الفصل الرابع عشر

9.4K 275 6
                                    

وصل الفصل يابنات أخيراً ويارب يعجبكم

رواية أنا والمجنونة
الفصل الرابع عشر :

لم تنم مهجة جيداً طيلة الليل من تذكرها ، أن الخميس هو موعد زفافها إلى الرائد جلال المنياوي كبيرعائلته .

استيقظت في الصباح وهي تشعر بالنعاس الشديد من أثر ذلك ، قائلة لنفسها بعدم استيعاب : معقول الأيام جرت كده وهتجوز الباشا الحليوة ده ،  وفرحي كمان هيحضره كل أهله وناسه .... يالهوي يا آني يا أنا ياما ،  ربنا يستر يا مهجة من لسانك ده النهاردة ، ده الباشا هيدبحك فيها لو عملتي مصيبة .

هبت من فراشها مسرعة ودلفت إلى المرحاض ، لكي تستحم ، بعد قليل خرجت منه وهي ترتدي المئزر ، ووقفت أمام الخزانة قائلة لنفسها بحيرة : يا ترى ألبس إيه دلوقتي .

شعرت بالحنين إلى نوال صديقة عمرها وهي ترى ثيابها المرصوصة بعناية داخل الخزانة قائلة بصوت مسموع : يا ترى يا نوال بتعملي إيه دلوقتي ، ولسه فاكراني ولا نستيني ، ياترى وحشك شبشبي ولا إرتحتي منه ، تنهدت بضيق قائلة لنفسها بغيظ : الله يسامحه بقى قاطعني عن الدنيا كلها حتى إنتي يا نوال ده ناقص يمنع عني الميه والهوا .

استمعت إلى صوت طرقات هادئة على الباب ، فقالت لها : إدخلي يا نعيمة ، دلفت إليها نعيمة وهي مبتسمة قائلة لها : صباح الخير يا ست هانم .
فقالت لها مهجة مبتسمة : إزيك يا نعيمة ، وازي والدتك مش بخير دلوك .
قالت لها : بخير والله يا ست هانم ، سألت عنك العافية ، وبتسلم عليكى كمان فقالت لها : طب كويس إنك جيتي بدري تعالي ساعديني في شوية حاجات إكده هجولك عليها دلوك .
فقالت لها : حاضر يا ستي .

كان جلال في حجرته هو الآخر وهو يقف في نافذتها محدقاً لما يتم من تجهيزات لعرسه ، شعر بالتوتر بداخله ، بسبب مهجة لتحدث كارثة .
قائلاً لنفسه بضيق : ربنا يستر منيها ومتعملش مصيبة من مصايبها ، أني بجيت خابرها زين .
أخرجه هاتفه من شروده هذا فقال بهدوء : إزيك يا شريف ، فقال له : الحمد لله إزي أخبارعريسنا النهاردة .
فقال له بضيق : هكون عامل كيف يعني .... أديني متحمل  ، ضحك شريف قائلاً له بمزاح : حد يبقى مضايق كده يوم فرحه .
فقال له بحدة : أيوة آني ، لأن إنت خابر زين ليه إتجوزتها ، قال له شريف : خلاص يا جناب العمدة متتعصبش عليه كده .
صمت شريف مردفاً بعدها بقوله : بس قولي صحيح إيه آخر اخبار مصطفى محرم ، تنهد قائلاً له بسخرية : أهو شرب الطعم وبيلف حواليا زي ما آني إتوجعت منيه تمام .
فقال له شريف : طب كويس ، إبجى خبرني بالتطورات أول بأول ، فقال له بجدية : حاضر بإذن الله .

ابتعد جلال عن النافذة ، هابطاً بالأسفل ، كان باستقباله والده الحاج إسماعيل الذي ابتسم له بفخر قائلاً له بسعادة : ألف مبروك يا جناب العمدة ، ابتسم جلال ابتسامة باهتة وقال له : الله يبارك فيك يا أبوي .
قال له والده بتساؤل : إيه رأيك في تجهيزات الفرح ، آني بعمل إللي أجدر عليه ، فقال له بهدوء : خابر يا أبوي وإنت عملت كتير جوي علشاني ، فقال له بفخر : إن ما كناش نعملوا إكده علشان كبيرنا ، هنعملوا  وميته  .
تنهد جلال قائلاً له : متشكر جوي جوي يا أبوي فقال له بفرحة : هوه آني في ده اليوم يا جناب العمدة لما أشرف وأجهز لفرحك ، صمت برهةً ثم قال : تعالي بجى إمعاي دلوك نصلي الظهر في الجامع ، وبعد إكده هييجوا أهل البلد علشان الوكل ، اللي بيعملوا الطباخ من بدري .

رواية أنا والمجنونةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن