حكاية وسط ناو *3*

190 8 0
                                    

-"إزّاي؟!"
-"هو إيه ده اللي إزّاي؟!"
-"قُلت إنّها قلّة ذوق، بس عين العقل في نفس الوقت، عايزة أفهم، إزّاي؟!"

كُنت واقفة قُدّامه بالظبط، ببُص له بتحدي، وهو بيبُص لي بعدم فهم، فضل ساكت للحظات، وقبل ما يرُد لقيت "أحمد"، الويتر، جاي ومعاه فنجانين قهوة، نزّل قهوة "عُمر" على الترابيزة، وبعدين بص لي وقالي:

-"هتشربي قهوة حضرتِك هنا؟! ولا أنزلها لحضرتِك على ترابيزة تانية؟!"

"عُمر" بص لي وكأنّه مستنّي ردي، بصّيت له بنفس نظرة التحدي، وبعدين قُلت لـ"أحمد" من غير ما أبُص له:

-"أيوة يا أحمد، نزّلها هنا"

هز "أحمد" راسه في نفس اللحظة اللي لقيت "عُمر" بيضحك فيها باستخفاف، وبيبُص الناحية التانية، قعدت على الكُرسي اللي قُدّامه بمُجرد ما "أحمد" مشي، عشان ألاقي "عُمر" بيبُص لي وبيقول في نفاد صبر:

-"أنا متعوّد أقعد هنا لوحدي"
-"متقلقش، مش هاخُد من وقتك كتير، وبعدين أنا مش متعوّدة أقعد مع ناس قليلة الذوق أصلًا"
-"انتي مش ملاحظة إنّك بتغلطي كتير؟!"
-"إنت اللي بدأت"
-"كُل ده عشان قُمت مشيت امبارح بعد ما ابتسمتي لي؟!"
-"لأ مش عشان كده"

سكت للحظة، بصّيت فيها لفنجان القهوة في توتر، وبعدين قُلت:

-"جاوبني، إزّاي؟!"
-" ماشي، بس بشرط، إنتي كمان هتجاوبيني على سؤال، ويبقى سؤال قُصاد سؤال"
-"موافقة"
-"من غير ما تعرفي إيه السؤال؟!"
-"يمكن لإنّي معنديش حاجة أخبّيها"
-"وهيّ دي المُشكلة"
-"المُشكلة الحقيقية؟!"

افتكرت البوست بتاعه، لمّا كان بيتكلم عن التفاخر بالغلط وإظهاره واعتباره شيء عادي، وإن دي المُشكلة الحقيقية بالنسباله، مقدرتش أمنع نفسي من إنّي أقوله كده، بص لي بنظرة معناها إنّه فهم، فهم إنّي لقيت البروفايل بتاعه على الفيسبوك وإنّي عرفت مكان الكافيه من عليه، توقعت إنّه هيواجهني باللي فهمه، وفضلت أدوّر في دماغي على ردود دفاعية عشان ألحق نفسي، بس لدهشتي، لقيته متكلمش في ده خالص، بالعكس، لقيته بيجاوب على سؤالي فعلًا وبيقول لي:

-"قلة ذوق، لإن أنا اللي بدأت بالاهتمام والنظر، مبعدتش عيني أول ما شوفتيني، بالعكس، فضلت باصص لِك، على فكرة أنا مش بعمل كده في العادي، شايفة البنت اللي هناك دي؟!"

شاوِر بعينيه على البنت اللي كانت قاعدة بتقرأ لوحدها، بصّيت لها، في اللحظة اللي كمّل فيها وقال:

-"بشوفها هنا كُل يوم، وأوقات كتير ببُص عليها وبراقبها بإعجاب، ولكن بمُجرد ما بحس إنّها هتاخُد بالها ببعِد عيني على طول، مش بحب أسبّب لحد أي إزعاج أو شعور بعدم الراحة، بس معاكي الموضوع كان مُختلف شوية، مفكّرتش في الاعتبارات دي كُلّها، مفكّرتش غير في حاجة واحدة بس"
-"حاجة إيه؟!"
-"إن... إن عينيكي حلوة"

حكايات للكاتب " إسلام شاهين"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن