ارتديتُ معطفي ذو اللون الوردي كي يحميني من برودة الصباح وقمتُ بوضع قبعة على شعري المُنسدل بحرّية على كتفاي، التقطتُ حقيبتي خفيفة الحجم حيث لا يتواجد بها سوى دفتر وقلم، ليس لدي سوى مادة الأحياء وبعدها سأكون حرّة طوال اليوم،
تنهدت وأنا ألتقط هاتفي وأنظر إلى الساعة التي كانت تُشير إلى التاسعة والنصف، حان وقت ذهابي إلى جامعتي، أحبها فأنا من الطلاب المجتهدين،
خرجتُ من غرفتي فرأيتُ أن أمي مازالت في المطبخ فقلت بصوتٍ عالي كي تسمعني: أنا ذاهبة أمي، أتاني صوتها: رافقتكِ السلامة،
خرجتُ من المنزل واتجهتُ نحو سيارتي وردية اللون من نوع فيراري، ركبتها وأدرتُ المحرك ذاهبة إلى الجامعة.
"طاب صباحكنّ يا فتيات" قلت وأنا أقبل صديقتي ميرابيل وبعدها اتجهتُ إلى لوليتا وكوينلا،
جلستُ معهنّ على الطاولة وأكملت: عن ماذا كنتنّ تتحدثنّ؟، أجابتني لوليتا: حسناً لا شيئ مهم فقط موعد صدور درجاتنا النهائية هذا الأسبوع،
قلبت ميرابيل عينيها وتلتها لوليتا بتنهيدة لتقول كوينلا: أنا حقاً متحمسة جداً فلقد تعبتُ جداً في هذا الفصل وأودّ معرفة ما نتيجة هذا التعب،
قالت لوليتا: أتمنى أن لا يذهب عبثاً فجميعنا تعبنا، قالت ميرابيل مع تصفيرة إعجاب: أوه انظروا من هنا، نظرنا جميعنا إلى حيث تنظر ميرابيل فكان بيزل، بملابسه السوداء وقبعة سوداء ونظاراته الشمسية وسلسال ذهبي عريض وكبير يزينه مع أصدقائه المقربين،
"هذا الفاشل" همست وأنا أعبث بهاتفي ليظهروا الفتيات أصوات تُظهر انزعاجهم مما قلته فنظرتُ لهنّ بنظرات استغراب لتقول كوينلا: توقفي عن قول هذا كاليستا! أنتِ حقاً غبية!،
شاركتها لوليتا: ومتكبرة، قالت ميرابيل: أنظري إلى كتلة الجمال تلك!، قالت لوليتا: اصمتن إنه قادم باتجاهنا،
بقيتُ على هاتفي ولم أرفع نظري لأسمع صوته: كيف هو حال الجميلات؟، نظرتُ إليه بطرف عيني وأعدتُ نظري إلى هاتفي لتقول ميرابيل: أوه بيزل! نحن بخير ماذا عنك؟،
"جيد" أردف لتقول لوليتا: تفضل بالجلوس معنا إن أردت، جلب كرسيّ وقام بالجلوس جانبي وقال: عن ماذا كنتنّ تتحدثنّ؟، أجابت كوينلا: عن نتائج الفصل الأول هذا الأسبوع،
اومأ وهو يُريح بجسده على الكرسي لأرفع رأسي وأقول: سأذهب إلى الفصل، نظر إلى ساعة يده وبعدها نظر إلى الفتيات لتقول ميرابيل: لدينا متّسعٌ من الوقت،
أجبتها بين أسناني: أريد الذهاب ومراجعة الدرس قبل أن يبدأ!، تنهد بيزل وهو يُخرج هاتفه من جيبه ويعبث به، "حسناً" قالت ميرابيل وهي تنظر إلى الفتيات بمعنى أن يصمتنّ ولا يجادلونني،
حملتُ حقيبتي وذهبتُ إلى الفصل، جلستُ على مقعدي المعتاد وكان لا يوجد أحد معي، أعني من سيأتي قبل موعد المحاضرة بنصف ساعة؟
نظرتُ إلى ساعة يدي بعدم اهتمام عندما دخل بيزل، ماذا يفعل هذا هنا؟ هو ليس بذاك الطالب المجتهد بل عديم المسؤولية اتجاه مستقبله. لحظة، من يحتاج إلى مستقبل وهو فاحش الثراء؟
أتى وجلس جانبي لتفوح رائحة عطره في أرجاء المكان، استنشقتُ أكبر قدر ممكن منها ولم أعره أيّ اهتمام، صحيح أنني معجبة به وبشدة لكنني أستخدم تقنية التجاهل لكي أكون كفتاة صعبة المنال أمامه،
حمحم كي أنتبه لوجوده فقلت: أوه بيزل؟ لم أراك!، رفع حاجبيه وهو يعدّل نظاراته الشمسية السوداء، قال: حتى أنا لم أراكِ! منذ متى وأنتِ هنا؟،
لففتُ خصلة من شعري حول سبابتي وقلت: لستَ بارع في الكذب، خلع نظاراته وقام برميهم بإهمال على الطاولة وأنا فقط كنتُ أتابع كل ما يفعله،
أسند بكوعه على الطاولة بينما وضع كفّ يده تحت ذقنه ونظر إليّ، عقدتُ حاجباي بتوتر عندما أطال النظر دون التحدث وقلت: ماذا؟،
قال: أنتِ جميلة، أخفضتُ رأسي بخجلٍ شديد وأنا أبتسم على ما قاله متمنية أن يأتي أحدهم وينقذني من هذا الموقف المحرج، عدّل جلسته عندما بدأوا الطلاب بالدخول واحداً تلو الآخر،
دخلوا صديقاتي وقاموا بالجلوس في المقعد الأمامي، إلتفتوا إليّ معاً فقالت لوليتا: لماذا تركتينا هكذا؟ هل حصل معكِ شيئ؟!، قالت ميرابيل وهي تبتسم جانبياً: هل درستِ؟،
حوّلت كوينلا نظرها تارةً لي وتارةً لبيزل وقالت: أتمنى أن تكونين قد درستِ جيداً فلدينا امتحان الأسبوع القادم، رفعتُ كتفاي وأنزلتهم بعدم اهتمام ليقول بيزل: مهلاً متى قال أن لدينا امتحان؟، أجابته لوليتا: البارحة!،
رفع حاجبيه وقال بعدم اهتمام: وهل يعتقد أنني سأستطيع دراسة جسد المرأة في أيام معدودة فقط؟، جلس جانبه صديقه الذي أكرهه بشدة وقال بينما ينظر إلى كوينلا بنظرات إعجاب: تذكرني بالقسّ دانيال،
رمقه بيزل ليُكمل آلفريدو: تمارس الجنس ثلاث مرات في الأسبوع-- ألم تحفظ جسد المرأة بعد؟، فُتحت عيناي على مصرعيهما غير مستوعبة لما قاله آلفريدو بينما تحولت نظرات الفتيات من آلفريدو إلى بيزل وقالوا بصوتٍ واحد: ثلاث مرات في الأسبوع؟!،
عدّل بيزل قبعته من نوع جوتشي وقد نظر إلى اللوح متجاهلاً كل من حوله، هذه هي عادته التي تجعلني أقع له أكثر، التجاهل، لكنه منحرف وعديم المسؤولية ومُهمل لأهم الأشياء في حياته وهذا الذي يمنعني من الإعتراف له، بحبي الذي دام لسنوات.
_______________________
بسم الله
بداية جديدة
رواية جديدة
انشالله تعجبكن لأن عاجبتني
_______________________
أنت تقرأ
ضَـعِــي نَفســكِ لـلـأَسفَـل -بـِـيزِل-
Teen Fictionقَالت لي أمّي ذاتَ مرّة: كلّ مرّة تسامحيه سيحبكِ أكثر بقليل لكنكِ بالمُقابل ستكرهينه بقليل. لِذا، عندمَا يصِل إلَى أعلَى درجَة من حبّكِ ستكونين أنتِ قد أصبحتِ بِلا أيّ ذرّة مشاعِر اتّجاهه وكأنكِ لَم تعرفينهُ يوماً. ضعِي نفسكِ للأسفَل، سوفَ أضعكِ للأ...