آسفه على التأخير وصل الفصل
رواية أنا والمجنونة
الفاصل الثاني والثلاثونبُهِتً جلال من قرارها المفاجئ هذا... الذي اتخذته مهجة بسرعة ناجمة عن نتيجةً غضبه العارم عليها وحدته في التعامل معها، فالتفت إليها سريعاً بأعين مشتعلة كالنار الحارقة قائلاً لها بصرامة غاضبة: ممكن أعرف إيه معنى اللي جولتيه دلوك....
أولته ظهرها من قسوة نظراته المتفحصة إليها، بتمعن ملحوظ مع ارتعاش قلبها بقوة قائلة بتردد: معناه.... معناه.... إني خلاص عايزة أطلج... لأن خلاص زهجت بصراحة.... وبردك بنفذ كل اللي بتريده..... ولساتك مش طايجني ولا مصدجني لدلوك وأظن كمان إن ده حجي عليك وجت ما الاجيك مهملني طول الوجت.
أغمضت عينيها بقوة من ردة فعله عليها، فهي تعلم بطبعه جيداً، فأمسكها بكل قسوة لديه، مختزنة بداخله.... من رسغها بعنف وأدارها بقوة لمواجهته قائلاً بحدة وتهديد: مهجة اتعدلي في الحديت وايايا، إنتي ناسية إنتي إهنه ليه..
تطلعت إليه بشموخ، مشجعة نفسها على مجابهته للآخر قائلة له بشجاعة: ما آني بتحدت وياك زين أهوه يا سعات البيه وده حجي عليك إنك بردك تعاملني زين... طالما فيه مصلحه بيناتنا لغاية دلوك..... وإذا كانت على الحجيجة فآني جولتها جبل سابج ومنيش هجولها تاني، وبراحتك يا سعات الباشا عايز تصدج .... صدج..... مش عايز خلاص براحتك..... من دلوك آخد خلجاتي وامشي.... وانت خابر مكاني زين ابجى وصلني عليه ورجتي.
لم يدري جلال بنفسه ولا بما يفعله.... إلا وهو صافعاً إياها على وجهها من جراء حديثها الجريء إليه.... ساقطةً أرضاَ من قسوة لطمته لها بقوة ، فوضعت يدها على وجنتها بصدمة وألم صائحة بصوت معذب قائلة له بعدم تصديق : جلال....!!!
من كثرة إثارة غضبه لم ينتبه لها وهي تناديه بإسمه مجرداً دون ألقاب ولأول مرة تفعل ذلك منذ زواجهم.
حتى هي لم تنتبه لما قالته من تلقائية ناجمة عن ما فعله بها للتو، فانحنى نحوها بغضب هادر قائلاً لها بانفعال:إخرسي.... مسمعش صوتك تاني ، بجى إكده آني دلوك فهمت.... بجى عايزة تطلجي علشان تتجوزيه مش إكده ، بس ده على جثتي يا مهجة خابرة يعني إيــه على جثتي....إنه هيحصل واصل، إلا لما أنفذ إللي آني عايزه.
ورغم لمعان عينيها بالدموع ووجع قلبها من عذابها التي تعيشه الآن.... إلا أنها عارضته بحدة قائلة له بألم وإصرار: لاه هطلجني ودلوك كمان يا جلال بيه ..... وده حجي عليك ....لما تكون معاملتك إكده، ومنيش خايفة منيك واصل، وهتجوز كمان اللي آني عايزاه بعد إكده وملكش صالح بيه عاد...فاهم يا باشا.
اتسعت عينيه الواسعتين والشرر يتطاير منهما كالشظايا الملتهبة، وبكل الغضب الكامن بداخله اقترب منها بخطواتٍ أخافتها ، جعلتها تريد الابتعاد عنه بسرعة.... فزحفت على الأرض إلى الوراء بكل قوتها..... لكنه كان الأسرع منها وانقض عليها كالثور الهائج.