إنستاتيكا ...

451 56 74
                                    

فارق ليان الحياة بطريقة مفاجئة وسريعة امام ناظر محبيه
تحطم شيء بداخلهم ولن يُصلح مهما مر الزمن
كلماته الاخيرة تحوي حباً لامتناهي لسيال ولأصدقائه الذين هم كعائلته
لم يسعفه الوقت ليخبر لوميير بمدى امتنانه
ولم يسعفه الوقت لتحقيق مااراده من شفاء ندوب وجهه ودعم اخيه الكبير للابد
ظل يعيش خائفاً ومرتعباً من اليوم الذي قد يموت فيه سيال ويتركه وحيداً
وإذ هو يغادر قبله...

ولعله في اعماقه امتن لموته قبل سيال
او لعله اراد العيش لآخر لحظاته
..
وبانطفاء لمعة عينيه
زرفت لوميير دموع قهر وحسرة

صرخ اعز اصدقائه مفجوعاً وقادته قدماه لقتل قاتل اخيه
دون التفكير بالعواقب
وهذا الاندفاع السريع المنفعل كلفه قدمه التي هي اساس كل قوته
وسقط ارضاً يبكي من الم الإصابة والم الفقدان
وتوقف عن الصراخ مجبراً ليغوص في عالم اللاوعي
دون سماع كلمات صديقه الاخيرة

...
تحمل لوميير كعادتها جسدها فوق طاقته وتدفع لتبعد القاتل قدر الامكان...
ثم تعود ناحبة على صديقها ...
....

كان البرت بالكاد استوعب ماحصل لليان
اصبح عليه التعامل مع اصابة برنار ايضاً
انهمر اليه وحمله ليضعه بالقرب من ليان محاولاً ايقاف تدفق الدماء الذي قد يودي بحياته

بأيديه المرتجفة
يضمد، ويسمع آخر ماقاله ليان
قمع صرخته، ارتجافه، وحتى دقات قلبه السريعة، ونهض...
ليجبر لوميير المحطمة على النهوض
راجياً منها النجاة
عليه التماسك
فهدوءه قد تم خلقه لهذه المواقف

..
ركض حاملاً على ظهره برنار
وبيديه التي تبرز العروق منها يحمل جزء من قلبه
قائداً لوميير للاختباء في كهف صخري صغير
الذي كان بالنسبة لهم سبيل النجاة
وبعد سلسة البكاء الذي يكاد يذيب العينين

نطق البرت كلمات بفمه وعينيه
كلمات جعلت لوميير تنتفض
رغبة الحصول على القوة ونظرة الكره الشديد للذات
اعادتها لنظرات اخيها التي لم تفارفقه يوماً

هدأته بكلامتها الحازمة المؤنبة
لتعيده قليلاً لرشده
انها فتاة رُبيت لتكون قوية وتعطي القوة للآخرين في اوج ضعفها

تبادلوا بعد دقائق احاديث عن وضعهم
لعله يخفف تلك الضربات التي تدق في صدورهم كالطبل

...
نامت لوميير بسبب حاجتها الشديدة للراحة
وهنا شعر ألبرت بهدوء مخيف
هدوء جعل صرخات مشاعره المكتومة تكاد تسمع

و انفجرت بعد فكرة عابرة ان تلك الجثة الغالية اصدرت نفس الحياة

ليسمح لدموعه الغاضبة الحزينة الصامتة بالانهمار
وذراعيه تشد وتكاد تكسر تلك الاضلاع الهامدة

الموبوءون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن