جلست تبكي بغيظ غاضب أمام الضابط ولا يعرف كيف يوقفها قائلاً بنبرة حادة: ممكن تتكرمي عليا بقى وتقوليلي إيه الحكاية بقالك نص ساعة بتعيطي ولا فاهم منك أي حاجه.
ضيقت عيونها تحدجه بضيق قائلة بلهجة قاسية: أصلك متعرفش النار اللي جوايا اللي هطلعها عليهم هما الاتنين.
تنفس بنفاذ صبر قائلاً بلهجة مضحكة: صبرني يارب، طب اتكلمي بقى لإن خلاص اتخنقت منك.
ضمت شفتيها بعصبية قائلة بغضب: تصدق أنا بردو اتخنقت منهم هم الاثنين وشكلي هاخلص عليهم قريب جدا.
نظر إليها بنظرات قاسية بعض الشيء قائلاً: انا اللي شكلي هاقوم اخلص عليك دلوقتي.... بقول لك ايه انا خلاص على اخري منك انت هتقولي اللي عندك ولا اندهلك العسكري ياخذك الحبس وارتاح منك.
رفعت بصرها إليه بطريقه مضحكة قائلة بغلظة مزيفة: لما تعرف اللي هاقول لك عليه هما اللي هيدخلوا الحبس مش انا.
زفر بحده قائلا ببرود بعض الشيء: حلو هم مين بقى دول!!!
بكت بطريقه مضحكه قائلة: جوزي منه لله شفته النهارده مع واحده وبينهم كده بيتفقوا على الجواز من ورايا وانا جايه علشان ابلغ عنهم.
ضغط ضابط على اسنانه بغيظ غاضب قائلا بضيق شديد: يعني بقالك اكثر من نصف ساعه عماله تعيطي وفي الاخر تقوليلي جوزي ممكن يتجوز عليا اقول ايه يا رب انا اتصبحت بوش مين النهاردة.
رفعت أحد حاجبيها قائله بمزاح: اكيد بوشي هوا برده كان بيقول لي كده.
نفذ صبر الضابط قائلاً بحدة:لا انت اكيد عقلك طاقق.
أشارت على نفسها تستعطفه بإسلوب مضحك: أنا ولا هوا اللي عقله طق والله لأطربقها على نفوخهم هما الاتنين... بقى بذمتك يابيه ده منظر واحده جوزها يتجوز عليها.
زفر بحده قائلا ببرود: لأ إزاي ودي تيجي....ثم تنهد يحاول ضبط أعصابه متابعاً بهدوء مصطنع: طب والمطلوب مني ايه دلوقتي.
ضغطت على شفتيها بغضب مضحك قائله بإصرار: تكلبشهم وتحطهم في الحبس هما الاثنين لغاية ما يبان ليهم صاحب.
تنهد بنفس البرود قائلاً: هما مين بقى ولا اسمه ايه جوزك ده.
نظرت اليه والسخريه بادية على وجهها قائلة بتصميم: العقيد جلال المنياوي.
اتسعت عيني الضابط بشدة قائلاً بصدمة: انتِ بتقولي مين...!!!
تطلعت إليه باستغراب قائلة: بقول لك جلال المنياوي العقيد ولا العمده اختار انت أي لقب فيهم.
نهض واقفاً من مكانه مشيراً إليه قائلاً بدهشة: انتِ مراته...!!!
فقالت له بغيظ: للاسف مراته اللي طلع ضاحك عليها.
صمت قليلا لا يعرف كيف يتعامل مع هذا الموقف قائلا باستنكار: أظن ان مشكلتك دي حاجه عائليه بينكم انتم الاثنين ثم اني ما ينفعش تيجي تشتكيه هنا علشان عايز يتجوز عليك ده حلال انه يتجوز ثلاثه غيرك.
كظمت غيظها بشدة ولولا انها تعرف انها واقفه امام ضابط كانت قد امسكته من قميصه وألقت به من النافذة التي بجواره.
وقفت تشير إليه بيدها قائله بصدمة نفسية: انت بتقول ايه مين ده اللي يتجوز عليا انا مهجه أكيد متعرفش أنا مين... مش معقول واحد زيه يضحك عليا أنا.
تطلع اليها الضابط بقلق قائلا من فضلك ما تتكلميش على العقيد جلال بالطريقة دي يا اما مش أد اللي هيحصل لك.
ألقت بحقيبة يدها على مكتبه قائلة باستنكار: اه قول بقى انك عارفه وعلى صله بيه وهتعمل عليه طبعا ما انت راجل زيه.
ضرب على المكتب بيده بحدة قائلا بصرامة: انا محترمك بس علشان العقيد جلال المنياوي لكن اي تجاوز عليه مش في مصلحتك.
حدقت به قائلة بخوف مصطنع: يعني علشان مليش حد يا سعات البيه أم تيجي على المجني عليها وتسيب المتهم هارب من العدالة.
صمتت تفكر كيف تقنعه بأن يلبي طلبها، تابعت بغتةً ببكاء مزيف: بس انا بقى مصممة على انك تعمل له محضر هو والسنيوره اللي كانت معاه ومش هامشي من هنا غير لما تحط في إيده الكلبشات.
انطلق صوتاً حاداً هذه اللحظة قائلاً بلهجة ساخرة: هوا مين ده اللي هتعمليله محضر وتلبسيه الكلبشات.
هرب الدم من وجهها ولم تعي ما تتفوه به قائلة بإسلوب مضحك: اهرب اهرب أوام احسن هيعمل لك كفته... انا عارفاه كويس... ده مجنون زي حالاتي.
ارتبك الضابط من هذا الموقف، أشار إليه جلال بمغادرة المكان...
ثم أمسكها من كتفها بقوة قائلاً: أنتِ اتجنيتي يا مهجة هيه حُصلت تيچي لاهنه وتبلغي عني.
أبعدت يده عن كتفها تحاول الرد عليه قائلة: وفيها إيه يعني لما أعمل كده طب إيه رأيك هحاول تاني وعاشر.... لحد ما تلبسها قدامي.
عقد حاجبيه بحدة متسائلاً بصرامة غامضة: هتلبسيني إيه جولي.... حبست أنفاسها مع نظراته الذي يملؤها المكر والغموض وحسبت المسافة بينها وبين الباب.
اقتربت منه ببطء ففهم أنها ستبلغه بما ينتظره، لكنها بدلاً عن ذلك انطلقت قدميها كالريح صوب الباب.
قائلة بأنفاس خاطفة: الكلبشات يا أبويحيى....
بقلم
يمنى عبدالمنعم