الموبوءون

دعوة للغداء

اغمض ماكسميليان عينيه بهدوء وقد رسم ابتسامة طفيفة لم يفهمها روسيل
راقب توقف انفاسه حتى النهاية
وبرحيله فقد روسيل ماتبقى من بريق عينيه
ظل متيبسا لدقائق وبعدها ابتسم ابتسامة عريضة

اشار على رأسه بسبابته وقال ملحنا صوته :
_انا لااسمع صوت التحطم...
قهقهة بخفة وأكمل ساخرا:
هل هذه هي خطتك العظيمة؟
هل ظننت ان بموتك وتوسلك سأتوقف؟ أم أنك يأست فقتلت نفسك؟
يالك من عديم النفع

امسكه بقوة من ملابسه وبدأ يهزه بعنف ويصرخ :
_ لما قتلت نفسك!!
لما لما لما لم تنفذ الهدف الذي أتيت لأجله؟؟
ايها الفاشل المتلبد المهووس

أفلته بعدها بقوة على السرير لتسقط جثته دون ابداء اي تغيير مما جعل روسيل يضطرب ويخرج بخطى سريعة دون الالتفات

مرت باقي الأيام على روسيل وشعور الفراغ يلتهمه من الداخل
ولوميير أصبحت تكرهه ولم تعد تقترب منه لظنها انه هو من قتل اخاها

قرأت هي الرسالة بعد يومين كما طلب منها وكان محتواها
" وردتي الصغيرة ، بقراءتك لهذا سأكون قد فارقت العالم
تعتمد جزء مهم من خطتي عليكي، احرصي على إيقاف والدك، عندما يغادر ألفريد حرري السجناء وأخي وقاتلي والدك وإن استطعتي ايقافه بالكلام سيكون أفضل
تخلي عن اسمك الذي منح لك بلا مشاعر واتخذي لوميير اسما لك
أنه يليق بك ،و احرصي على منح أخي اسما مليئا بالحب عند تأتيك الفرصة
آسف لكوني اخ سيء ولكن، تأكدي أني من أعماق قلبي أحبك "

ضمت لوميير الرسالة وبدأت تبكي بحرقة
لقد تم تحميلها عبئا كبيرا بجسدها وعمرها الصغير....

....
والآن قد مضى عام تقريبا منذ أن مسحت ذاكرتها
تعيش حياة الفتاة العادية برفقة مع عائلتها وبلو الذي يتظاهر انه اخوها الصغير
والنخبة لم يعودوا يلتقون ببعضهم كثيرا
يؤدون مهام مختلفة من تهدئة ثورات ،مواجهة تهديدات ، توزيع موؤن
حقبة بداية السلام لحياة الموبوءين قد بدأ رغم اعتراضات الكثيرين ...
....

في هذه الحياة الشبه هادئة كان احد النخبة غير راض ابدا عما جرى
جميعهم غير راضيين عما حدث بسيال ولكن لم يفكر احدهم بفعل شيء
باستثناء برنار
لن يقبل بتاتا ان يخسر شخص عزيز آخر بعد ان كان هناك أمل بنجاته

كان طيلة السنة يبحث بشكل سري عن لوميير خلال مهماته او عند تظاهره بجمع معلومات لروايته
وفي إحدى المرات كشفه آكوا وقال له :
_ انت تبحث عن الحمراء أليس كذلك؟

قطب برنار حاحبيه وانكر الأمر فضحك اكوا ساخرا وقال:
_لاداعي للكذب انا ابحث عنها كذلك هكذا كشفتك
_لما؟
_ اريد أن اعيد الابتسامة الصادقة للآنسة أديل وأشعر ان عودة تلك الفتاة ومساعدة قائدكم سيحسن الأمور
_ انت جاهز للمخاطرة لهذا السبب فحسب؟
_انه أكثر من كافي