه ….. بقت شايفة عادل و اروى عايشين عادي استسلموا لفكرة ان ابنهم عمرهم ما هيلاقوه و لو فتحت بؤها دلوقتي ممكن تعيد عليهم الوجع من الاول و مش بس وجع اني مش موجود لا دا وجع ذنوبهم معايا على الي عملوه.... لانها كانت مش بس شاكة لا متأكدة اني متهتش.... بس الحقيقة ايه محدش يعرفها غيري انا وابويا و امي …….
و في الملجأ انا كنت ابتديت حياة جديدة و الفضل فيها بعد ربنا يرجع لشخص بجد كنت اول مرة ابتدي اتعلم بجد الدنيا صح و كانت اول نصيحة اخدها تنفعني في دنيتي …..

هذا ليس ابنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن