وصل يا بنات الفصل
رواية أنا والمجنونة
الفصل الحادي عشروصلت سيارة عادل متأخرة بجوار بيت الطالبات ، وترجلت منها ولاء وهي خائفة ، فالوقت متأخر وإذا شاهدها أحداً ما سيكون عقابها شديد هذه المرة .
وخصوصاً إذا وصل الخبر إلى أهلها ، ستكون هذه نهايتها ، هبط خلفها عادل قائلاً : هتوحشيني لغاية ما انتقابل تاني .
فابتسمت له بخوف وقالت له : وانت كمان يا عادل ، فأمسك بيدها وقبلها بها برقة ، جعلتها ترتجف من الداخل .
وهمست هي تقول بارتباك : عن إذنك يا عادل مع السلامة ، أشار لها بيده ليودعها قائلاً لها بخفوت : تصبحي على خير يا حياتي .وصلت ولاء إلى باب الغرفة وفتحتها بهدوء شديد بمفتاحها ، خوفاً من أن يشاهدها أحداً ما .
دلفت ولاء إلى الداخل وقلبها خائف من تساؤلات مريم ، وجدت الحجرة مظلمة ، للغاية ، فأغلقت خلفها الباب بنفس الهدوء قائلة لنفسها بارتياح : الحمد لله إنها نايمة .لكن فجأة إرتياحها هذا ذهب أدراج الرياح ، عندما أنارت مريم ضوء الغرفة بغتةً وهي تقف على مقربةً منها وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها تقول بتساؤل غامض : كنتي فين لدلوك يا ست لولو .
شحب وجه ولاء ولم تستطيع الرد عليها وبأي شىء ستجيب فقالت لها مريم بغضب : إنطجي وجولي كنتي فين ....؟
تنهدت ولاء مفكرة ، كيف سترد عليها فقالت لها بضيق : مالكيش صالح بيه .....فقاطعتها مريم وهي تمسكها من معصمها قائلة بحدة : وده من ميته يا ست ولاء ، ها إنطجي وجولي كنتي فين .
شعرت ولاء بالضيق والقلق معاً ، وكيف ستخبرها بهذه السهولة أين كانت ، فأجابتها بحده غاضبة متعمدة : من دلوك يا مريم ، ومالكيش صالح بيه واصل ، وأعمل إللي آني عايزاه ، وخصوصاً إنك لساتك مجاطعاني ومخصماني مش إكده .شعرت مريم بالإهانة بداخلها قائلة لها باضطراب : بس آني بعمل إكده لمصلحتك يا ولاء ،ثم صمتت برهةً تتأمل ملامحها وأردفت قائلة بعدم تصديق : ياه يا ده إنتي إتغيرتي كتيرجوي .
أشاحت ببصرها بعيداً عنها وقالت لها بضيق : وليه متجوليش إني فوجت متأخرة ، من الأنبوبة اللي عايشين ومتحاصرين جواتها .واجهتها مريم تقول لها بدهشة : بس إنتي مكنتيش إكده ، ودي مش ولاء اللي عرفتها من سنين طويلة وخابراها زين ، دي واحده تانية بتلبس توب غير توبها .
تنهدت ولاء بحزن شديد متذكرة ما تعيشه في وسط عائلتها المتزمتة والمتعصبة لتقاليد عفى عليها الدهر ، قائلة لها بيأس : والله دي حياتي آني ، وكان نفسي فيها من زمان ، عجبك العيشة إللي إحنا عيشينها آني وإنتي ، ها ..... عجبك الحبسة في الدوار طول النهار بين أربع حيطان ، وممنوع إنك تضحكي وتتحدتتي حتى ، زي بجيت الخلج ، هيه دي العيشة اللي عايزاني أكمل عيشتي فيها مع أب معندوش أي رحمة بيه وأخ كل لما يشوفني كأنه شاف عفريت جدامه ، حتى أمي بجت تعاملني على إني مصيبة وجاية لها في الدنيا وكأن الدنيا فنت من كل المصايب واتجمعت فيه آني .