اخيرا وصل الفصل بعد معاناة والله
رواية أنا والمجنونة
الفصل الثامن والعشرون
وصلت نوال ومها إلى أحد بيوت التجميل، حدقت بها مها قائلة : ابتسمي بقى يا نوال إحنا من ساعة ما خرجنا من البيت وانتي حزينة وانا مش عايزة أشوفك كده.
حبست دموعها قائلة لها : غصب عني يا مها، وانتي عارفه كده كوي وعارفه كمان اني رافضة إني أروح معاكم من الأساس، فقالت لها بعطف : عارفه كل ده .... بس لازم تغيظيه وتغظيها، زي هوه ما بيغيظك.عقدت نوال حاجبيها قائلة لها بدهشة : أغيظة .... أغيظه... إزاي إنتي بتهزري أكيد مش كده.
فقالت لها بسرعة : لا طبعاً مش بهزر ، انتي لازم توريه عكس ما عايز يشوفك ، سألتها بعدم فهم قائلة : ازاي بردو....!!!
هزت مها كتفيها باللامبالاة قائلة لها : يعني توريه إنه مبقاش فارق معاكي وتبقى أجمل من نهى خطيبته ..... ها إيه رأيك.
ضمت نوال قبضتيها بقوة قائلة لها بهدوء ظاهري: هوه خلاص مبقاش فعلاً فارق معايا في أي حاجه وموضوعه مبقاش في دماغي أصلاً .
ضحكت مها قائلة : يبقى خلاص اسبيتيله ده عملي ووريني.دخلت والدة مريم إلى حجرة ابنتها قائلة بحنان : ها يا بتي عامله إيه دلوك ، همست قائلة : بخير يا اماي .
ابتسمت لها بحب وهي تضع يدها على شعرها بحنان بالغ قائلة : تحمديه على خير يا بتي ، يالا جبتلك الوكل علشان تاكلي ، وتاخدي علاجك فقالت لها بضيق : لا يا اماي مليش نفس .
حدقت بها بقلق قائلة : لاه يابتي مش هينفع إكده ، إنتي لازم تاكلي كويس علشان صحتك وتجدري تجفي من جديد على رجليكي.تنهدت قائلة لها : صدجيني يا اماي لما أجوع هاجولك ، تنهدت بحزن قائلة : ماشي يا بتي براحتك..... قاطعها صوتاً جهوراً قائلاً لها : لازم تاكلي مينفعش إكده علشان تجدري ترجعي كليتك من تاني، ولا مش عايزة تروحيها.
ابتلعت ريقها بصعوبة من قسوة قول أخيها حسين قائلة له بارتباك : لا طبعاً يا أخوي عايزة أروح داني في آخر سنة ولازم أروح.تنهد بضيق قائلاً لها : يبجى خلاص تسمع الحديت ده، وتاكلي بدل أطلعك من كليتك خالص ونجوزك ونرتاح منيكي.
شعرت مريم بالخوف من تهديده الواضح لها قائلة له بقلق: هاكل .... هاكل يا أخوي ولا تزعل نفسك واصل.حدقت والدته به قائلة بحنان : بالراحة على خيتك يا ولدي دي لساتها مريضة، زفر بقوة قائلاً لها : ماهي تصرفاتها غلط يا أماي فابتسمت له قائلة: بس بردك لساتها صغيرة ومتعرفش حاجه.
تركهم وهو يقول لها: أيوة افضلي جولي عليها إكده لغاية ما تستجوى علينا كلاتنا.
لمعت الدموع في عيني مريم ، فأسرعت والدتها تقول : معلش يا بتي أخوكي خايف عليكي مش هتلاجي أحن منيه عليكي بردك .
تنهدت مريم بحزن قائلة : خلاص يا اماي معدتش فارجه ، فقالت لها بجزع : ليه يا بتي بتجولي إكده .
صمتت ولم تستطع الرد على والدتها ، فكل ما عانته الفترة الأخيرة ، جعلها كأنها ليست هي ، فقد تغيرت كثيراً شاعرة بعدم الثقة والأمان حتى يحيي قد هددها هو الآخر وتركها بمفردها تواجه مصيرها مع أباً طاغٍ وأخ لا يرحم وأمٍ ضعيفة لا يوجد لها كلمة في هذا الدار ومن غير حول لها ولا قوة.