آسفه على التأخير العيب من النت والله
رواية أنا والمجنونة
الفصل العاشر
وقفت مريم تحدق بولاء بتساؤل من ملامح وجهها ، التي يبدو عليها بعض الارتباك ، ولاحظت إلقائها للهاتف .فهمست قائلة بصوت مرتعش : مالك يا مريم بتبصيلي ليه إكده ، تنهدت بضيق وتركتها وتابعت مذاكراتها .
ورغم ذلك لم يسترح قلب مريم ، من نظرات القلق التي تبدو على ولاء ، قائلة لنفسها : يا ترى بتسوي إيه من ورايا يا ولاء .كانت مهجة نائمة في فراش كبير مفروش بشراشف بيضاء جديدة وألوان أخرى زاهية محيطةً بالفراش والغرفة كلها مزينة بعدة ألوان مختلفة من البالونات وزينةً أخرى ، فتحت مهجة عيونها ببطء شديد ، مستيقظة على أنفاس جلال الحارة وهو يقوم بتقبيلها في فمها ، برقةً متناهية .
حدقت به غير مصدقة ما فعله الآن ، وزادت نبضات قلبها حتى شعرت أنها ستختنق قائلة له بعدم فهم :يالهوي ..... إنت بتعمل إيه يا سعات الباشا ، ابتسم لها جلال قائلاً لها بخفوت : إنتي مش مراتي بردك يا مهجة أغمضت عينيها بسرعة ثم فتحتهما قائلة بصوت مرتعش : بس إنت ....... قاطعها بهمس وهو يتأملها بوله قائلاً بعذوبة : آني إيــــه يا مهجة ...!!!
فقالت له باستغراب : إنت مش قايلي ..... فهمس لها مرةً أخرى قائلاً بعبث : سيبك من أي حديت جولته جبل إكده ، إنتي مرتي يامهجة .... مرات جلال المنياوي ، إللي محدش جدر يعارضه غيرك يا مهجة .
قال ذلك وهو يقترب منها أكثر وكان سيقوم بتقبيلها مرةً أخرى وهو يحدق بشفتيها التي ترتعش ، ولكنها فجأة هبت جالسة في فراشها بسرعة تنظر حولها بأعين زائغة .
وضعت يدها على صدرها بتلقائية قائلة لنفسها بفزع : إيـــه ده هوه أنا كنت بحلم ولا إيه ، وتلفتت حولها مرةً أخرى قائلة لنفسها بتوتر: أيوة فعلاً كنت بحلم ، بقى معقوله الباشا بذات نفسه هيعمل كده معايا ، إستحاله .
صمتت متذكرة صديقتها الوحيدة ، مردفةً بقولها الساخر : فينك يا نوال تشوفي الرومانسية على أصولها مع الباشا جلال المنياوي ، ده عمره ما ابتسم في وشي حتى يبقى هيعمل كده إزاي .تساءلت مهجة مع نفسها كيف جاءت إلى هنا ، لكنها تذكرت أخيراً إغماءها في السيارة ولم تذكر شىء آخر غير ذلك .
تابعت مريم النظر إلى صديقتها وهي تدلف إلى المرحاض ، ثم هرولت ناحية هاتف ولاء ، وأمسكته مترددة وقبل أن تفتحه تركته مرةً أخرى قائلة لنفسها بلوم : لع يا مريم لع إوعاكي تفتشتي وراها عاد ، دي مش أخلاجك يا بنت الناس .
خرجت ولاء من المرحاض وعينيها على مريم التي كانت قد إبتعدت عن الهاتف وجلست تتابع مذاكراتها .
قائلة لنفسها بارتياح : الحمد لله إنها سكتت ومشكتش في أي حاجه واصل .
تنهدت مهجة قائلة لنفسها بحيرة : يا ترى هوه فين دلوقتي ، وسيبني كده من غير ما أعرف أنا فين ، وفين أهله ، ومهمة إيه دي ياربي أنا حاسة إني في دوامة بسببه .