الفصل الثامن

10.4K 285 2
                                    

وصل الفصل يا بنات

رواية أنا والمجنونة
الفصل الثامن
اتسعت عينيّ مهجة بصدمةٍ كبيرة مما استمعته للتو، جعلت نبضات قلبها تعلو بقوة وعنف وانتزعت اللاصق من على فمها قائلةً بتلقائية مضحكة : مهمة كبيرة جوي ..... يا شماتة طنط ظاظا فيه ، ده كله مطلوب مني أنا ، إستنى كده يا باشا يمكن ما يغماش عليه دلوقتي .

حدجها بنظرات متقدة وصرخ قائلاً لها بانفعال : مهههههجة ...... ركزي ......!!!! انتبهت مهجة على صوته وزادت نبضات قلبها من الخوف منه ، ، فنظرت حولها فوجدت كوباً من الماء  على منضدة صغيرة بجوار الفراش فأمسكته بسرعة وأثكبته على وجهها بطريقة مضحكة لكي تفيق من شعورها بالأغماء .

قائلةً له بارتباك مضحك : خلاص .... خلاص يا سعات باشا والله ما إنت معصب نفسك ، كده مش هيغمى عليه .

شعر جلال أنه يريد أن يلقي بها من النافذة لعله يستريح منها ومن لسانها السليط هذا .
هتف بها بغضب : بجولك إيــــه إسمعيني زين وركزي في حديتي ، أصل آني خابرك وعارف تفكيرك إللى هيبجبلك المسدس والمجص .
هزت رأسها رافضة المسدس والمقص قائلة له : أنا هسكت يا باشا واتكلم إنت وهركز كمان في اللي هتقوله .... مهمة إي دي يا باشا إللي عايزني فيها .

حدجها بسخط وهو يضم شفتيه بقوة ، ثم زفر بضيق وغيظ غاضب بسببها ، وخائف على خطته من الفشل بسببها هي وهو لم يفشل من قبل في أي مهمة إجتازها بنفسه .

لذا حاول تهدئة أعصابه بالرغم عنه ورمقها بغموض وقال لها بصرامة : مهمة في الصعيد والمطلوب منيكي إنك تسمعي حديتي وأوامري وبس ، ومش مطلوب منيكي أكتر من إكده .

صدمت مهجة أكثر من ذي قبل وقالت له بعفوية : علشان كده إتجوزتني يا باشا .....!!!!
أغمض جلال عينيه بضيق غاضب وحاول تمالك أعصابه أكثر قائلاً لها بجمود ووجه متجهم : طبعاً أومال إنتي فاكرة إيــــه .... وهيكون جوازنا شكل بس جدام الناس ، وهطلجك بعد ما مهمتي تخلص طوالي ، وخلي في بالك ، الفترة دي كلها طول ما إنتي مرتي ، هتتحدتي صعيدي وإياكِ تغلطي في حرف واحد جدامهم ، وأي أمر مش هتنفذية يا ويلك مني ، مفهوم حديتي .

تبخرت بعض الأحلام التي كانت تراودها بزواجها منه وها هو زواجها لسبب ما ، معين وسيتم طلاقها منه على الفور بعد أن ينتهي من مهمته تلك وراودها شعور غريب بداخلها لا تدري ما هو.

جعلها تقول له  بصوت خفيض : يعني هطلقني يا سعات الباشا بعدها على طول ....!!!
تجهم وجهه أكثر ثم أشاح بوجهه بعيداً عنها قائلاً لها بضيق : طبعاً وأنا لولا مهمتي دي مكنتش إتجوزتك أصلاً .
لا تعرف مهجة لماذا شعرت بالحزن من كلماته تلك مع إنها الحقيقة وقد أخبرها بذلك .
شعر جلال بالراحة بعض الشيء لإخبارها بهذه الأشياء ، لكن مهمته لن يخبرها عنها ، لأن طبيعتها المستهترة لا تتفهم مثل هذه الأمور.

رواية أنا والمجنونةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن